حرية – (31/7/2024)
في خضم التصعيد الإقليمي، جاء اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية في قلب طهران ليدفع حرب الظل بين إيران وإسرائيل إلى أخطر مراحلها حتى الآن.
فبعد هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوبي إسرائيل، 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت إسرائيل المشهورة باغتيال أعدائها في الخارج على هنية لقب “رجل ميت يمشي”.
وفجر أمس قُتل الزعيم السياسي لحماس في طهران؛ المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي كان يتوقع فيه الحماية الكاملة وبعد ساعات من مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
والآن سيتعرض القادة الإيرانيون لضغوط هائلة لإطلاق رد غير مسبوق على اغتيال هنية، لكن من غير الواضح ما إذا كانوا سيستسلمون لهذه الضغوط وفقا لما ذكرته صحيفة “تليغراف” البريطانية.
ويعد اغتيال هنية هجوما أكثر جرأة من الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل/نيسان الماضي والتي دفعت طهران للرد عن طريق إطلاق وابل من الصواريخ والمسيرات على إسرائيل بشكل غير مسبوق.
ورغم التوترات المتزايدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهرت إيران رغبة منخفضة في تصعيد حرب الظل مع إسرائيل وتحولها إلى صراع إقليمي مفتوح.
وحتى في ردها على هجوم القنصلية، جاءت الهجمة الصاروخية الإيرانية مخططة بدقة لمنع وقوع أي أضرار جسيمة أو وفيات، حيث كان المقصود بالأساس إظهار أن الرد بمثابة عمل من أعمال الردع، وهو الأمر الذي يبدو أنه لم يتحقق.
ووفقا لـ”تليغراف” فإن “النظام الأمني الإيراني الذي قمع المعارضة الداخلية في 2022 ربما يبذل المزيد من الجهود لمحاولة احتواء تمرد جديد وهو الأمر الذي قالت الصحيفة إنه يفسر جزئيا سبب نجاح عملية اغتيال هنية”.
وتعليقا على عملية الاغتيال، أكد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان أن طهران سترد، وقال: “سنجعل النظام الإرهابي المحتل يندم على فعله”، مضيفا أن “إيران ستدافع عن سيادتها وكرامتها وسمعتها وشرفها”.
وفي ضوء السوابق الإيرانية فإن رد طهران قد يتم تنظيمه مثلما حدث في هجوم المسيرات الذي أعقب استهداف القنصلية في أبريل/نيسان الماضي.
وحتى الآن، أظهرت إيران عدم رغبتها في تكريس كامل قوتها العسكرية لمساعدة حركة حماس، وكان التدخل الأكثر دراماتيكية منذ بدء الحرب، عندما استهدفت إسرائيل قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري في هجوم القنصلية بدمشق.
ويطرح اغتيال هنية سؤالا حول ما يعنيه ذلك بالنسبة للأسرى الإسرائيليين في غزة، وهو ما قالت عنه “تليغراف” إنه من الصعب في الأمد القريب أن تكون هناك أي نتيحة، إلا انهيار مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس حيث كان يُنظر إلى هنية على أنه الصوت الأكثر اعتدالا في المحادثات.
وفي حين قد يزعم منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هذا السلوك يهدف إلى إطالة أمد الحرب عمدا من أجل البقاء في السلطة، إلا أن اغتيال هنية سيمنحه أسبابا لإعلان النصر على حماس، وهو الأمر الذي قد يرحب به الإسرائيليون بعد 10 أشهر من الحرب، وذلك رغم أن رئيس حماس حركة في غزة، يحيى السنوار، الذي تحمله إسرائيل مسؤولية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لا يزال طليقا.