حرية – (20/7/2024)
نيرمين علي
يتفق المعماريون ومصممو الديكور على أن النافذة بلا ستائر أو مصاريع هي مجرد فراغ رتيب لا ملامح له وعنصر معماري لم يكتمل بعد، وفي حين أن التصميم الداخلي يتجاوز الجانب الإنشائي ليشمل استجلاب لمحات بصرية تحقق الحيوية والدينامية، تبرز الستائر كعنصر يتجاوز مجرد كونها غرضاً وظيفياً ليمتد تأثيرها شاملاً صفات إضافية عدة في المساحات الداخلية، فهي تملك مفتاح تحويل البيئة الساكنة إلى مساحة مفعمة بالسريان والتدفق.
هذا التفوق في الانتقال إلى المعايير الجمالية والنفسية والديناميكية بعد تحقيق الإنشائية والوظيفية منها، يجعل من الستائر عنصراً لا غنى عنه، بخاصة من وجهة النظر التي تقارب باستمرار ظاهرة الإشعاع الشمسي من ناحية القوة والقيمة، مترافقة مع تطورها وتعدد أشكالها وأنواعها والمواد المستخدمة في صناعتها.
بين الحاضر والماضي
استخدمت الستائر منذ القدم وكانت بداية عبارة عن قطع قماشية بسيطة تستخدم لتغطية فتحات النوافذ قبل ظهور الألواح الزجاجية، في محاولة لتنظيم دخول ضوء الشمس وحماية الأجزاء الداخلية من الأحوال الجوية وتوفير الخصوصية والدفء بدرجة معينة، وصورت فسيفساء العصور الكلاسيكية القديمة ومخطوطات العصور الوسطى غرفاً تحوي ستائر استخدمت بطرق عدة، إذ صنعت الستائر الأولى من جلود الحيوانات لتغطية الفجوات في الجدران والمداخل بين الغرف، ثم استبدلت لاحقاً بالأقمشة ومنسوجات الكتان والصوف والقطن والحرير.
واستخدمت خلال العصور الوسطى وفي فترات لاحقة الستائر الدوارة المزودة ببكرة لزيادة الخصوصية، أما في آسيا وأوروبا فقد استخدمت ستارة معلقة توضع فوق الباب أو فوق مدخل من دون باب، لتزيينها بقطع من الأقمشة الثقيلة مثل المخمل أو الديباج، وفي العصر الفيكتوري جمعت الستائر بين الحواشي والحلقات والأربطة وغيرها من الملحقات مع أنماط وتصميمات وأنواع أقمشة أكثر تنوعاً.
الستائر تحول البيئة الساكنة إلى مساحة مفعمة بالسريان والتدفق
ووصولاً إلى اليوم ظلت الستائر مكوناً تزيينياً أساساً في التصميم، وعلى رغم أن الوظيفة الرئيسة للستارة لا تزال مرتبطة بالنوافذ إلا أن قدرتها على ضمان الانسيابية والمرونة جعلها خياراً فعالاً لتقسيم المساحات، كما أسهم تطور المواد والأساليب من الأقمشة الاصطناعية وأنظمة التثبيت والتشغيل الجديدة في توفير إمكانات جديدة للتطبيق، والتي تصاحب مستويات مختلفة من الشفافية والتعتيم وامتصاص الضوء والعزل الحراري والصوتي والحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
فصل المساحات
ويمكن للستائر أن تلعب دوراً في تحديد المساحات المتعددة الاستخدام داخل المخططات المفتوحة وإنشاء أقسام عملية ومرنة وجذابة بصرياً، مع إمكان التحكم الدائم بها من خلال السحب لإنشاء مناطق خاصة أو فتح منطقة على أخرى، مما يوافر تنوعاً في الفراغ والشعور بالمرونة العالية والتكيف في الاستخدام ضمن المساحات المفتوحة.
ويتيح تطبيق الستائر خصوصية بصرية، إضافة إلى السماح للضوء بالانتقال عبر المساحات، إذ يمكن عزل ثلاث مساحات عمل بصورة جزئية، وتحديد بيئات عمل مختلفة ضمن مساحة واحدة عبر تقسيمها إلى مساحات مثل منطقة عمل وغرفة الاجتماعات وردهة ومطبخ صغير.
الشكل والوظيفة
ومن خلال اختيار النوع المناسب من الستائر يمكن للمهندسين المعماريين ومصممي الديكور الداخلي الإبداع في التحكم بنشر الضوء وخلق العمق وتحفيز الحركة داخل المساحات الساكنة، ففضلاً عن استخدام ستائر مثل ستائر التعتيم لحجب الضوء والتحكم في الإضاءة الخارجية وتعزيز التجارب الحياتية اليومية داخل المساحات الداخلية من جهة، وخلق إحساس بالحركة من خلال وزنها الخفيف الذي يسمح لها بالتمايل مع نسمات الهواء من جهة أخرى، مما يخلق تدفقاً بصرياً يجعل المساحة أكثر جاذبية وحيوية ويسهم في خلق بيئة ديناميكية.
وتعتبر هذه الستائر مثالية للغرف التي تتطلب الشكل والوظيفة وكذلك الخصوصية، فهي تساعد مع ما سبق في الحفاظ على دورة نوم ثابتة من طريق حجب الضوء ومصادر الضوء الخارجية الأخرى.
ظلت الستائر مكوناً تزيينياً أساسياً في التصميم
الستائر التقنية
وهناك أنواع جديدة نسبياً من الستائر التي تسخر التكنولوجيا بطريقة مبتكرة للتحكم بالضوء والحرارة في المبنى، ويتكون هذا النوع من الستائر من شرائح قماشية أو معدنية تتحرك لأعلى وأسفل للتحكم في كمية الضوء الطبيعي الذي يدخل الغرفة، والحفاظ على استقرار الإضاءة الاصطناعية.
ويمكن برمجتها للفتح والإغلاق في أوقات معينة وفقاً لجدول زمني، وتخصيصها لتناسب حاجات المستخدم، إذ تحوي كاشف لضوء النهار، وهو جهاز استشعار يقيس كمية الضوء في البيئة ويستخدم البيانات للتحكم في نظام الإضاءة، ويحوي بعضها خلية كهروضوئية تقيس شدة الضوء وتقوم بإيقاف تشغيل مصدر الضوء في ظروف الإضاءة المنخفض، كما تتضمن محددات الضوضاء التي تمتص الصوت وتمنع التأثر في مصادر الصوت المحتملة والتي يمكن ضبطها أيضاً حتى تتمكن من تحديد مقدار خفض الصوت بالصورة اللازمة.
الاستدامة
ويبدو أن الستائر لم تعد مقتصرة اليوم على توفير المظهر الجمالي والوظيفي وحسب، بل يمكن أن تلعب أيضاً دوراً أساساً في تلبية الشروط العامة للحصول على شهادات الاستدامة، فإضافة إلى عملها في تحسين كفاءة استخدام الطاقة في المبنى من خلال توفير العزل، تؤثر الستائر أيضاً في الراحة الحرارية والإضاءة للمساحات الداخلية من خلال تنظيم درجة الحرارة وطريقة إدخال الضوء الطبيعي وتحسين جودة الهواء وإدارة الهدر وتوفير الطاقة، فالستائر أداة فعالة عند التفكير في تطبيق نهج بناء يقلل من التأثيرات البيئة السلبية ويعزز الاستدامة، من خلالها تصل المساحات الداخلية إلى درجة الحرارة المثالية للعيش والعمل بشكل صحيح، وكذلك تحقيق الراحة الحرارية المطلوبة، إذ تعمل الستائر كحواجز حرارية وتوفر العزل وتخفف من فقدان الحرارة خلال الأشهر الباردة، وتضبط مدخلات الحرارة خلال الأشهر الدافئة.
وتحظى الألوان هنا باهتمام جيد لدورها الفاعل في الحماية الحرارية اعتماداً على خواص الألوان الفاتحة الممتصة للحرارة والداكنة العاكسة لها، ولا يعمل هذا التحكم الحراري على تحسين أداء الطاقة في المبنى وحسب، بل يلبي أيضاً المتطلبات المحددة للاعتماديات التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على أنظمة تكييف الهواء.
مواد وأقمشة خاصة
ويراعى أيضاً في سبيل تحقيق مطلب الاستدامة اختيار مواد وأقمشة ذات الخصائص العاكسة لضبط وإدارة طريقة وزاوية دخول الضوء الطبيعي والحفاظ على الراحة البصرية وتقليل الحاجة إلى الضوء الاصطناعي، وحماية وتصفية الغرفة وضبطها حرارياً لضمان ظروف حرارية صحية.
ويسهم اختيار الستائر المصنوعة من مواد صديقة للبيئة في تلبية معايير الاعتماد المتعلقة بالإدارة المسؤولة للمواد، إضافة إلى تطبيق نظام إنتاج وتسليم يحدد للتوافق مع تخطيط البناء، مما يقلل من النفايات المتولدة في الموقع، مما يؤثر في تقييم جوانب مثل البصمة الكربونية والأثر البيئي عند إنتاجها، كما تقلل انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة عند استخدام الأقمشة المعتمدة.
ويشار هنا إلى أن تضمين ميزات الستائر المبتكرة مثل الأنظمة الآلية التي تستجيب للظروف البيئية ودمجها في التصميمات يضيف قيمة ويسلط الضوء على الابتكار في مجال التصميم المستدام، ومنع ارتفاع درجة الحرارة وتقليل الوهج في البيئات الداخلية، مما يؤدي إلى انخفاض استهلاك الطاقة اللازمة للتبريد.
وتحظى الألوان هنا باهتمام جيد لدورها الفاعل في الحماية الحرارية اعتماداً على خواص الألوان الفاتحة الممتصة للحرارة والداكنة العاكسة لها، ولا يعمل هذا التحكم الحراري على تحسين أداء الطاقة في المبنى وحسب، بل يلبي أيضاً المتطلبات المحددة للاعتماديات التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على أنظمة تكييف الهواء.
مواد وأقمشة خاصة
ويراعى أيضاً في سبيل تحقيق مطلب الاستدامة اختيار مواد وأقمشة ذات الخصائص العاكسة لضبط وإدارة طريقة وزاوية دخول الضوء الطبيعي والحفاظ على الراحة البصرية وتقليل الحاجة إلى الضوء الاصطناعي، وحماية وتصفية الغرفة وضبطها حرارياً لضمان ظروف حرارية صحية.
ويسهم اختيار الستائر المصنوعة من مواد صديقة للبيئة في تلبية معايير الاعتماد المتعلقة بالإدارة المسؤولة للمواد، إضافة إلى تطبيق نظام إنتاج وتسليم يحدد للتوافق مع تخطيط البناء، مما يقلل من النفايات المتولدة في الموقع، مما يؤثر في تقييم جوانب مثل البصمة الكربونية والأثر البيئي عند إنتاجها، كما تقلل انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة عند استخدام الأقمشة المعتمدة.
ويشار هنا إلى أن تضمين ميزات الستائر المبتكرة مثل الأنظمة الآلية التي تستجيب للظروف البيئية ودمجها في التصميمات يضيف قيمة ويسلط الضوء على الابتكار في مجال التصميم المستدام، ومنع ارتفاع درجة الحرارة وتقليل الوهج في البيئات الداخلية، مما يؤدي إلى انخفاض استهلاك الطاقة اللازمة للتبريد.