حرية – (3/7/2024)
نقلت وكالة “رويترز” عن سبع مصادر في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي جو بايدن ومن البيت الأبيض واللجنة الوطنية الديمقراطية، مطلعة على مناقشات جارية، إن كاملا هاريس نائبة الرئيس هي البديل الأول لبايدن في سباق الرئاسة إذا قرر عدم الاستمرار.
وأثار أداء بايدن المتخبط وغير المتماسك أحيانا في المناظرة الأولى أمام منافسه المنتمي إلى الحزب الجمهوري دونالد ترمب الأسبوع الماضي حالة من الذعر داخل الحزب الديمقراطي بسبب مخاوف من أنه قد لا يكون لائقا بالشكل الكافي لولاية ثانية ودعوات من زعماء حزبه بالتنحي.
وطرح بعض الديمقراطيين البارزين بدائل لبايدن إلى جانب هاريس.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، إن محاولة تجنب هاريس ليست سوى أماني ستكون شبه مستحيلة.
وأوضحت المصادر أن اختيار هاريس (59 عاما) مرشحة للحزب يعني أن أن الأموال في حملة بايدن التي جمعتها حملة بايدن والبنية التحتية للحملة ستؤول لها. وأشارت إلى أن هاريس تتمتع أيضا بأكبر صيت مقارنة بجميع البدائل وبأكبر نسبة تأييد في استطلاعات الرأي بين الديمقراطيين الذين يمكن اعتبارهم مرشحين بشكل جاد.
ورفض مساعدو هاريس أي حديث عن بطاقة للحزب الديمقراطي لا تشمل كلا من بايدن وهاريس. وجاء في بيان صادر عن مكتبها أن “نائبة الرئيس هاريس تتطلع إلى ولاية ثانية مع الرئيس جو بايدن”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس بايدن أخبر حليفًا رئيسيًا أنه يعلم أنه قد لا يتمكن من إنقاذ ترشيحه إذا لم يتمكن من إقناع الجمهور في الأيام المقبلة بأنه مستعد لتولي المنصب بعد أداء مناظرة كارثي الأسبوع الماضي.
وبحسب الصحيفة، يدرك الرئيس، الذي أكد حليفه أنه لا يزال منخرطًا بشدة في النضال من أجل إعادة انتخابه، أن ظهوراته القليلة المقبلة قبل عطلة نهاية الأسبوع – بما في ذلك المقابلة المقرر إجراؤها يوم الجمعة مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة ABC News وتوقف حملته في بنسلفانيا وويسكونسن – يجب أن تسير على ما يرام.
وقال الحليف: “إنه يعلم أنه إذا كان لديه حدثان آخران من هذا القبيل، فنحن في مكان مختلف” بحلول نهاية عطلة نهاية الأسبوع، في إشارة إلى أداء بايدن المتعثر وغير المركز في المناظرة.
وكانت شخصيات بارزة من معسكر الديمقراطيين بدأت الثلاثاء طرح تساؤلات علنية حول الحالة الصحية للرئيس جو بايدن، في حين سعى البيت الأبيض إلى احتواء الوضع المتأزم.
وكتب البرلماني الديمقراطي ممثل ولاية تكساس لويد دوغيت في بيان لوسائل الإعلام الأميركية “آمل أن يتخذ القرار الصعب والمؤلم بالانسحاب، أدعوه بكل احترام إلى القيام بذلك”، وأضاف “يجب ألا يسلمنا إلى ترمب عام 2024”.
الإرهاق الناجم عن السفر
وعزا الرئيس الأميركي سبب سوء أدائه في المناظرة التي جرت بينه وبين ترمب إلى الإرهاق الناجم عن سفراته الدولية الأخيرة، مشدداً على أن “هذا ليس عذراً بل تفسير”.
وقال بايدن خلال اجتماع مع متبرعين ديمقراطيين قرب واشنطن إنه “لم يكن أمراً ذكياً جداً أن أكون سافرت حول العالم مرات عدة قبل وقت قصير من المناظرة”، مضيفاً “لم أستمع لموظفي، وبعدها كدت أغفو على المسرح”.
تساؤل “مشروع”
من جانبها اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي الثلاثاء أنه من “المشروع” التساؤل حول الحالة الصحية للرئيس بايدن بعد المناظرة، وقالت بيلوسي التي لا تزال تحظى بنفوذ واسع داخل حزبها، على قناة “أم أس أن بي سي”، “اعتقد أنه من المشروع أن نتساءل ما إذا كان هذا فصلاً فقط أو أنها حالة دائمة”.
وكانت بالطبع تشير إلى المناظرة التي خاضها جو بايدن في مواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترمب، ورداً على هذه التعليقات قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن بايدن “يعرف كيف ينهض مجدداً”، مستبعدة خضوع سيد البيت الأبيض الذي خلص تقرير طبيبه في فبراير (شباط) إلى تمتعه بالأهلية لممارسة الحكم، لأي اختبار معرفي.
الرئيس الأميركي والسيدة الأولى جيل بايدن بعد عودتهما من كامب ديفيد في الأول من يوليو 2024
أول مقابلة منذ المناظرة
في الأثناء أعلنت محطة “أيه بي سي نيوز” الثلاثاء أن بايدن سيجري أول مقابلة له الجمعة منذ مناظرته مع ترمب التي اعتبر أداؤه خلالها كارثياً إلى حد كبير، وأوضحت المحطة أن مقتطفات أولية ستكون متوافرة اعتباراً من الجمعة على أن تعرض بكاملها الأحد.
وأعلن البيت الأبيض أيضاً عن مؤتمر صحافي سيعقده بايدن في الأسبوع المقبل خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، وعن حوارات مع مسؤولين ديمقراطيين من الصف الأول وحكام ولايات وبرلمانيين.
وشددت جان-بيار على أن بايدن مر بـ”أمسية سيئة” مساء الخميس، وأشارت مجدداً إلى أنه كان يعاني نزلة برد، لافتة إلى أنها لم تشهد سابقاً نوبات جمود مماثلة للرئيس، لكن ديمقراطيين كثراً باتوا لا يصدقون ذلك.
وقال عضو مجلس النواب مايك كويغلي، وهو ديمقراطي عن إيلينوي (شمال) الثلاثاء لشبكة “سي أن أن”، “علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا في شأن أنها لم تكن مجرد ليلة مروعة”.
مرشح آخر غير بايدن
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة “سي أن أن” الثلاثاء أن 75 في المئة من الناخبين الذين استطلعت آراؤهم يعتبرون أن الحزب سيحظى بفرص أفضل في نوفمبر (تشرين الثاني) مع مرشح آخر غير بايدن، مما عزز قلق الديمقراطيين بشكل إضافي.
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب
ونال ترمب 49 في المئة من نوايا التصويت على المستوى الوطني في مقابل 43 في المئة لمنافسه، وهو فارق لم يتغير مقارنة مع آخر استطلاع مماثل أجري في أبريل (نيسان).
وستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس في موقع أفضل، إذ نالت 45 في المئة في مقابل 47 في المئة للرئيس الجمهوري السابق، مع هامش الخطأ في الإحصاءات.
فترات جمود
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن مقربين من الرئيس لاحظوا فترات جمود “أكثر تواتراً” و”أكثر وضوحاً” في الأشهر الأخيرة، بالتناوب مع لحظات من اليقظة الذهنية التامة، على سبيل المثال في مواجهة الأزمات الدولية.
وقالت جان-بيار الثلاثاء إن طرح تساؤلات في شأن مدى حدة الحضور الذهني للرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة الذي تراجعت طلاقته ولياقته “أمر مشروع”، لكن المتحدثة أكدت أن الإدارة الأميركية لا تخفي أية معلومات في ما يتصل بالحال الصحية لبايدن.
وكان البيت الأبيض حتى الأمس القريب يميل إلى التقليل من شأن تساؤلات تطرح حول تداعيات تقدم الرئيس بالسن، ومرت أشهر عدة على توقف الرئيس الأميركي الذي تعثر وسقط علناً مرات عدة، عن استخدام الممر الكبير لطائرته، مفضلاً درجاً أقصر وأكثر ثباتاً.
ومنذ بضعة أسابيع أحاط نفسه أيضاً بمستشارين للانتقال من البيت الأبيض إلى مروحيته المجهزة في الحديقة، مما يجنبه لقطات الكاميرا الطويلة لمشيته المتصلبة جداً.
والرئيس الذي كان عرضة على الدوام لزلات لم يعقد مؤتمراً صحافياً منذ يناير (كانون الثاني) 2022، كما أنه قلل من أحاديثه مع الصحافيين.
ويمضي الديمقراطي كل عطلات نهاية الأسبوع في أحد منازله في ولاية ديلاوير من دون برنامج رسمي، وحين زار بايدن فرنسا في الآونة الأخيرة في مناسبة الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي عام 1944، توجه مباشرة من المطار إلى الفندق الذي نزل فيه حيث مكث في الداخل ليوم كامل من دون أي ظهور علني.