حرية – (1/7/2024)
قالت وزارة الداخلية الفرنسية اليوم الإثنين إن حزب التجمع الوطني المنتمي إلى اليمين المتطرف وحلفاءه حصلوا على 33 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
وجاء تحالف الجبهة الشعبية الجديدة (اليسار) في المركز الثاني بحصوله على 28 في المئة من الأصوات.
وذكرت الوزارة أن تحالف الوسط الذي ينتمي له الرئيس إيمانويل ماكرون حصد 20 في المئة.
كانت استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع أظهرت فوز حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبن بالجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت أمس.
ولم توضح الاستطلاعات ما إذا كان الحزب سيتمكن من تشكيل حكومة “تتعايش” مع ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي بعد الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل.
أما الجمهوريون (يمين) الذين لم يتحالفوا مع اليمين المتطرف، فنالوا 10 في المئة.
التوقعات الأولى
والتوقعات الأولى لعدد المقاعد في الجمعية الوطنية تشير إلى أن التجمع الوطني وحلفاءه سيحصدون غالبية نسبية كبيرة وربما غالبية مطلقة بعد الدورة الثانية المقررة الأحد المقبل.
وستعتمد فرص فوز حزب التجمع الوطني بالانتخابات الأسبوع المقبل على المساومات السياسية التي سيعقدها منافسوه خلال الأيام المقبلة.
وكانت الأحزاب المنتمية ليمين الوسط ويسار الوسط تتعاون في الماضي للحيلولة دون وصول حزب التجمع الوطني إلى السلطة في البلاد، لكن هذا ربما لا يحدث هذه المرة.
وإذا لم يحصل أي مرشح على 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، يخوض المرشحان الأكثر حصولاً على الأصوات الجولة الثانية أو أي مرشح آخر يحصل على تأييد 12.5 في المئة من الناخبين المسجلين. وفي جولة الإعادة، يفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات.
المساومات السياسية
وبدأت المساومات السياسية مساء الأحد مباشرة.
وقال ماكرون في تصريح مكتوب وزع على وسائل الإعلام “في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديمقراطياً وجمهورياً في الدورة الثانية”.
رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال قال إن اليمين المتطرف على أبواب السلطة
وأشاد بـ”المشاركة الكبيرة التي تُظهر أهمية هذا الاقتراع بالنسبة إلى جميع مواطنينا وإرادة توضيح الوضع السياسي”، مضيفاً أن “خيارهم الديمقراطي يلزمنا”، وذلك بعدما جمع رؤساء أحزاب يمين الوسط الذين يحكم معهم منذ 2017.
بدوره، حض رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال الناخبين الأحد على عدم إعطاء اليمين المتطرف ولو “صوتاً واحداً” في الجولة الثانية من الانتخابات العامة.
وقال أتال إن “اليمين المتطرف على أبواب السلطة”، محذراً من أن الحزب قد يحقق غالبية مطلقة. وأضاف “هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. يجب ألا يذهب أي صوت إلى حزب التجمع الوطني”.
لوبن: معسكر ماكرون تم محوه
من جهتها، أكدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن أن “معسكر ماكرون تم محوه عملياً”، معلنة إعادة انتخابها من الدورة الأولى في دائرتها با-دو-كاليه بشمال البلاد.
ورفض حزب الجمهوريين (يمين محافظ) الذي حصل على نحو 10 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا بحسب أولى التقديرات، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد التجمع الوطني اليميني المتطرف في الدورة الثانية.
وقالت قيادة الحزب في بيان “حيث لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نُصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استناداً إلى ضمائرهم”. واعتبر النائب الأوروبي عن الجمهوريين فرنسوا كزافييه بيلامي أن “الخطر الذي يهدد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرف”.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلتقط الصور مع أنصاره بعد الإدلاء بصوته في شمال فرنسا
“هزيمة ثقيلة”
وفي معسكر اليسار، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحؤول دون فوز التجمع الوطني.
وصب موقف رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون في التوجه نفسه عبر إعلانه انسحاب مرشحي اليسار الذين احتلوا المركز الثالث الأحد.
ورأى ميلانشون أن نتائج الانتخابات تشكل “هزيمة ثقيلة لا تقبل الجدل” للرئيس ماكرون، وقال “التزاماً بمبادئنا ومواقفنا الثابتة في كل الانتخابات السابقة (…) نسحب ترشيحنا لأننا لم نحتل سوى المرتبة الثالثة”.
وصرح النائب الأوروبي عن اليسار رافاييل غلوكسمان “أمامنا سبعة أيام لتجنيب فرنسا كارثة”.
ومع إحرازه أفضل نتيجة في تاريخه في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية، لدى التجمع الوطني أمل كبير بالحصول على غالبية نسبية أو مطلقة في السابع من يوليو (تموز).
وفي حال بات رئيسه جوردان بارديلا رئيساً للوزراء، ستكون المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تحكم فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا. لكن رئيس التجمع الوطني سبق أن أعلن أنه لن يقبل بهذا المنصب إلا إذا نال حزبه الغالبية المطلقة.
تعايش غير مسبوق
وكرر بارديلا الأحد بعد صدور أولى التقديرات أنه يريد أن يكون “رئيساً للوزراء لجميع الفرنسيين”، مشدداً على أن “الشعب الفرنسي أصدر حكماً واضحاً”. وسيفضي الأمر إلى تعايش غير مسبوق بين ماكرون، الرئيس الحامل للمشروع الأوروبي، وحكومة أكثر عداء للاتحاد الأوروبي.
والسيناريو الثاني الممكن هو جمعية وطنية متعثرة من دون إمكان نسج تحالفات في ظل استقطاب كبير بين الأطراف، الأمر الذي يهدد بإغراق فرنسا في المجهول.
وفي ختام هذا اليوم الانتخابي الذي شهد إقبالاً كثيفاً على مكاتب الاقتراع، يتوقع ألا تقل نسبة المشاركة عن 65 في المئة، وفق مراكز الاستطلاع.
وفي مكاتب الاقتراع، لم يُخفِ عدد كبير من الناخبين قلقهم حيال هذه الانتخابات المبكرة.
وقالت روكسان لوبران (40 سنة) في بوردو (جنوب غرب) “أود أن استعيد الهدوء لأن كل شيء اتخذ منحى مقلقاً منذ الانتخابات الأوروبية”.
وقال الشرطي كريستوف (22 سنة) في سان إتيان، إنه قلق بشدة حيال انتخابات “ستؤدي إلى مزيد من الانقسام في صفوف الشعب”.