حرية – (11/7/2024)
أشاع قرار محرك “غوغل” ترجمة إضافة اللغة الأمازيغية إلى بقية لغاته أجواءً من التفاؤل داخل دوائر نشطاء أمازيغيين يكافحون من أجل الحفاظ على موروثهم المهدد بالاندثار.
وتتيح الخدمة التي أضافها محرك “غوغل” لمستخدميه ترجمة إمكانية الاختيار بين أحرف “التيفيناغ” الأصلية للغة الأمازيغية، أو الأحرف اللاتينية المعدلة، مما يعزز من إمكانية استخدامها وتعلمها على نطاق أوسع.
وتعد الأمازيغية لغة قديمة تعود بداية انتشارها إلى عقود خلت، ويتحدث بها كثر في شمال أفريقيا مثل تونس وليبيا والمغرب والجزائر، وقد اعترف بها من قبل السلطات في الرباط والجزائر لغة رسمية.
وجاءت إضافة الأمازيغية من قبل محرك “غوغل” إلى خدمات الترجمة في إطار إضافة 110 لغات جديدة.
جاءت إضافة الأمازيغية من قبل محرك “غوغل” إلى خدمات الترجمة في إطار إضافة 110 لغات جديدة
تتويج لمطالب الأمازيغ
تعد خدمات الترجمة الآلية التي يوفرها محرك “غوغل” من أكثر الخدمات استعمالاً من قبل المستخدمين في العالم وبصورة خاصة في شمال أفريقيا، وهو ما أعطى انطباعاً بأنه سيكون هناك انفتاح على اللغة الأمازيغية من خلال إدراجها من قبل هذا المحرك.
واللغة الأمازيغية ثرية جداً وتختلف لهجاتها من دولة إلى أخرى، وأحياناً حتى من منطقة إلى أخرى في الدولة الواحدة.
واعتبر رئيس الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية الكيلاني بوشهوة أن “إدراج محرك البحث ’غوغل‘ اللغة الأمازيغية ضمن اللغات المتاحة للترجمة حدث يكتسب أهمية وخطوة لافتة لتعزيز حضور الأمازيغية على المستوى العالمي، ما من شأنه تسهيل التواصل بها وفهم حروفها ومفرداتها وقواعدها”.
وأردف بوشهوة في حديثه إلى “اندبندنت عربية” أن “هذه الخطوة تعد أيضاً اعترافاً بقيمة هذه اللغة وإسهامها في ضمان التعددية والتنوع اللغوي والثقافي على المستوى الدولي، ولا بد من الإشارة إلى أن ما قامت به شركة ‘غوغل‘ هو تتويج لمطالبات الجمعيات الأمازيغية والنشطاء المستقلين خلال الأعوام الأخيرة”. وشدد على أنه “نظمت حملة رقمية للمطالبة بإدراج اللغة الأمازيغية في خدمات الترجمة التي تقدمها ‘غوغل‘، وهو انتصار للغة الأم في شمال أفريقيا وتعزيز لحضورها. ونعد هذه اللغة رسالة أيضاً إلى دول مثل تونس لكي تعيد النظر في النصوص القانونية، وخصوصاً الدستور للاعتراف باللغة الأمازيغية”.
يسعى الأمازيغ إلى تكريس جهودهم لتحصين موروثهم من الاندثار
وبالفعل كان نشطاء أمازيغيون قد نظموا في دول شمال أفريقيا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها منذ أعوام من أجل إضافة هذه اللغة من قبل محرك “غوغل ترجمة”.
وعام 2017 دشنت مجموعة من الأمازيغ هذه الحملات عندما طالب نادي الترجمة ومجموعة من النشطاء “غوغل” بتضمين “تمازيغت” في خدماتها.
وقال بوشهوة إنه “على مستوى الممارسة أيضاً يجب الاعتراف باللغة الأمازيغية حتى يكرس التنوع الثقافي الذي تزخر به تونس شأنها شأن بقية دول شمال أفريقيا”.
سند لمساعي الأمازيغ
وفي عالم متعدد الثقافات والحضارات يسعى الأمازيغ إلى تكريس جهودهم لتحصين موروثهم من الاندثار، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت خطوة محرك البحث “غوغل” قد جاءت لتدعم هذه المساعي أم أنها متأخرة، لا سيما في ظل عدم اعتراف دول عدة في شمال أفريقيا بالأمازيغية كلغة رسمية.
وللأمازيغ أعياد سنوية يحتفلون بها ومغنون عرفوا بتركيز جهودهم على الترويج للغتهم الأم.
وقال نائب رئيس حزب الأمة والناشط الأمازيغي الليبي أحمد الدوغة إن “ما قام به محرك ‘غوغل ترجمة‘ يعد خطوة ممتازة جداً، ونبارك لكل من سعى وبذل مجهوداً في هذا العمل”.
وتابع الدوغة في تصريح خاص “هذا القرار بالفعل إضافة لها قيمة، وسيجعل من اللغة الأمازيغية لغة معيارية يتعامل بها جميع الأمازيغ في كل الدول الموجودين فيها”. وشدد على أن “اللغة الأمازيغية صنفت من أقدم لغات العالم، وعلى رغم تعرضها للإقصاء والتهميش من بعض الأنظمة الحاكمة في بعض الدول، فإن الأمازيغ حافظوا عليها حتى يومنا هذا، وقد أصبح المورث الأمازيغي الآن واقعاً ملموساً وأيضاً متاحاً للجميع ويمكن التعرف عليه بغض النظر إن كان من يريد ذلك هو من الأمازيغ أم من أعراق أخرى”.
مطبات
لكن الباحث السياسي محمد صالح العبيدي حذر من أن الخطوة التي أقرها محرك البحث “غوغل ترجمة” لافتة في دلالاتها، لكنها قد تجعل الأمازيغية تواجه مطبات.
وقال العبيدي في تصريح إن “الترجمات التي يقوم بها محرك الترجمة الآلية ’غوغل ترجمة‘ تواجه انتقادات على أكثر من صعيد بسبب صدقيتها، وأي تحريف للغة الأمازيغية قد يؤدي إلى نفور منها بدل تعزيز حضورها، أي إنها قد تأتي بنتائج عكسية”. ولفت إلى أن “الآن هناك مسؤولية إضافية تلقى على عاتق النشطاء الأمازيغيين، وهي متابعة كل ما يترجم حتى لا ينحرف بلغتهم، لا سيما أنها كانت لغة شفوية أكثر منها لغة مكتوبة، مما يعني أنه يجب جمع أكبر ما يمكن من بيانات لغوية للأمازيغية، وهو أمر صعب في الواقع باعتبار أنها من أقدم اللغات في العالم”.
وقال نائب رئيس حزب الأمة والناشط الأمازيغي الليبي أحمد الدوغة إن “ما قام به محرك ‘غوغل ترجمة‘ يعد خطوة ممتازة جداً، ونبارك لكل من سعى وبذل مجهوداً في هذا العمل”.
وتابع الدوغة في تصريح خاص “هذا القرار بالفعل إضافة لها قيمة، وسيجعل من اللغة الأمازيغية لغة معيارية يتعامل بها جميع الأمازيغ في كل الدول الموجودين فيها”. وشدد على أن “اللغة الأمازيغية صنفت من أقدم لغات العالم، وعلى رغم تعرضها للإقصاء والتهميش من بعض الأنظمة الحاكمة في بعض الدول، فإن الأمازيغ حافظوا عليها حتى يومنا هذا، وقد أصبح المورث الأمازيغي الآن واقعاً ملموساً وأيضاً متاحاً للجميع ويمكن التعرف عليه بغض النظر إن كان من يريد ذلك هو من الأمازيغ أم من أعراق أخرى”.
مطبات
لكن الباحث السياسي محمد صالح العبيدي حذر من أن الخطوة التي أقرها محرك البحث “غوغل ترجمة” لافتة في دلالاتها، لكنها قد تجعل الأمازيغية تواجه مطبات.
وقال العبيدي في تصريح إن “الترجمات التي يقوم بها محرك الترجمة الآلية ’غوغل ترجمة‘ تواجه انتقادات على أكثر من صعيد بسبب صدقيتها، وأي تحريف للغة الأمازيغية قد يؤدي إلى نفور منها بدل تعزيز حضورها، أي إنها قد تأتي بنتائج عكسية”. ولفت إلى أن “الآن هناك مسؤولية إضافية تلقى على عاتق النشطاء الأمازيغيين، وهي متابعة كل ما يترجم حتى لا ينحرف بلغتهم، لا سيما أنها كانت لغة شفوية أكثر منها لغة مكتوبة، مما يعني أنه يجب جمع أكبر ما يمكن من بيانات لغوية للأمازيغية، وهو أمر صعب في الواقع باعتبار أنها من أقدم اللغات في العالم”.