حرية – (21/7/2024)
اشتبكت القوات الإسرائيلية اليوم الأحد مع مقاتلين فلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وقصفت مناطق في وسط القطاع الساحلي حيث يلوذ آلاف الفلسطينيين النازحين من منازلهم بحثاً عن مأوى.
وقال سكان في مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر إن معارك ضارية اندلعت بين مقاتلين بقيادة حركة “حماس” وقوات إسرائيلية، لا سيما في المناطق الواقعة وسط القطاع وغربه التي تقدمت فيها الدبابات خلال اليومين الماضيين.
وذكر الجناحان المسلحان لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” أن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن جنوده قتلوا مجموعة من العناصر كانت تتجه نحوهم، ودمروا ذخيرة وممرات أنفاق وبنية تحتية في تل السلطان في الجزء الشرقي من المدينة.
ولم تفلح حتى الآن جهود وقف إطلاق النار التي تقودها قطر ومصر وتدعمها الولايات المتحدة بسبب الخلافات بين “حماس” وإسرائيل اللتين تتبادلان الاتهام بالتسبب في هذا الجمود.
مناطق واسعة دمرتها الحرب في قطاع غزة
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية أدت إلى مقتل 64 شخصاً في الأقل وجرح أكثر من 100.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ”حماس” في غزة بأن ما لا يقل عن 22 شخصاً قتلوا في غارات اليوم، وتركزت الغارات التي شنتها إسرائيل في مناطق وسط غزة الأسبوع الماضي على مخيم النصيرات، حيث قتل العشرات.
وقال تامر أبو راكان أحد سكان النصيرات ومن النازحين حالياً في دير البلح، “نسمع صوت الانفجارات التي تقع في النصيرات ونشاهد أعمدة الدخان من هنا من دير البلح التي يمكن أن تعتبرها آخر ملاذ وملجأ، ونشعر بالرعب من فكرة أن تجتاح الدبابات المنطقة”.
شلل الأطفال
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه سيبدأ بتقديم لقاح شلل الأطفال لجنوده الذين يخدمون في قطاع غزة بعد العثور على بقايا للفيروس المعدي في عينات اختبار ضمن بعض مناطق القطاع الساحلي، وأضاف أنه وفر بالتعاون مع منظمات دولية، تطعيمات كافية لأكثر من مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وأوضح أن الجنود سيتلقون اللقاحات أثناء المناوبات الروتينية للقوات، مشيراً إلى أن التحصين ليس إلزامياً.
ودمر جزء كبير من البنية التحتية الصحية في غزة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر والذي اندلع بعد هجوم شنته “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ويحذر مسؤولو الصحة العامة ومنظمات إغاثة من أنه من دون خدمات صحية مناسبة، سيصبح السكان عرضة لتفشي الأمراض.
استدعاء “الحريديم”
وأصدر الجيش الإسرائيلي اليوم إخطارات استدعاء للتجنيد لألف من أفراد طائفة اليهود المتزمتين دينياً (الحريديم)، في خطوة تهدف إلى رفع عدد قواته لكن من المتوقع أن تزيد التوتر بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين.
وكانت المحكمة العليا أصدرت في يونيو (حزيران) الماضي أمراً لوزارة الدفاع بإنهاء إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة في الجيش الذي كان متبعاً الترتيب منذ قيام إسرائيل عام 1948 عندما كان عدد أفراد “الحريديم” صغيراً.
وعارض الحزبان الدينيان في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا التحول الجديد في السياسة، مما فرض ضغوطاً شديدة على الائتلاف اليميني مع استمرار الحرب في غزة.
وشهدت طائفة “الحريديم” زيادة سريعة في أعداد المنتمين إليها، ويقول زعماؤها إن إجبار طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية إلى جانب الإسرائيليين العلمانيين، ومنهم نساء، ينذر بتدمير هويتهم الدينية، فيما حث بعض الحاخامات أفراد الطائفة على حرق أي أوامر استدعاء تصل إليهم.
جنود إسرائيليون خلال مواجهات مع مقاتلي “حماس”
ولا يرفض كل أفراد “الحريديم” الخدمة، وكان الجيش الإسرائيلي أنشأ عدداً من الوحدات المخصصة لهم. واستجاب لأوامر الاستدعاء اليوم عدد من الأفراد ممن لم يطلبوا الإعفاء من التجنيد، وعبروا عن أملهم في التوصل إلى حل وسط.
وأوضح نتساخ كوهين (19 سنة) قبل دخوله قاعدة التجنيد “إذا كنت تريد تجنيد الحريديم، فتعلم أولاً ما عليك القيام به لفعل ذلك. لا تنفذ ذلك بالقوة”، وأكد آخرون من “الحريديم” الأكثر تزمتاً دينياً أنهم لن يوافقوا أبداً على الخدمة في الجيش.
وقال ديفيد مزراحي، وهو طالب في معهد لاهوت من القدس يبلغ من العمر 22 سنة، “من لا يفهم قيمة الدراسة لا يمكنه فهم السبب وراء رفض الحريديم للتجنيد”، مضيفاً أن فرض التجنيد يزيد حدة الخلاف.
توزيع عبء الخدمة
وبعد المجموعة الأولى من الاستدعاءات، يتوقع إرسال إخطارات أخرى لنحو 3000 من “الحريديم” خلال الأسابيع المقبلة.
ولا تزال الحكومة تسعى إلى إقرار قانون للتجنيد من شأنه أن يشمل بعض التنازلات المحدودة ويحل هذه المشكلة قبل أن تهدد استقرار الائتلاف.
وزادت الضغوط لتجنيد “الحريديم” بصورة حادة من جانب الجيش والعلمانيين الإسرائيليين بهدف توزيع عبء الخدمة العسكرية في إسرائيل مع استمرار القتال في غزة منذ أكثر من تسعة أشهر والتهديد المتزايد باندلاع حرب مع جماعة “حزب الله” في لبنان.
ويلزم القانون الإسرائيليين من عمر 18 سنة بالخدمة في الجيش لمدة تراوح ما بين 24 و32 شهراً، ويحصل غالبية عرب إسرائيل الذين يمثلون 21 في المئة من السكان على إعفاء من الخدمة العسكرية.