حرية – (6/7/2024)
تلقى عامل في مدينة لندن تهديداً يقول: “سوف يتم القضاء عليك”، إضافة إلى مقطع فيديو لرجل يحمل مسدساً محشواً وذلك بعد أن تعقب هاتفه من نوع “آيفون” إلى الصين.
تلقى كريستوفر براما كالفيرت هذه الرسائل المقلقة بعد أن انتزع راكب دراجة كهربائية هاتفه من يده خارج صالة رياضية في “هاي هولبورن” بوسط لندن.
وتعقب الشاب البالغ من العمر 38 سنة هاتفه على تطبيق “فايند ماي” Find My عبر موقعين في لندن قبل أن يظهر فجأة في شينزين في جنوب الصين بعد شهر من السرقة.
والشارع الذي كان موجوداً فيه، وهو شارع هوافا ساوث رود، هو المكان الذي تظهر فيه مئات الهواتف المسروقة من المملكة المتحدة، إذ يعتقد أن العصابات الإجرامية ترسل الأجهزة بصورة جماعية إلى المدينة لإعادة بيعها أو لتفكيكها إلى قطع غيار.
وقالت الشرطة لـ”اندبندنت” إنه من الأفضل أيضاً فتح أجهزة آيفون المسروقة وبيعها في شينزين، التي تضم أكبر سوق للإلكترونيات في العالم، لكن هذا الأمر يتطلب فصل الأجهزة عن حسابات الضحايا لدى شركة أبل.
قال براما كالفيرت، الذي كان هاتفه من نوع “آيفون 13”: “كنت أتعقبه منذ أيام ثم فوجئت به فجأة في الصين، وبدأت أتلقى رسائل على هاتف شريكي”.
“في البداية كانت الرسائل من شخص يدعي أنه اشتراه ويطلب مني إلغاء ربطه – ولكن بعد ذلك تحولت الرسائل إلى تهديد، ثم أرسل لي مقطع فيديو لرجل يحمل مسدساً. في البداية، فوجئت به تماماً”.
بعد ذلك دخل براما كالفيرت، موظف العلاقات العامة، إلى شبكة الإنترنت واكتشف أن ضحايا آخرين ممن انتزعت هواتفهم منهم قد تتبعوها أيضاً إلى الموقع نفسه في المدينة الصينية، وأرسلت لهم رسائل مماثلة، وإن لم تكن مصحوبة بفيديو لرجل مسلح.
تقول إحدى الرسائل، التي اطلعت عليها “اندبندنت”: “أعرف من أنت وأين تعيش، وسوف تذبح عائلتك بأكملها”.
كريستوفر براما كالفيرت (إلى اليسار) مع شريكه ستيفن. تلقى الشخصان رسائل تهديد عندما سرق هاتف آيفون الخاص بكريستوفر وجرى تعقبه إلى الصين (كريستوفر براما كالفيرت)
تجاهل السيد براما كالفيرت المطالب بناءً على نصيحة من الشرطة وشركة التأمين الخاصة به، قبل أن يختفي الهاتف من تطبيق التتبع.
وقال: “من الواضح أن التهديدات والألفاظ كانت كلها جزء من التكتيكات لحملي على فصل الجهاز عن حساب أبل. كان من الممكن أن يكون الفيديو مخيفاً جداً لبعض الأشخاص. لقد صدمت من هذه اللغة… كنت أعرف أنه ما من شيء سيترتب على هذه التهديدات، ولكن لو كان والداي هما من خضعا لموقف كهذا، لكانا قد تعاملا مع الأمر بطريقة مختلفة”.
يظهر البحث على الإنترنت أن قصة براما كالفيرت ليست نادرة.
تعرض منصات النقاش الخاصة بشركة أبل ومنتديات “ريدت” Reddit العديد من الضحايا الآخرين الذين انتهى المطاف بهواتفهم المسروقة في شينزين، ويقول البعض إنهم طلب منهم كلمات مرور معرف “أبل” وكلمات مرور قفل الشاشة.
إن الأمان المشدد لهواتف آيفون يجعل من الصعب على المجرم الذي سرق أحدها أن يدخل إلى الجهاز أو يستخدمه من دون رمز المرور الخاص به أو كلمة مرور حساب المالك على “أبل”، إلا إذا فصل الجهاز من الحساب ليستخدمه شخص آخر من بعد، وهو ما يتطلب أيضاً تسجيل الدخول.
وهذا يعني أن الهواتف عديمة الفائدة إلى حد كبير لأي لص لا يملك المعلومات الأمنية المطلوبة – ويمكن للمهاجمين اللجوء إلى رسائل العنف أو التهديد في محاولة للحصول عليها.
وصل عدد سرقات الهواتف المحمولة إلى مستوى قياسي في عام 2023، إذ بلغ عدد سرقات الهواتف المحمولة ما يقارب 85 ألف سرقة في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، وفقاً للبيانات التي حصلت عليها صحيفة “ذا تايمز”.
وحث المفتش دان غرين، من فريق استباق الجرائم في شرطة مدينة لندن، الناس على عدم التعاون مع مطالب المجرمين، وتمرير معلومات التتبع على الأجهزة إلى قوات الشرطة بمجرد توفرها.
وقال: “يمكنني أن أفهم لماذا يقول [الضحايا]: ’نعم، حسناً، لا بأس، خذها‘، ولكن هذا ما يستغلونه – إنهم يوجهون هذه الرسائل والمطالب العنيفة على أمل أن يستسلم الناس ويرضخوا”.
تم الإبلاغ عن سرقة هاتف السيد براما كالفيرت إلى شرطة العاصمة، لكن المفتش غرين قال إن قواته تعاملت أيضاً مع حالات سرقة أجهزة انتهى بها المطاف في الصين.
فقد كشف فريقه عن عملية في العام الماضي سرقت خلالها مئات الهواتف أثناء ارتكاب الجرائم، بما في ذلك عمليات السطو والسرقة تحت تهديد السكين والسرقة بالاحتيال وانتحال الهوية، ثم أرسلت بعض الأجهزة إلى شينزين.
اتخذ فريق الشرطة نهجاً استباقياً في التعامل مع المشكلة بعد أن بلغت سرقات الهواتف المحمولة ذروتها في يوليو (تموز) 2022 إذ بلغت 143 حالة سرقة – لكن المفتش غرين دعا الضحايا إلى الإبلاغ عن جميع معلومات التتبع، مضيفاً أنه “ليس هناك الكثير” مما يمكن للشرطة فعله بمجرد وصول الهواتف إلى الصين.
غرين ذكر أن الشرطة تحاول “إلقاء نظرة على الأمر، ولكننا نحاول أن نكون واقعيين، ونقول لهم: انظروا، الأمر ليس سهلاً بحيث نذهب لمداهمة مكان السارق فنحطم الباب ونستعيد الهاتف. هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير… ولكن من دون حصولنا على تلك المعلومات، لن نعرف أبداً”.
وقال المفتش غرين إنه من غير المعروف كيف يجري إرسال الهواتف إلى الصين، ولكن يمكن تغليف “العديد” من الهواتف وإرسالها إلى الخارج.
وأضاف أنه في حين أن الهاتف المسروق يمكن أن يكون “ملفاً ساخناً للغاية” في المملكة المتحدة، إلا أنه من غير المرجح أن يبلغ عنه في الصين في أي مكان عند إعادة استخدامه بصورة شرعية، مضيفاً: “أود أن أقترح [أنها] أكثر قيمة هناك، إذ يمكن إعادة تدويرها أو تفكيكها”.
شرطة العاصمة ذكرت أنها أجرت تحقيقاً في سرقة هاتف براما كالفيرت لكن القضية أغلقت “في انتظار المزيد من فرص التحقيق الجديدة”.