حرية – (9/7/2024)
أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلا عن مصادر، أن إسرائيل تستعد للتنازل عن السيطرة على محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) ضمن صفقة التبادل المحتملة مع حركة حماس.
وذكرت أن إسرائيل ستسلم السيطرة المدنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا إلى مصر.
كان مسؤولون أمنيون من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر اجتمعوا، أمس الإثنين، في القاهرة لبحث صفقة التبادل وإعادة فتح معبر رفح، بالإضافة إلى ترتيبات أمنية لمنع التهريب إلى قطاع غزة، بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي.
كما بحث الاجتماع طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “منع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة”.
وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، فإن محور فيلادلفيا هو منطقة عازلة كانت تخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل، قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة “فك الارتباط”.
“أوضاع مأساوية”
من جهته، حذر منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من “مأساوية” الوضع الصحي في شمال القطاع لا سيما في ظل شح الوقود.
وقال إن الافتقار للوقود تسبب في توقف خدمات غسيل الكلى في مستشفى كمال عدوان، والعديد من الأقسام في مستشفى العودة، وبات يهدد بتوقف كامل للخدمة في المستشفى الوحيد الذي توجد فيه خدمات العناية المركزة في غزة، وهو المستشفى الإندونيسي، مشيراً إلى أن “أجهزة العناية المركزة تستهلك كميات كبيرة من الوقود”.
واتهم البرش إسرائيل بمنع دخول الوقود منذ فترة طويلة إلى شمال قطاع غزة، “ما أدى إلى توقف الكثير من الأقسام والخدمات الصحية هناك عن العمل”، قائلاً إن كميات الوقود المتوافرة حاليا “لا تكفي إلا لأيام قليلة جداً”.
وأشار إلى أن عدم دخول الوقود أدى إلى توقف المخابز عن العمل، “وهذا ما ينعكس على الصحة العامة”، قائلاً إن “المخابز متوقفة عن العمل تماماً في الشمال، وهو ما يجذر المجاعة الحاصلة في شمال قطاع غزة”، على حد تعبيره.
وأكد البرش خروج مستشفيات مدينة غزة كافة عن الخدمة بسبب توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته البرية شرقي وغربي المدينة، وأن آخر المشافي التي خرجت عن الخدمة هو مستشفى المعمداني، إذ حاصرته الدبابات بعد تقدمها من ناحية حيي التفاح والشجاعية.
وقال البرش في حديثه لبي بي سي إن قرابة 80 مريضاً نُقِلوا إلى مستشفيات الشمال.
وأوضح أن الدبابات الإسرائيلية تقترب الآن من مستشفيات “أصدقاء المريض” ومستشفى “الخدمة العامة” إلى الغرب من وسط مدينة غزة ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، مشيراً إلى أن المستشفيات العاملة حالياً هي فقط مستشفيات الشمال، وبالتحديد الاندونيسي، وكمال عدوان، والعودة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الاثنين إن عدد من قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ارتفع إلى 38193 فلسطينيا على الأقل، إضافة إلى وصول عدد المصابين إلى 87903.
وأضافت الوزارة في بيان أن 40 قتيلا سقطوا في الساعات الأربع العشرين الماضية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ التوسع في عملياته البرية ليل الأحد/ الإثنين في مناطق شرق وغرب مدينة غزة تحت غطاء ناري وقصف مكثف طال أحياء الدرج والتفاح المجاورين لمنطقة الشجاعية التي تتوغل فيها قوات الجيش الاسرائيلي منذ أكثر من عشرة أيام.
وقال أحد النازحين الفلسطينيين لبي بي سي: “هناك حالة نزوح ملحوظة من قبل المواطنين في شرق حي التفاح، واتجه عدد كبير منهم تجاه غرب مدينة غزة.. عشرات الآلاف من النازحين يتوجهون ناحية الغرب تحت إطلاق نار كثيف”.
وأضاف: “الطائرات الإسرائيلية تحلق بارتفاعات منخفضة وتطلق النار تجاههم، فضلا عن القصف المدفعي المكثف بينما هم لا يجدون مسكن ولا مأوى”.
ووفق مراسل بي بي سي لشؤون غزة عدنان البرش، فقد أدى التوسع في الهجمات إلى نزوح الآلاف مجدداً ومقتل وإصابة العشرات، فيما قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه كان يشن عملية ضد البنية التحتية للمسلحين في قطاع غزة، وأنه أوقف أكثر من 30 مقاتلاً شكلوا تهديداً للقوات الإسرائيلية.
وقال شهود عيان لبي بي سي، إن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية نفّذت سلسلة غارات عنيفة على المناطق المذكورة، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينة غزة وسمع صداها في مناطق شمالي ووسط القطاع.
وأكد جهاز الدفاع المدني بغزة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا باستهدافات إسرائيلية لمناطق سكنية شرقي مدينة غزة وأن الجيش الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة في شارع يافا شرقي مدينة غزة ما أسفر عن وجود قتلى ومصابين عالقين تحت الأنقاض.
وتوغلت قوات إسرائيلية، فجر الاثنين، بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غربي مدينة غزة تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومباني سكنية، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من تلك المناطق باتجاه الأحياء الشمالية الغربية بالمدينة.
وأكدت مصادر محلية أن الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة والجامعات، والأطراف الجنوبية لحي الرمال، بالتزامن مع غطاء ناري كثيف نفذته الطائرات الحربية والآليات المدفعية على هذه المناطق ومحيطها.
واستهدفت الغارات مباني سكنية وطرقات وشققا سكنية، أدت لمقتل وإصابة عشرات المواطنين في مناطق متفرقة من مدينة غزة، بينما لا تستطيع أطقم الإنقاذ والإسعاف التحرك بالمدينة لإنقاذ المصابين وانتشال الضحايا بسبب شدة القصف.
وفي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، قصفت طائرات إسرائيلية بناية سكنية ما أدى لتدميرها ومقتل 10 أشخاص على الأقل من عائلة الهجين، فضلا عن عالقين تحت الركام.