حرية – (8/7/2024)
في عصر السرعة والتكنولوجيا، أصبح الكثير من الأشخاص يعانون من ظاهرة غريبة وغير مألوفة تُعرف بـ”متلازمة الحياة المؤجلة”، أو متلازمة انتظار بدء الحياة.
هذه المتلازمة تمثل نمطًا من السلوك الفردي، حيث يقوم الشخص المصاب بتأجيل تحقيق أهدافه وأحلامه، منتظرًا “الوقت المناسب” أو “الظروف المثالية” التي قد لا تأتي أبدًا.
يعيش الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة في دائرة مفرغة من الانتظار والتأجيل، مما يؤثر بشكل كبير على مسار حياتهم الشخصية والمهنية.
ومن أجل تفادي الوقوع في شباك هذه الحالة النفسية، سيكون من الجيد معرفة جميع المعلومات عن هذه المتلازمة، من خلال فهم أسبابها وكيفية تأثيرها على حياة الأفراد الذين يعانون منها.
ما هي متلازمة انتظار بدء الحياة؟
عند الحديث عن هذه المتلازمة، فهذا يعني أن الشخص الذي يعاني منها يميل إلى تأجيل السعي لتحقيق رغباته وأهدافه إلى وقت لاحق وأكثر ملاءمة، حسب طريقة تفكيره.
إذ قد يتضمن ذلك تأخير الإنجازات المهمة أو المساعي الشخصية أو التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء أو أي جوانب مهمة أخرى.
وعادةً ما يبدو الأمر على شكل أفكار لا تكون منطقية بشكل كبير، إذ على سبيل المثال قد تقول إنني لا أريد التقديم على وظيفة إلا بعد الحصول على تجربة، في الوقت الذي لا تقوم فيه بأي مجهود يذكر من أجل الحصول على هذه التجربة من البداية.
أو حتى ستكون ممن يفكر في أنه لا يمكنك البدء في ممارسة الرياضة إلا بعد أن تكون في حالة نفسية جيدة، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه، بسبب هذه المتلازمة، التي تدخلك في دوامة من الأفكار.
ونتيجة لذلك، فإن هذا المنظور المتمثل في انتظار “اللحظة المناسبة” باستمرار يؤدي إلى تدهور نوعية الحياة لأن هذه اللحظة المناسبة المنتظرة لا تأتي أبدًا بسبب الدورة التي لا نهاية لها من المهام والمسؤوليات الجديدة في العمل.
تأثير المتلازمة على الشخص المصاب
تأثير متلازمة الحياة المؤجلة، أو متلازمة انتظار بدء الحياة على الشخص المصاب بها في عدة جوانب، والتي تتمثل في:
- التوتر والاكتئاب.
- عدم التوازن بين العمل والحياة؛
- انخفاض كفاءة وجودة العمل أو الدراسة؛
- زيادة معدل قلة الإنجاز.
وبسبب كل هذه الأعراض المزعجة، يعد التعرف على متلازمة الحياة المؤجلة والوقاية منها أمرًا ضروريًا للحفاظ على سير الحياة بشكل صحيح، والقدرة على التقدم والاستمرار دون مشاكل ومعيقات.
أعراض متلازمة الحياة المؤجلة
هناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الشخص، والتي تكشف أنه مصاب بهذه المتلازمة، والتي تكون طريقًا من أجل علاج نفسه قبل الدخول في دوامة الحالة النفسية المرتبطة بالمتلازمة.
وفيما يلي بعض الجوانب التي تميز متلازمة تأخر الحياة:
1. الإرهاق الدائم.
2. عدم الرغبة في التعلم.
3. انتظار مشروع أو وظيفة أو راتب مثالي والابتعاد عن الفرص المتاحة.
4. تأجيل العلاقات والهوايات والإجازات إلى أجل غير مسمى.
5. عدم الرضا عن الأشياء المتوفرة في الوقت الحالي والبحث دائما عن ما هو أفضل دون العمل على ذلك.
طرق لفهم المتلازمة
من أجل فهم هذه المتلازمة، ومحاولة محاربتها، يمكن اعتماد طريقة طرح الأسئلة، ومحاولة الإجابة عنها بشكل شخصي، وهذه الأسئلة هي:
1. هل تؤجل الأحداث الشخصية المهمة في كثير من الأحيان؟
2. هل تؤجل رؤية الأصدقاء أو أخذ إجازة لأنك تعتقد أنه سيكون لديك الوقت فيما بعد؟
3. هل تعد نفسك ببدء هواية جديدة في الوقت الذي لن يكون لديك شيء تقوم به؟
هل تعتقد أنه بمجرد وصولك إلى مرحلة معينة في حياتك المهنية، تبدأ الحياة الحقيقية؟
في حال لم تجب قط بنعم، فهذا يعني أنك تعيش حياتك بشكل طبيعي، وأنك لا تعاني من هذه المتلازمة.
في حال أجبت بنعم مرة واحدة فهذا يعني أنك في مرحلة جيدة، لكنك تعاني من بعض الآثار التي قد تتطور مع الوقت.
أما في حال كانت كل إجاباتك “نعم”، وأنك من بين الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المشاكل في اتخاذ القرارات، فهذا يعني أنه من المحتمل بشكل كبير أنك تعاني من متلازمة الحياة المؤجلة.
كيفية التعامل مع المتلازمة
أفضل طريقة للتغلب على متلازمة الحياة المؤجلة هي التوقف عن انتظار أوقات أفضل والبدء في العيش من الآن، دون التأثر بالأفكار التي تدور في عقلك، وتجعلك غير قادر على السير قدمًا في حياتك الخاصة والمهنية.
فيما يلي بعض الخطوات لمساعدتك على القيام بذلك.
- العودة لاتخاذ القرارات
- التنفيذ دون حاجة للمماطلة
- تحليل مجالات الحياة وفهمها
- وضع خطة واضحة وقابلة للتنفيذ
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة
- الاحتفال بالإنجازات حتى وإن كانت بسيطة