حرية – (11/7/2024)
كثف الجيش التركي من هجماته شمال العراق غداة هجوم لحزب العمال، فجر خلالها مركبة عسكرية تركية بلغم أرضي في أول هجوم من هذا النوع، تزامن ذلك مع اجتماعات عراقية تركية في أنقرة.
بداية كان هناك هجوم من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، ضد الجيش التركي في شمال العراق، لأول مرة استخدم حزب العمال لغم أرضي، واستهدف مركبة عسكرية تركية وأوقع خسائر في صفوف الجيش التركي.
ردا على هذا الهجوم، القوات التركية قامت بشن هجمات مكثفة، وأيضا قامت بتوغل جديد داخل عمق الأراضي العراقية، في شمال العراق، وبالتحديد في محافظة دهوك داخل إقليم كردستان.
وشمل هذا التوغل أو هذه الهجمات المكثفة، شملت كل مناطق الشريط الحدودي على الحدود العراقية التركية من زاخو إلى الزاب إلى جبال متين ومنطقة العمادية ومنطقة سرسنغ.
السلطات في إقليم كردستان أجلت سبع قرى مسيحية، للأهمية يجب الإشارة إلى أن هناك بعض المناطق وبالتحديد في سرسنغ والعمادية تقطنها غالبية من السكان المسيحيين، وعلى أثر هذه التطورات، المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عقد اجتماعا طارئا وندد بالهجمات التركية المكثفة والتوغل التركي، وقرر إرسال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى إقليم كردستان بسرعة لمتابعة التطورات.
نبيل شوفان
ما هي طبيعة الاجتماعات الجديدة العراقية التركية في أنقرة؟
باسل محمد
الاجتماعات التركية العراقية الجديدة عقدت في أنقرة ضمت نائب وزير الخارجية التركي ونظيره نائب وزير الخارجية العراقي، وحضر هذا الاجتماع مسؤولون أمنيون كبار من الدولتين، والملف الأمني يتصدر هذه المباحثات.
وشمل الملف الأمني مسارين، المسار الأول، التنسيق أو تعزيز التنسيق الأمني بين بغداد وأنقرة لمكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني التركي المعارض في شمال العراق، وأيضا المسار الثاني، التنسيق الأمني بين العراق وتركيا لمتابعة عناصر أو تحركات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
حسب التقييمات الجديدة للأجهزة الأمنية العراقية، هناك تحرك عكسي من قبل عناصر التنظيم من تركيا باتجاه العراق، وبالفعل تم إلقاء القبض في الأيام القليلة الماضية في مطار بغداد الدولي على بعض عناصر التنظيم قادمين من تركيا، وبالتالي بغداد تحتاج إلى هذا التنسيق الأمني مع أنقرة لمتابعة تحركات عناصر التنظيم، وهذا ملف مهم للحكومة العراقية.
نبيل شوفان
بغداد نددت بالتوغل التركي في شمال العراق، ولكن ماذا عن ردود الفعل العراقية تجاه التصريحات التركية الرسمية بشأن إقامة ممر أمني بعمق من 30 إلى 40 كيلومترا داخل الأراضي العراقية؟
باسل محمد
إلى جانب رد فعل الحكومة العراقية التي نددت بالتوغل والهجمات التركية، صدرت مواقف من الفصائل العراقية المنضوية باسم فصائل المقاومة الاسلامية العراقية، وأيضا فصائل الحشد الشعبي، وهي فصائل جزء من المنظومة الدفاعية والأمنية الرسمية للحكومة العراقية أو للدولة العراقية.
وهذا الموقف توعد الجيش التركي بمواجهة عسكرية طويلة في شمال العراق إذا أقام الممر الأمني بعمق 30 إلى 40 كيلومترا داخل الأراضي العراقية، وهذا الموقف الصادر من الفصائل يتسبب بمشكلة للحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، مشكلة بالنسبة للتنسيق الأمني العراقي التركي حول مقاتلي حزب العمال، وأيضا مشكلة بالنسبة للتنسيق الأمني العراقي التركي حول عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
أيضا لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أشارت إلى نقطة مهمة، أشارت إلى وجود خلافات بين رئيس الوزراء السوداني وهذه الفصائل، السوداني طلب من هذه الفصائل قطع العلاقات العسكرية والسياسية مع حزب العمال، الفصائل رفضت ذلك.
وأيضا السوداني طلب من هذه الفصائل العراقية التعاون لتنفيذ اتفاق مدينة سنجار غرب مدينة الموصل شمال العراق، وسنجار معقل كبير لمقاتلي حزب العمال، والسوداني طلب تنفيذ هذا الاتفاق بالتعاون مع فصائل الحشد الشعبي بالتحديد، ويقوم هذا الاتفاق على إخراج مقاتلي حزب العمال من سنجار، لكن الفصائل أيضا تحفظت على التعاون مع الحكومة العراقية.