حرية – (30/6/2024)
رأى تقرير أمريكي أن الطريقة الأكثر فاعلية بالنسبة للولايات المتحدة في مواجهة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين هي ضمان صحة تحالفاتها، والسعي إلى تعاون أكبر مع أهم حلفائها وشركائها بدلًا من السعي لتفكيكها.
ولفت موقع “بزنس إنسايدر” إلى هاجس الزعماء الغربيين الذين يخشون السيناريو الذي تتزامن فيه خطط بوتين ضد أوروبا مع الغزو الصيني لتايوان، ما من شأنه أن يستنزف موارد الولايات المتحدة ويسمح بهزيمة حلفاء أمريكا.
وأكد الموقع، في تقرير له، أن التحالفات الناجحة تشكل مزيجًا ليس فقط من المصلحة الوطنية الذاتية، بل وأيضًا من القيم المشتركة.
وقد يكون هذا هو الفارق الحقيقي بين تحالف مثل حلف شمال الأطلسي، الذي يشترك أغلب أعضائه في الإيمان بالديمقراطية والحقوق الفردية والتجارة الحرة، وبين الصداقة الصينية الروسية القائمة على سؤال: “ما الذي سأستفيده من الآخر؟”.
تبعية مشتركة
وشبّه الموقع العلاقة بين الصين وروسيا كالعلاقة بين زوجين غير مثاليين يدركان مستوى معينًا من التبعية المشتركة، وإن كانت غير متكافئة، بينما تساورهما في الوقت نفسه شكوك عميقة حول ما إذا كان بإمكانهما الثقة بالآخر أو الاعتماد عليه.
وقال إن الشراكة بين بكين وموسكو ليست تحالفًا قويًا مثل حلف شمال الأطلسي، المبني على الدفاع المتبادل وقابلية التشغيل البيني لقواته.
ورغم أن الصين أصبحت عنصرًا تمكينيًا رئيسيًا في الحرب الروسية على أوكرانيا، وساعدت موسكو على تجاوز العقوبات الغربية، إلا أن هذا لا يعادل ذلك النوع من العمليات المتكاملة التي مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب العالمية الثانية، إذ خدمت القوات الأمريكية تحت إمرة قادة بريطانيين والعكس، أو التي مارسها حلف شمال الأطلسي هذه الأيام، وفق التقرير.
وأشار إلى أن التحالفات الناجحة تتطلب من الشركاء إخضاع مصالحهم لصالح التحالف، معتبرًا ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لكل من روسيا والصين.
وقال إن لدى موسكو وبكين تقليدا يتمثل في كونهما الشريك المهيمن في التحالفات، والتنمر على حلفائهما، سواء كان ذلك من خلال سيطرة الاتحاد السوفيتي على أقماره الصناعية في أوروبا الشرقية، أو تعامل الصين مع جيرانها مثل فيتنام وكوريا باعتبارهما تابعين.
عرقلة التحالف
وأشار “بزنس إنسايدر” إلى الكثير من القضايا التي يمكن أن تعرقل التحالف الروسي الصيني؛ أهمها الإرث التاريخي الهائل الذي يثقل كاهل العلاقات بينهما؛ إذ لم تنسَ الصين أن روسيا القيصرية ضمت 350 ألف ميل مربع من الأراضي الصينية في خمسينات القرن التاسع عشر.
وفي عام 1969، خاضت القوات الصينية والروسية اشتباكات حدودية على طول نهر أوسوري، وفي مرحلة ما، فكّر السوفيت في توجيه ضربة نووية إلى الصين، وفق التقرير.
وأوضح أن هناك منافسة حاليًا على آسيا الوسطى، وعدم ارتياح صيني إزاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وحقيقة مفادها أن روسيا تتحول حتمًا إلى الشريك الأصغر مع نمو القوة الاقتصادية والعسكرية الصينية.