حرية – (21/7/2024)
اكتشف عدد من علماء الآثار جداراً صخرياً في غابة إيطالية استخدمه الجيش الروماني عندما دخل في “اشتباك” ملحمي ضد زعيم ثورة العبيد في روما القديمة والمصارع سبارتاكوس ورجاله.
وتبين أن الجدار الصخري وأعمال حفر وردم يمتدان على مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات في غابة “دوسوني ديلا ميليا” في جنوب وسط مقاطعة كالابريا في إيطاليا.
كذلك وجد الباحثون أن الجدار والخنادق المصاحبة له كانت جزءاً من هياكل بناها الجنرال الروماني ماركوس ليسينيوس كراسوس عام 71 قبل الميلاد كي يحاصر سبارتاكوس وقواته الثائرة.
وتبلغ الباحثون في شأن الجدار من علماء بيئة محليين كانوا على علم بوجوده، بيد أنهم لم يكونوا متأكدين من ماهيته.
بغية دراسة الموقع استخدم علماء الآثار تقنيات مسح متقدمة بالرادار والليزر، إضافة إلى تحليل عينات مأخوذة من التربة.
وفي النتيجة اكتشفوا أنه في وقت ما كان يوجد خندق عميق مواز للجدار، لكنه أصبح الآن مغطى بالطحالب ويمتد على مسافة 1.5 كيلومتر تقريباً.
ومعلوم أن نظام الدفاع المؤلف من خندق وتل (المعروف بالإيطالية بـفوسا وأدجير fossa and agger) هو من صور التصميم الروماني في التحصينات. فمثلاً وثق المؤرخون وجود صورة من البناء أدجير [تل أو مرتفع أرضي] يبلغ عرضه 330 قدماً (100 متر) وارتفاعه 80 قدماً (25 متراً) شيده يوليوس قيصر أثناء حصار أفيريكوم الواقعة اليوم ضمن نطاق دولة فرنسا.
وفي الموقع المكتشف حديثاً في إيطاليا عثر علماء الآثار أيضاً على كثير من الأسلحة المكسورة المصنوعة من الحديد من بينها مقابض سيوف ونصال مقوسة كبيرة ورؤوس رماح ورأس حربة.
وتشير النتائج إلى احتمال حدوث مواجهة ملحمية بين فريقين في الموقع، وفق “المعهد الأثري الأميركي” Archaeological Institute of America.
وعموماً تطرق عدد من المؤرخين إلى المعركة والجدار الذي بني لمحاصرة سبارتاكوس في كتب عدة، من بينها “حياة كراسوس” The Life of Crassus بقلم الفيلسوف اليوناني بلوتارخس.
وأشار علماء الآثار إلى احتمال مفاده أن سبارتاكوس ربما شن هجومه على الجدار كي يتحرر من المكمن الذي بناه كراسوس.
سبارتاكوس ونحو 70 من رفاقه المجالدين من رقيق الإمبراطورية هربوا من إحدى المدارس في مدينة كابوا خلال حرب العبيد الثالثة، وأخذوا يلحقون الهزائم بالقوات الرومانية في سلسلة من المعارك.
وقال عالم الآثار أندريا ماريا جينارو من وزارة الثقافة الإيطالية في تصريح أدلى به إلى الموقع الإخباري “لايف ساينس”، “بدأنا بدراسة الأسلحة التي عثر عليها على امتداد طول الجدار، وكانت الأقرب إليها الأسلحة التي استخدمت في أواخر حقبة الجمهورية الرومانية”، مضيفاً “نعتقد أننا قد حددنا موقع الاشتباك [بين سبارتاكوس والجيش الروماني]”.