حرية – (10/7/2024)
أحمد عبدالتواب
كَسَرَت أنجيلا راينر القواعد السائدة، فقد غادرت مدرستها الثانوية مبكرا إلى غير عودة وهى فى سن الـ16 بعد أن أصبحت أماً صغيرة، وصار عليها مسئولية إعالة طفل، فتحمَّلت المسئولية فى هذه السن، وكان عليها أن تجد عملاً، فصارت عاملة رعاية فى المجلس المحلى، ولحماسها فى الدفاع عن حقوق زملائها ولثقتهم فيها انتخبوها ممثلة نقابية لهم. وفى ذلك الوقت، انضمت إلى حزب العمال، وفازت، فى انتخابات 2015، فى تمثيل دائرتها المحلية بالقرب من مدينة مانشيستر، وتولت فى حزبها مناصب وزارية فى حكومات الظل خلال سنوات بقاء حزبها معارضاً خارج السلطة، وصعدت داخله حتى صارت نائبة لزعيم الحزب، برغم أنها كانت تؤيد منافسه على الزعامة. وعندما فاز حزبها الأسبوع الماضى، بعد 14 عاماً خارج السلطة، تولت منصب نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الدولة لتحسين الإسكان والمجتمعات، وهى مسئوليات أساسية تتعامل مباشرة مع عموم المواطنين.
تبلغ راينر الآن 44 عاماً، ولم تحصل على أى شهادات دراسية، وهى أم لثلاثة أبناء، كما أنها جدة منذ 2017، ومعروف عنها أنها سليطة وسريعة الرد بصراحة قاسية، وكانت العواقب عليها شخصياً مريرة إلى حد تلقيها رسائل بالقتل من مجهولين، فركَّبت فى منزلها أزرار إنذار واستغاثة، وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على أحد المتهمين. كما أنها وضعت حزبها فى مأزق بسبب شراستها فى الهجوم على المختلفين من الأحزاب الأخرى، حتى من حزب المحافظين الذى كان يتولى السلطة. وبرغم هذا فهى تحظى بمحبة قطاعات عريضة من الجمهور، ولها قدرة غير عادية على التعامل مع البسطاء، إلى حد أن بعض المحللين يقولون إن كير ستارمر، رئيس الوزراء نفسه، لا يجيد التواصل معهم. وهى تُقدِّم نفسَها بأنها من أسرة بسيطة فلم تكن والدتها تعرف القراءة والكتابة، وتقول إنها (اشتراكية)، وأنها متشددة فيما يتعلق بقضايا القانون والنظام. وأشادت بعد فوزها بالطبقة العاملة، وقالت لجمهورها: (لا يوجد شرف أعظم من خدمتكم). لقد وضعت راينر قدمها بثقة كشخصية بارزة على مسرح الأحداث، ويتوقع كثيرون أن يحقق لها منصبها الجديد وجودا عالمياً مع سعى الإعلام على متابعة ردود الأفعال على مواقفها وآرائها.