حرية – (15/7/2024)
أعلنت “سبايس أكس” أمس الجمعة أن صواريخ “فالكون 9” التابعة للشركة والتي تكتسي أهمية بالغة لقطاع الفضاء الأميركي ستسحب من الخدمة موقتاً، خلال تحقيق يقام بعد فشل نادر منيت به مهمة أحدها، أثر عدم تمكنه من وضع الأقمار الاصطناعية في المدار الذي كان مخططاً له.
وكان صاروخ “فالكون 9” انطلق من كاليفورنيا مساء أول من أمس الخميس لوضع 20 من أقمار “ستارلينك” الاصطناعية التابعة للمجموعة في المدار، والتي كان من المقرر أن تنضم إلى كوكبتها التي توفر الإنترنت من الفضاء.
وعملت الطبقة الأولى من الصاروخ بصورة طبيعية حتى انفصلت كما كان مخططاً وعادت إلى الأرض. لكن الطبقة الثانية التي استمرت في طريقها شهدت “تسرباً للأوكسجين السائل”، بحسب بيان للشركة التابعة للملياردير إيلون ماسك.
ونظراً إلى أن المركبة لم تكن قادرة على إتمام إحدى المراحل المخطط لها، انطلقت الأقمار الاصطناعية نحو مدار مع نقطة حضيض (أقرب نقطة إلى الأرض)، أقل ارتفاعاً بمرتين مما كان مخططاً له على ارتفاع 135 كيلومتراً.
لا تهديد للسلامة
وعلى رغم محاولات فرق “سبايس أكس” الاتصال بالأقمار الاصطناعية لتوجيهها باستخدام وسائل الدفع الخاصة بها لزيادة ارتفاعها، فإن جاذبية الأرض كانت قوية للغاية على هذا الارتفاع.
وقالت الشركة “ستعود الأقمار الاصطناعية إلى الغلاف الجوي للأرض وتختفي تماماً”، لافتة إلى أنها “لا تشكل تهديداً للأقمار الاصطناعية الأخرى الموجودة في المدار أو للسلامة العامة”.
وأعلنت هيئة تنظيم الطيران الأميركية أنها طلبت إجراء تحقيق لتحديد سبب الحادثة والإجراءات التصحيحية الواجب اتخاذها. ويتعين حصول التقرير النهائي على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية.
وأشارت إلى أن “استئناف الرحلات” رهن “بقرار إدارة الطيران الفيدرالية بأن أي نظام أو إجراء يتعلق بالحادثة لا يؤثر في السلامة العامة”.
ولذلك فإن بعض المهام المخطط لها قريباً قد تتأخر.
صاروخه موثوق
ويستخدم صاروخ “فالكون 9” في مهام إعادة الإمداد إلى محطة الفضاء الدولية لمصلحة وكالة “ناسا”، وينقل رواد الفضاء بانتظام إلى هناك.
ومن المقرر إرسال مهمة إعادة الإمداد التالية في أوائل أغسطس (آب) المقبل.
ومن النادر وقوع حوادث على متن هذا الصاروخ الذي يعد موثوقاً للغاية. وذكرت شركة “سبايس أكس” أنها أطلقت بنجاح 364 صاروخاً من طراز “فالكون”.
وكان صاروخ “فالكون 9” انفجر على منصة إطلاقه في كاب كانافيرال خلال عام 2016 أثناء ملء الخزانات لإجراء اختبار أرضي. ولم يتسبب الانفجار الضخم في وقوع إصابات لكنه دمر منصة الإطلاق.
ووقعت هذه الحادثة حينها بعد 15 شهراً من الانفجار الأول لصاروخ “فالكون 9” بعد وقت قصير من إقلاعه من فلوريدا، أثناء إطلاق كبسولة “دراغون” إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة إعادة إمداد.