حرية – (27/7/2024)
كشف مالكا مجموعة من المطاعم المستقلة أنهما أصبحا في مرمى سهام مجرمين هددوهما بنشر تقييمات مزيفة تحمل تصنيف نجمة واحدة، في حال لم يسددا آلاف الجنيهات الإسترلينية.
وواجه سام مورغان والشيف أندي شيريدان طلباً بتسديد 2000 جنيه إسترليني (2580 دولاراً) لوقف نشر تعليقات على موقعي “غوغل” و”تريب أدفايزور” Tripadvisor في شأن المطاعم الخمسة التي يملكانها، كما تلقيا التهديد من قبل شخص يستخدم هاتفاً خلوياً ورقماً يحمل الرمز الدولي لدولة بنغلاديش.
وبعد أن رفضا دفع المبلغ المطلوب نشرت كثير من التعليقات السلبية، بحسب ما قال مورغان، والذي زعم أن المجرمين عمدوا إلى استخدام منصات التصنيفات والتقييمات عبر الإنترنت كوسيلة لابتزاز الأموال.
ويأمل مورغان من خلال مشاركة قصته أن يكشف عن عمل العصابات الإجرامية مع تكثيف الضغط على شركات الإنترنت العملاقة لتضييق الخناق على المراجعات المزيفة وكبحها.
وفي هذا السياق قال موقعا “غوغل” و”تريب أدفايزور” إنهما أزالا المراجعات المزيفة عن مطاعم السيد مورغان المنضوية تحت مجموعة اسمها “أوبن ريستورانت غروب” Open Restaurant Group في وقت دافعت المنصتان عن آليات التأكد من أن المراجعات المنشورة على مواقعهما حقيقية.
وقال مورغان إن عملية الابتزاز بدأت مطلع الشهر الجاري من خلال رسالة، اطلعت عليها “اندبندنت”، وأُرسلت إلى رقم خاص بخدمة العملاء في مطعم “8” في ليفربول و”ذا برايسبريدج” The Bracebridge في برمنغهام و”بلاك أند غرين” Black and Green في ورشسترشير ومطعم “أوكسا” OXA في ويرال.
وهددت الرسالة بنشر تعليقات سلبية على “غوغل” و”تريب أدفايزور” إن لم يحول مبلغ 2000 جنيه إسترليني إلى حساب مصرفي، وعندما رفض مورغان القيام بذلك أُبلغ بأنه سيحصل على 1000 تقييم سلبي بنجمة واحدة.
وبعد مرور بضعة أيام ظهر تعليقان من ذلك النوع السلبي على “غوغل” في شأن مطعم “ذا برايسبريدج” وجاء في أحد التعليقات أن “هذا المطعم هو عبارة عن احتيال، احذروه”.
وعندما طلب مورغان من الشخص الذي بعث له الرسالة إزالة التعليقات السلبية، ارتفع المبلغ المطلوب إلى 2500 جنيه إسترليني (3230 دولاراً).
وكتب الشخص إلى مورغان قائلاً “إن لم تقم بتسديد المال فوراً فسأرفع المبلغ كل يوم”.
وقرر مورغان إطفاء الهاتف قبل ظهور تقييمات جديدة بنجمة واحدة حول مطاعمه، فتواصل مع “غوغل” و”تريب أدفايزور” ولكنه قال إنهما كانا شديدي البطء في التعامل مع المسألة.
وأضاف مورغان أن “’غوغل‘ و’تريب أدفايزور‘ يسمحان للمجرمين باستخدام منصتيهما كسلاح للابتزاز وانتزاع المال من الأعمال المثابرة كأعمالنا، وتبرز الحاجة إلى إرساء سياسات أكثر صرامة لوقف حصول هذه الأمور والتصرف بسرعة عندما تثار هذه المسألة”.
وأضاف، “السبب الذي دفعني إلى إثارة الموضوع هو حماية الآخرين أولاً، وتشجيع المستهدفين على عدم دفع أي أموال للمجرمين في مقابل التعليقات المزيفة، إذ تشكل التعليقات والتقييمات عنصراً في غاية الأهمية للأعمال، ولذلك فإن أي تهديد يطاول منصات التعليقات على الإنترنت هو مصدر قلق كبير، ليس لأصحاب الأعمال وحسب، بل للموظفين أيضاً”.
وقال مورغان بأنه أبلغ “غوغل” عن الموضوع، ولكنه تلقى إجابة من روبوت للدردشة أرسل له توجيهات للمساعدة الذاتية، وهذا الأمر لم يساعده أبداً.
وتابع بأنه أثار مسألة الابتزاز مع “تريب أدفايزور” قبل نشر التعليق المزيف على المنصة، ولكن الأمر استغرق ستة أيام لإزالة المنشور.
وفي سياق متصل أشار “غوغل” إلى أن التقييمات المزيفة التي نُشرت على موقعه تشكل انتهاكاً لسياسته، وشجع المستخدمين وأصحاب الأعمال على رفع الصوت عندما يشكون في أي نشاط مشبوه.
وقال متحدث باسم “غوغل” إن “سياساتنا تنص بوضوح على أن التعليقات يجب أن ترتكز على تجارب واقعية ومعلومات حقيقية، وقد نظرنا في هذه القضية ونحن في صدد إزالة المحتوى الذي ينتهك سياستنا”.
من جهته قال موقع “تريب أدفايزور” إنه يعمل جاهداً لمنع التعليقات المزيفة من الظهور على منصته من خلال إخضاع كل تعليق يُنشر لسلسلة من عمليات التحقيق، أولاً عبر أداة للذكاء الاصطناعي، ومن ثم عبر فريق من المحققين عندما تدعو الحاجة.
وأضاف المتحدث باسم المنصة أنه “كخطوة نهائية، وفي حال تمكن تعليق مزيف من الإفلات من هذه التدابير، فإن بوسع مجتمعنا، بمن في ذلك أصحاب الأعمال، الإبلاغ عنه كنشاط مشبوه، وعندئذ يمكن إحالته إلى فريقنا لكي يدقق فيه عن كثب، والمزاعم القائلة بأن ‘تريب أدفايزور’ تسمح لمنصتها أن تكون سلاحاً بيد المجرمين لنشر التعليقات المزيفة أمر مثير للسخرية، فـ ‘تريب أدفايزور’ تملك تدابير وسياسات صارمة ومتينة للغاية تهدف إلى حماية الأعمال المدرجة على منصتنا من الابتزاز وعمليات التهديد”.
وأضاف قائلاً “كان الأمر عبارة عن تعليق واحد وأزيل فوراً من قبل الفريق الذي يُعنى بالثقة والسلامة، بعد تلقيه دليلاً عن مصدره من قبل صاحب العمل”.
وقال المتحدث بأن “تريب أدفايزور” يملك ميزة للإبلاغ عن عمليات الابتزاز، مضيفاً أنه لو حصل ذلك لما كان التعليق وجد سبيلاً للنشر عبر المنصة، على رغم أن مورغان كان على تواصل مع فريق العمل في الشركة.