حرية – (22/7/2024)
بعد أن أصبحت أول امرأة وأول شخص أسود يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي، قد تكتب كامالا هاريس صفحة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة بعد أن حصلت على دعم جو بايدن إثر انسحابه من السباق الرئاسي فضلاً عن شخصيات ديمقراطية بارزة، لتصبح المرشحة الديمقراطية.
وفي يناير 2021 (كانون الثاني) أصبحت هاريس أول شخص لديه أصول آسيوية يتولى منصب نائب الرئيس، وقال عنها الرئيس الديمقراطي في مارس (آذار) 2023 “لقد حطمت السقف الزجاجي مرة تلو الأخرى”.
وروت نائبة الرئيس البالغة 59 سنة أنها غالباً ما شاركت وهي طفلة في تظاهرات تنادي بالحقوق المدنية إلى جانب والدها الجامايكي أستاذ الاقتصاد الجامعي، ووالدتها الهندية الباحثة المتخصصة بسرطان الثدي.
واستمدت المدعية العامة السابقة من طفولتها ذكرى سمحت ببروزها خلال مناظرة في إطار الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في 2019، يومها حملت هاريس المولدة في أوكلاند بقوة على بايدن بسبب معارضته قبل سنوات كثيرة إقرار قانون يزيل بعض تدابير الفصل العنصري، ويقوم على نقل بعض الأطفال إلى مدارس بعيدة بالحافلة، واستفادت منها شخصياً، وقالت يومها “الطفلة (في الحافلة) هي أنا”.
لفت كلامها هذا الانتباه لكنه لم يسمح لها بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وانسحبت من السباق حتى قبل بدء الانتخابات التمهيدية.
إلا أن بايدن استدعاها لتكون نائبة له، مما عرضه لهجمات من منافسه الجمهوري دونالد ترمب.
“وحش” و”امرأة غضوبة”
في 2020 وصف الرئيس الجمهوري السابق كامالا هاريس بأنها “وحش” و”امرأة غضوبة”، وهي ألفاظ تحمل في طياتها بعداً عنصرياً وصوراً نمطية عن المرأة السوداء.
وبعد أداء بايدن الكارثي في المناظرة مع ترمب في الـ27 من يونيو (حزيران) 2024، عاد المرشح الجمهوري البالغ 78 سنة ليشن الهجمات عليها.
ويسعى ترمب دائماً إلى اختيار ألقاب ساخرة لنائبة الرئيس، إذ أطلق عليها لقب “كامالا الضحوكة” (لافين كامالا) في إشارة إلى ضحكتها الصاخبة.
“أسوأ” من بايدن
وانتقد فريق حملة ترمب أمس الأحد هاريس، قائلاً إنها ستكون “أسوأ” من الرئيس المنتهية ولايته.
وهاريس خريجة جامعة هاورد التي تأسست في واشنطن لاستقبال الطلاب السود في خضم الفصل العنصري، وهي فخورة بمسيرتها التي تجسد الحلم الأميركي.
بعد أن كانت مدعية عامة في سان فرنسيسكو لولايتين بين عامي 2004 و2011، انتخبت مرتين مدعية عامة لولاية كاليفورنيا بين عامي 2011 و2017 قبل أن تصبح أول امرأة وأول شخص أسود يدير الأجهزة القضائية في أكثر ولايات البلاد تعداداً للسكان.
وانتقدت لقمعها الصارم للجرائم الصغيرة الذي أثر خصوصاً، بحسب منتقديها، في الأقليات.
وفي يناير (كانون الثاني) 2017 أدت اليمين عضواً بمجلس الشيوخ في واشنطن، إذ أصبحت أول امرأة لديها أصول من جنوب آسيا وثاني سناتورة سوداء في تاريخ البلاد.
وبعد انتخابها نائبة للرئيس أهدت خطابها إلى “فتيات أميركا الصغيرات”.
حق الإجهاض
في 2022 دافعت كامالا هاريس بزخم عن حق الإجهاض الذي عادت عنه المحكمة العليا، وقالت في مارس 2023 “بعض القادة الجمهوريين يحاولون استغلال القانون ضد النساء، كيف يجرؤون على ذلك؟ كيف يجرؤون على القول لامرأة ما يمكنها القيام به وما لا يمكنها القيام به على صعيد جسدها؟”.
وأعطى هذا التصريح القوي والحملة النشطة التي تقودها منذ سنة عبر البلاد دفعاً جديداً لهاريس، وارتكبت هاريس في مطلع ولايتها هفوات على صعيد مسائل حساسة في مجال الدبلوماسية والهجرة.
ورأت الصحافة الأميركية أحياناً أنها تفتقر إلى المهمة، وهو أمر يعزوه أنصارها إلى صور نمطية تمييزية حيال النساء.
واضطرت مجلة “فوغ” إلى أن تدافع عن اختيارها بعيد الانتخابات، بوضعها على غلافها صورة لنائبة الرئيس وهي ترتدي حذاء رياضياً بدلاً من صورة رسمية أكثر تبرز منصبها ومهماتها.
بعيدة من التكلف
إلا أن هاريس تحرص على إبراز صورة المرأة البعيدة من التكلف، يساعدها في ذلك زوجها المحامي اليهودي داغ امهوف.
فعلى شبكات التواصل الاجتماعي يتظاهر الزوجان أنهما يتشاجران في شأن كرة السلة فهو من أنصار لوس أنجليس ليكرز، فيما تدعم هاريس سان فرانسيسكو واريورز.
وتعشق كامالا هاريس الملقبة “مومالا” في عائلتها الطبخ، فخلال زيارة رسمية لباريس خصصت بعض الوقت لشراء طناجر نحاسية.