حرية – (2/7/2024)
بدأت المناظرة الأولى بين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي باعتبارهما المرشحين المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، فيما اعترف كلا المرشحين بتدني نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات.
والتقى بزشكيان وجليلي، اللذين حصلا على 42% و38% من الأصوات على التوالي في انتخابات 26 يونيو، بعضهما البعض مساء يوم الأحد 1 يوليو للمشاركة في المناظرة “الثقافية السياسية”.
وردا على السؤال الأول حول مستوى المشاركة، أشاد سعيد جليلي بإجراء الانتخابات في الجمهورية الإسلامية دون الإشارة إلى برنامجه، وقال إن هذه العملية يجب أن تتحرك نحو “الوضع الأمثل”.
وشدد على ضرورة التخطيط في هذا المجال، معتبرا استخدام “المواهب والمنصات الموجودة” أساساً لاستخلاص النتائج.
بدوره،أوضح مسعود بزشکیان في بداية حديثه وقبل الإجابة على حالة المشاركة في الانتخابات، أنه خلافاً لما نشر، فإنه وزملاؤه لا يعتزمون رفع سعر البنزين.
وأكد: لن أزيد سعر البنزين دون موافقة الشعب وأعلن ذلك بشكل حاسم.
وانتقد متصدر أصوات الجولة الأولى من الانتخابات الأفراد الذين وصفوه بالمنافق أثناء تواجده في مقام عبد العظيم شمال العاصمة طهران.
وردا على سؤال مضيف المناظرة قال: “إن المشاركة التي تمت مثيرة للقلق؛ ومن غير المقبول أن لا يتوجه 60% من الناس إلى صناديق الاقتراع”.
وقال: يحدث هذا لأننا لا “نلعب” دوراً في الرأي العام، وهو ما يجعلهم لا يأتون إلى صناديق الاقتراع.
وبينما يشير المرشحان إلى المشاركة في الانتخابات، جاء في الإحصائيات التي أعلنتها وزارة الداخلية، أن أقل من 40% من الإيرانيين من بين الذين يحق لهم التصويت توجهوا إلى صناديق الاقتراع في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وفي رده على بزشكيان، أشار سعيد جليلي إلى أن منافسيه أطلقوا عليه لقب “طالبان”، وقال إن هذه الألقاب لا تحل “مشاكل الناس”.
كما أظهر كمية كبيرة من الأوراق والمستندات المطبوعة، زاعماً أنها تحوي على “شتائم وتحقيرات” صدرت بحقه.
وفي جزء آخر من المناظرة، أشار مسعود بزشكيان إلى قضية طرد الأساتذة من الجامعات، كما دعا أهل السنة إلى لعب دور أكبر في مناصب البلاد.
لكن سعيد جليلي اعتبر أن بعض تصريحات بزشكيان عن السنة هي وعود انتخابية، وقال: إنه سلوك سيء للغاية أن نحث الآخرين أثناء الانتخابات على التصويت لندفع لهم رواتبهم في المستقبل.
وانتقد مسعود بزشكيان المشاكل التي حلت بإيران في السنوات الماضية، وأضاف واصفا ما كان يحدث في الحكومات السابقة: إذا كانت شريحة من الناس تابعة لنا فكان من حقها النزول إلى الشوارع والمطالبة بحقها، أما إذا لم تكن وكان لديها اعتراض على أدائنا فإن احتجاجهم مخالف للقانون ونلقي القبض عليهم ونضعهم في السجن!
وفي معرض الإشارة إلى ضرورة إتاحة الفرص لمطالب الناس، استذكر احتجاجات أشخاص مثل المعلمين والمتقاعدين، وقال إنهم عندما جاءوا إلى الشوارع للاحتجاج، تم “سجنهم”.
ورداً على تصريحات جليلي حول الطلاب الجامعيين، قال بزشكيان إن حكومة إبراهيم رئيسي طرد الطلاب من جامعاتهم.
وكانت السياسة الخارجية موضوعًا آخر لهذه المناظرة، حيث تم تسليط الضوء على مجموعة العمل المالي والاتفاق النووي وبيع النفط الرخيص إلى الصين.
وقال بزشكيان في معرض دفاعه عن الاتفاق النووي: قالوا أن الاتفاق النووي كان بلا فائدة، لكن الحقيقة أن نتنياهو كان يقتل نفسه كي لا يتم إحياء هذا الاتفاق. تقاتلنا فيما بيننا في الداخل حتى لا يتم إحياء الاتفاق النووي. عندما تدخل في صفقة، فإنك تعطي شيئًا وتحصل على شيء، وليس أن تأخذ كل شيء.
وأشار إلى قضية فاتف ووضع إيران في القائمة السوداء لهذه المجموعة، قال بزشكيان: كم خسرنا بسبب فاتف والاتفاق النووي؟ ربما 10 تريليونات يوميا. نحن نبيع النفط مع تخفيضات تتجاوز الـ 30% ونشتري منتجات بسعر باهظ الثمن، فهم يعطوننا خردة فقط. ينهب البعض ما يريد رغم العقوبات على حسابنا، ونحن أيضا غافلون عن هذا لأن الأمر ليس شفافا وهو يجلب الكوارث على الناس.
لكن جليلي زعم أن حكومة حسن روحاني وقعت على البنود الـ41 لمجموعة العمل المالي. وقال: رغم أن كل الدول لا تنفذ كل هذه البنود، لكنكم نفذتموها كلها. رغم هذا، تأتي فاتف وتقول أنها لا زالت غير راضية، يجب عليكم أن تنفذوا أوامر أخرى.
ثم ذكر أن إيران “تطالب” في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والدخول في مجموعة العمل المالي وتابع: لقد أكدت الوكالة 15 مرة أنكم قمتم بالوفاء بالتزاماتكم لكن الطرف الآخر لم يفعل شيء. وإذا قالوا أن خطة العمل الشاملة المشتركة يجب أن تستمر، فيجب أن يفوا بالتزاماتهم أولاً.
وفي الدقائق الأخيرة للمناظرة، أصبح النقاش أكثر إثارة للجدل، حيث اتهم بزشكيان أتباع جليلي بالتورط في الهجوم على السفارة السعودية، مؤكدا أن منفذي ذلك الهجوم كانوا في مقر جليلي الانتخابي.
وقال أيضًا إن سياسات جليلي “أقفلت” اقتصاد البلاد، وأوضح مخاطبا الناس: إنهم يريدون الاستمرار على نفس المسار.
ووصف بزشكيان برنامج جليلي الاقتصادي بـ “التنمية في قفص” وقال إنه مستعد للانسحاب من الانتخابات بشرط إعدام جليلي إذا فشل في تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%!