حرية – (6/7/2024)
فاز المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان السبت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وأحصى مسؤولو الانتخابات حتى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بيزشكيان منها على ما يزيد عن 17 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت، وفق نتائج نشرتها وزارة الداخلية.
يحمل بزشكيان الطبيب الإصلاحي والسياسي المناهض للتيار الأصولي في ، إرث رؤساء ما يُعرف بالتيار الإصلاحي في بلاده؛ فهو يرى بأنه لا يمكن حل المشاكل الداخلية دون حل المشاكل مع العالم الخارجي، على نحو الرؤساء الذين فاوضوا الغرب كالرئيس السابق حسن روحاني.
السياسة الخارجية
يؤكد بزشكيان أن إدارة البلاد تقوم على التعامل البنّاء مع العالم على أساس الحوار والتفاوض مع مختلف الدول.
ويدعو إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وأعلن أنه سيضع بأعلى أولويات حكومته إحياء الاتفاق النووي الذي هو من مصلحة إيران، بحسب ما نقلت عنه الصحافة الإيرانية.
السياسة المحليّة
وعد بالتعاطي الإيجابي مع قضايا المرأة، وحرية الوصول إلى الإنترنت، وحقوق القوميات الدستورية، والحريات السياسية والاجتماعية.
أكد أهمية التعامل بشفافية مع الشعب، وعدم إعطاء وعود فارغة، كما أكد أنه سيشرك كل الناس في إدارة البلاد، وليس فئة معينة.
مولده
ولد مسعود بزشكيان يوم 29 سبتمبر/أيلول 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية شمال شرقي إيران وترعرع في عائلة متدينة.
التحصيل العلمي
أنهى بزشكيان الدراسة الابتدائية في مهاباد مسقط رأسه. ولمواصلة تعليمه التحق بمعهد الزراعة في مدينة أورومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية.
قرر أن يصبح طبيبا، بعد أن أنهى خدمته العسكرية، فحصل على الدبلوم الطبيعي عام 1975، ثم بعد عام تم قبوله في مجال الطب بجامعة مدينة تبريز للعلوم الطبية.
كان من الطلاب المشاركين في مظاهرات الثورة الإيرانية عام 1979. وفي مظاهرة تبريز الشهيرة يوم 11 فبراير/شباط، أطلقت قوات نظام الشاه النار على شقيقه، وبعد دخوله المستشفى، سجنته الحكومة.
وعقب الثورة أسس بزشكيان الجمعية الإسلامية لطلبة كلية الطب وقام بتعليم دروس القرآن الكريم ونهج البلاغة وجلسات المناقشة والمناظرة.
كانت الجمعية الإسلامية لكلية الطب، وقتها، أقوى جمعيات جامعة تبريز. وبعد أن عطل اليساريون حفل خطاب علي أكبر هاشمي رفسنجاني في كلية الطب عام 1979، أدى ذلك إلى اشتباك بين الطلاب المعارضين ومؤيدي الثورة ثم إلى إغلاق الجامعة.
بعد إغلاق الجامعة، انضم إلى ما عرف بـ”جهاد البناء” وذهب إلى القرى النائية.
وكان بزشكيان خلال الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980، مسؤولا عن إرسال الفرق الطبية إلى مناطق القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلا وطبيبا، وعالج الجرحى في الجبهات القتالية.
أكمل دراسة الطب العام سنة 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرسا لعلم وظائف الأعضاء. وفي عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه على الفور في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيسا له.
الحياة السياسية والعملية
في عام 1994 عيّن رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000. ثم نُقل إلى طهران وتولى منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة 6 أشهر.
وفي الولاية الثانية لرئاسة محمد ، عيّن بزشكيان وزيرا للصحة والعلاج والتعليم الطبي.
قدم ترشيحه في 11 مايو/أيار 2013، للتسجيل للانتخابات الرئاسية الإيرانية، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض ملفه.
فاز في 26 فبراير/شباط 2016، عن تبريز وآذرشهر وإسكو في انتخابات البرلمان العاشر.
ثمّ أصبح النائب الأول لرئيس البرلمان العاشر بحصوله على 158 صوتا.
بعد تحطم طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي البلاد، ثم الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، ترشح بزشكيان وأعلنه التيار الإصلاحي مرشحا رسميا له، ليتم إعلان فوزه اليوم برئاسة جمهورية إيران.
المصدر: أ ف ب