حرية – (8/7/2024)
قبل أسابيع، استبدلت هاتفي الذكي بهاتف “غبي” لأرى كيف ستكون الحياة من دون التواصل المستمر. وكان ذلك من أجل تحقيق صحافي طرحت فكرته في الأصل على أساس “أسبوع مع هاتف نوكيا 3210″، للأسف، تغيرت الفكرة المتفائلة والسعيدة عندما أدركت مدى اعتمادي على هاتفي. واستطعت البقاء ثلاثة أيام فقط بعيدة من هاتفي الذكي، وأحد الأسباب الرئيسة لقصر المدة كانت وسائل التواصل الاجتماعي.
عملية انتقالي من كوني شخصاً “يستخدم تويتر بعض الشيء” في مجال العمل إلى مدمنة على وسائل التواصل الاجتماعي كانت عملية بطيئة وماكرة، فقد امتدت لأعوام وتسللت خلسة إلى درجة أنني لم ألحظ حدوثها. ولكن في أعقاب تجربتي مع الهاتف “الغبي” اضطررت أخيراً إلى مواجهة الحقيقة المرة.
وأبدأ بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي عند استيقاظي بمجرد أن أشعر بالملل أو الإحباط في العمل، بمجرد أن يكون لدي 30 ثانية من وقت الفراغ. حتى عند مشاهدتي لفيلم أو أثناء حديثي مع أصدقائي أو حتى عندما أكون في الحمام.
وفي بعض الأحيان أجد نفسي ممسكة بهاتفي من دون سبب معين وأضعه جانباً مرة أخرى. وبعد أقل من دقيقة ستلتقطه يدي مرة أخرى، مثل شخصية “الشيء” [الخيالية] من مسلسل “عائلة آدامز” The Addams Family وهي تتجول من تلقاء نفسها [الشيء هو يد بلا جسد تعيش في صندوق وتخدم العائلة من خلال أداء مهام مختلفة مثل توصيل الرسائل أو صب المشروبات أو حتى المساعدة بطرق أخرى. وهي ذات صلة بالسياق لأن المقارنة تشير إلى أن يد الشخص الذي يصل إلى الهاتف يبدو أن لها عقلاً خاصاً بها].
ولكن هذا هو الوضع، أليس كذلك؟ هذا ما يشعر به الجميع تجاه وسائل التواصل الاجتماعي، إنه موضوع تمزح في شأنه مع أصدقائك بالتأكيد ولكنه ليس مثل الإدمان الحقيقي أو أي شيء من هذا القبيل. ليس وكأنني شخصية أوبري بلازا في فيلم “إنغريد تذهب للغرب” Ingrid Goes West الصادر عام 2017 [تدور أحداث الفيلم حول فتاة مهووسة بوسائل التواصل الاجتماعي] إذ أقضي حياتي في تصفح “إنستغرام” بقلق شديد وينتهي بي الأمر بالانتقال إلى كاليفورنيا ومصادقة وملاحقة مؤثر لا يعرف عن نياتها وأفعالها المهووسة…
ولكن وعلى رغم تشكيكي بالأمر فإن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي “هو إدمان حقيقي تماماً مثل أي إدمان آخر” وفقاً لما قاله لي فرنانديز، المعالج الرئيس في “مراكز علاج الإدمان في المملكة المتحدة” United Kingdom Addiction Treatment Centres (UKAT). وبحسب فرنانديز “يتم تعريف الإدمان على أنه فقدان القدرة على الاختيار، لذلك إذا سيطرت وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الشخص فقد طور إدماناً عليها”.
ويصنف فرنانديز وسائل التواصل الاجتماعي ضمن قائمة الإدمان السلوكي، وهو المصطلح الشامل الذي يندرج تحته إدمان القمار والألعاب والمواد الإباحية والتسوق والإدمان الجنسي واضطرابات الطعام.
إليزابيث أولسن وأوبري بلازا في فيلم “إنغريد تذهب للغرب” Ingrid Goes West، وهو فيلم ساخر عن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي (مهرجان صندانس السينمائي)
ويوضح فرنانديز أن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي “يشبه في الواقع أنواع الإدمان الأخرى، وتحديداً الاضطرابات السلوكية مثل [الإدمان على] الألعاب. والرغبة في أن تلعب لأطول مدة ممكنة وعندما لا تلعب تشعر برغبة قوية في اللعب، الأمر نفسه بالنسبة إلى شخص لديه إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، إنهم مهووسون بالوجود على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وهذا يمكن أن ينعكس بطريقتين رئيستين، إما أن يصبح الشخص مدمناً على صناعة المحتوى من أجل الحصول على “الإعجابات”، أو يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للهرب من حياته الحقيقية يتصفحها باستمرار ويعيش بصورة غير مباشرة حياة الآخرين على الإنترنت. ويضيف فرنانديز “عادة ما يحدث أحد هذين الأمرين مع مدمني وسائل التواصل الاجتماعي”.
وربما يكون مواليد “الجيل زد” [مواليد آخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية] أكثر انتباهاً إلى نقاط ضعفهم في هذا الموضوع مقارنة بالآخرين. فكل ثلاثة أشخاص من خمسة منهم يشعرون أنهم مدمنون على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لإحصاء أجرته شركة التعليم “إيدوبيردي” EduBirdie وشمل ألفي شخص من جيل الشباب. كما أن واحداً من كل سبعة منهم قالوا إنهم وصلوا إلى حد طلب مساعدة المتخصصين لمعالجة إدمانهم.
سفين رولينهاغن وهو متخصص اجتماعي متخصص في الإدمان ومؤلف كتاب “زومبي التصفح” Scroll Zombies يعرف هذه المشكلة جيداً، ويقول “لدي كثير من المراجعين من الفتيات المراهقات عندما أشرح لأولياء الأمور عن سلوكهن، أقول إنه هو نفس سلوك الشخص الذي يتعاطى المخدرات أو الكحول. ولا يمكنهن ترك الهاتف الذكي فهو دائماً في أيديهن، وعندما يحاول الأهل إيقافهن يغضبن ويبدأن بالصراخ وقد يتطور الأمر بينهم إلى الشجار”.
لدي كثير من المراجعين من الفتيات المراهقات عندما أشرح لأولياء الأمور عن سلوكهن، أقول إنه هو نفس سلوك الشخص الذي يتعاطى المخدرات أو الكحول.
سفين رولينهاغن
عمل رولينهاغن في السابق على الإدمان “التقليدي” مثل تعاطي المخدرات، قبل أن ينتقل للعمل في مجال إدمان الألعاب. ثم في العقد الأول من القرن العشرين لاحظ ظهور اتجاه جديد للإدمان مع ظهور هواتف الآيفون وإطلاق “فيسبوك”. ويقول “بطريقة ما، كان إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أصعب من الإدمان على الألعاب”، موضحاً أن “اللاعب المتمرس يحتاج إلى حاسوب جيد ووحدة تحكم وعليه البقاء في المنزل للعب. ولكن مع الهواتف الذكية يمكن أن يكون لديك جهاز صغير تحمله معك في جميع الأوقات، في المدرسة وفي العمل وأثناء العطلات. ولم يكن هناك أبداً أية استراحة”.
وبينما تساءل في البداية عما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي إدماناً حقيقياً فإن رأي رولينهاغن “تغير بصورة ملحوظة” في الأعوام اللاحقة. وأشار العلماء بصورة متزايدة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى عادات مثيرة للقلق مماثلة للأنواع الأخرى من الإدمان السلوكي. ويتوقع رولينهاغن أن “يكون هناك تشخيص رسمي جديد في الأعوام القليلة المقبلة مثل اضطراب الألعاب”، الذي تم الاعتراف رسمياً به من قبل منظمة الصحة العالمية في إصدارها للتصنيف الدولي للأمراض عام 2018.
ولأن وسائل التواصل الاجتماعي مصممة حرفياً للإدمان عليها جسدياً ونفسياً. تقول الدكتورة آنا ليمبكي مؤلفة كتاب “أمة الدوبامين” Dopamine Nation “نحن نعلم أن القبول الاجتماعي يثير في الدماغ نفس شعور تلقي المكافأة الذي تثيره المخدرات والكحول عملياً [يقوم نظام المكافأة في الدماغ بتنظيم ردود الفعل للمكافآت وتحفيز الشخص للحصول عليها مجدداً]، ونعلم أيضاً أن الناس يمكن أن يصبحوا مدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك يمكننا أن نستنتج أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يسبب تغيرات في الدماغ مماثلة لتلك التي تظهر في إدمان المخدرات”. وقد توصلت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة هارفرد إلى نفس الارتباط الملموس بين الأمرين، إذ وجدت أن إظهار الذات على مواقع التواصل الاجتماعي يثير نفس الجزء من الدماغ الذي يثيره تناول مادة مسببة للإدمان.
إن الإعجابات وزيادة عدد المتابعين يولدان جرعة من هرمون “الشعور بالسعادة” الدوبامين، والدوبامين “يخلق ارتباطاً إيجابياً مع أي سلوك يؤدي إلى إفرازه مما يجعلك مستعداً لتكراره”، كما ورد في كتاب “آلة الفوضى” The Chaos Machine من تأليف ماكس فيشر مراسل صحيفة نيويورك تايمز. وبحسب الكتاب “عندما يتم التلاعب بنظام المكافأة الخاص بهرمون دوبامين فقد يجبرك على تكرار سلوكات مدمرة للذات. مثل المراهنة مرة أخرى، والإسراف في شرب الكحول، أو قضاء ساعات في استخدام التطبيقات حتى وإن كانت تجعلك غير سعيد”.
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يقع تحت مظلة الإدمان السلوكي
أشعر بالقشعريرة عندما أقرأ هذه الكلمات. في كثير من الأحيان أجد نفسي أتصفح هاتفي قبل النوم وأفكر بوعي “توقفي. ضعي الهاتف جانباً الآن رجاء. هيلين. فقط ضعي الهاتف اللعين جانباً!” يبدو ذلك كقوة إرادة تفوق طاقتي ببساطة، وبخاصة عندما أشعر بالتعب.
محاربة الإدمان على التصفح تكون أصعب بالنسبة إلى جيل الشباب، فالقشرة الأمامية وهي جزء من الدماغ مسؤول عن ضبط النفس وقوة الإرادة، لا تكتمل كلياً حتى منتصف العشرينيات من العمر. وفي الوقت نفسه وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس University of California, Los Angeles (UCLA) أن مراكز المكافأة في أدمغة المراهقين تنشط استجابة للحصول على إعجابات على “إنستغرام”.
وعلى رغم أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ليس مضراً مالياً بصورة واضحة كما هي الحال مع أنواع الإدمان السلوكي الأخرى مثل المقامرة والتسوق، فإنه من الممكن أن يقود المدمنين مدفوعين بالمقارنة والحسد اللامتناهي إلى أخذ أخطار مالية في محاولة لمواكبة الآخرين عبر الإنترنت. كما أن له آثاراً كبيرة على الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب. ويسلط فرنانديز الضوء على “أنه من الممكن أن يسيطر على حياة الشخص بالكامل، وهذا ما يفعله الإدمان”. ويقول “عندما لا يكونون على وسائل التواصل الاجتماعي فإنهم يفكرون في ما لا يرونه مما ينشر وما يفتقدونه، وسوف يقارنون درجة استمتاعهم بحياتهم بحياة الآخرين وما يرونه على الإنترنت”. وفي أحد “أسوأ الاحتمالات” يستشهد رولينهاغن بأحد مراجعيه الذي تحدث عن تفكيره في الانتحار لأنه شعر لأن حياته كانت “سيئة للغاية” مقارنة بالأشخاص الذين يتابعهم على “إنستغرام”.
وتشير الأدلة إلى أنه كلما زاد وقت يقضيه الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، “زاد احتمال معاناتهم أعراضاً نفسية مثل الاكتئاب والقلق وعدم الانتباه”، بحسب الدكتورة ليمبكي.
من الممكن أن يسيطر على حياة الشخص بالكامل، وهذا ما يفعله الإدمان
لي فرنانديز “مراكز علاج الإدمان في المملكة المتحدة”
وأحد التداعيات المحتملة الأخرى هو الرهاب الاجتماعي. ومن المفارقة بالنظر إلى اسم وسائل التواصل “الاجتماعية” أن هذه المنصات الرقمية ممكن أن تشجعنا على أن نصبح أكثر انعزالية، وأقل قدرة على التواصل مع الناس في العالم الحقيقي. وفي الواقع تسوء المهارات الاجتماعية ولا تتحسن بسبب التطبيقات، كما يقول رولينهاغن. لقد وجدت دراسة نشرت في “المجلة الأميركية للطب الوقائي” أنه من بين سبعة آلاف شخص تراوح أعمارهم ما بين 19 و32 سنة شملهم الاستطلاع، كان الذين أمضوا وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة بمقدار الضعف للإبلاغ عن معاناتهم من العزلة الاجتماعية.
وغالباً ما تتأثر عادات النوم سلباً بسبب الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، عندما نقضي الوقت قبل النوم في التصفح بلا هوادة بدلاً من استبدال الشاشات بأنشطة أخرى مثل القراءة. وقد وجد باحثون من جامعة بيتسبرغ الأميركية صلة بين اضطرابات النوم واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. فالضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية يلعب دوراً أساساً إذ يمنع الجسم من إنتاج هرمون “النعاس” الميلاتونين، ولكن عدد المرات التي قام فيها المشاركون بالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وليس وقتاً أمضوه في تصفح هذه المواقع، كان مؤشراً أقوى للنوم المضطرب. وكان “التصفح الهوسي” للمدمن مرتبطاً بأسوأ النتائج.
ومع ذلك يسارع الخبراء إلى الإشارة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون أداة إيجابية للبعض. لكن السؤال، كيف يمكنك معرفة ما إذا كان ولعك بالتصفح تحول من هواية غير ضارة إلى إدمان ضار؟
يقول فرنانديز “نحن ننصح الأشخاص دائماً بالتفكير في سلوكهم عندما لا يكونون على وسائل التواصل الاجتماعي، هل هم سعداء بأخذ استراحة منها؟ أم يشعرون بالاندفاع للعودة إلى الإنترنت في أسرع وقت ممكن؟ هل هم قادرون على التواصل في الواقع بدلاً من التواصل عبر الإنترنت فقط؟ هل هم قادرون على الاستمرار في حياتهم اليومية ‘العادية’، أي الذهاب إلى العمل أو رؤية العائلة/الأصدقاء، أم أنهم يقضون وقتهم الآن على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من ذلك؟ هل يشعرون بأية أعراض جسدية عند توقفهم عن تصفح الإنترنت مثل الغثيان والصداع والتعرق؟”.
أعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تشمل الاكتئاب
ومن جهته يحذر رولينهاغن من أنك إذا كنت تحمل هاتفك الذكي دائماً في يدك ولا تستطيع وضعه جانباً – عندما تذهب إلى الحمام أو تذهب إلى العشاء أو تذهب إلى السرير، أو عندما تسافر – فإن هذه أيضاً ستكون علامات على الإدمان يجب الانتباه إليها. لقد أشار من دون قصد إلى عاداتي السامة.
وبحسب “مراكز علاج الإدمان في المملكة المتحدة” قد يبدو طلب المساعدة المهنية أمراً مبالغاً فيه بالنسبة إلى أولئك الذين قاموا باعتبار الاستخدام المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي أمراً طبيعياً، لكنه قد يكون أساساً لاكتشاف “السبب” وراء الإدمان. ويقول فرنانديز “في بعض الأحيان يكون الإدمان مجرد ضمادة تغطي جرحاً مفتوحاً غير معالج”. ويمكن أن يكون هذا الجرح عبارة عن تدني احترام الذات أو سوء الصحة العقلية، أو التوتر أو القلق، وكلها يمكن علاجها “حتى لا تصبح وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة في حياة ذلك الشخص بعد ذلك”. وفهم الأسباب يمكن أن يساعدنا في وضع قواعد أفضل في المستقبل.
وهناك أيضاً إجراءات واضحة يمكننا اتخاذها للحد من استخدامنا لهذه الوسائل إذ ينصح “مركز الإدمان” Addiction Center بالتخلص من السموم الرقمية، أي تقليل مقدار وقت تقضيه في استخدام الأجهزة الإلكترونية بصورة كبيرة “وهذا قد يكون إجراء احترازياً رشيداً”. وبحسب المركز، فإن ذلك “ممكن أن يتضمن خطوات بسيطة مثل إيقاف الإشعارات الصوتية والتحقق من مواقع التواصل الاجتماعي مرة واحدة فقط كل ساعة”. ويوافق رولينهاغن على أن وضع بعض القواعد بحيث تمنع الهواتف الذكية في أماكن معينة – مثل غرفة النوم والحمام – يعد بداية جيدة، كذلك استعمال شاشة واحدة فقط في الوقت نفسه (بالتالي لا تقم بالتصفح أثناء مشاهدة فيلم).
ويوصي أيضاً بأخذ فترات راحة متعمدة بدءاً من ساعة ثم زيادتها باستخدام الأدوات الرقمية التي تحد فعلياً من وقت يمكنك قضاؤه على التطبيقات، وكذلك الخروج في الطبيعة من دون جهازك. لكن النصيحة التي لفتت انتباهي أكثر هي “حاول أن تفعل شيئاً يمنعك من أن تمسك هاتف في يدك… الرقص أو الغوص أو التسلق”.
أتخيل جميع هذه الأنشطة في عقلي – أن أتعلم رقص التانغو أخيراً وأراقب انعكاس الضوء على المياه الصافية، وأمد جسدي بالكامل للوصول إلى المقبض التالي على جدار التسلق – ثم ألقي نظرة خاطفة على نفسي في الواقع، فارغة الوجه ومنحنية العنق وممتدة للنظر إلى المستطيل الذي يلفت الانتباه في يدي. “توقفي. ضعي الهاتف جانباً الآن، رجاء. هيلين. هيلين. فقط ضعي الهاتف اللعين جانباً!”
أعتقد أخيراً أنني مستعدة للاستماع إلى الصوت في داخل رأسي.