حرية – (31/7/2024)
توصلت دراسة علمية إلى أن هناك ارتباطاً مثيراً للقلق بين وفاة الأقارب والأحباء وتسارع الشيخوخة نتيجة التأثير العميق الذي يخلفه الحزن وفقد على الصحة الجسدية.
ووفقاً للدراسة التي أجراها باحثون من كلية “ميلمان” للصحة العامة في جامعة كولومبيا، ونشرتها مجلة “JAMA Network Open”، فإن فقدان الأحباء يمكن أن يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية بشكل كبير، إذ يرتبط الحزن بنتائج صحية أسوأ ومعدلات وفيات أعلى.
وتتلخص النتائج التي توصلت إليها الدراسة في الكشف عن أن الأشخاص الذين فقدوا اثنين أو أكثر من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين كانت أعمارهم البيولوجية أكبر بشكل ملحوظ من أولئك الذين لم يفقدوا أقاربهم أو أصدقائهم المقربين.
وعلى النقيض من الشيخوخة الزمنية، تشير الشيخوخة البيولوجية إلى التدهور التدريجي في وظائف الأنسجة والخلايا داخل الجسم. وكثيراً ما تتسم هذه العملية بعلامات تلف الحمض النووي ومؤشرات أخرى على تدهور الخلايا.
وتشير الدكتورة أليسون أييلو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أنه على الرغم من إثبات الصلة بين الحزن والصحة، إلا أن الآليات المحددة التي يعمل الحزن من خلالها على تسريع الشيخوخة البيولوجية لم تُفْهَم بعد. ولكن يفترض الباحثون أن الصدمة والتوتر المرتبطين بفقدان الأحباء قد يكونان من بين العوامل الرئيسية المسببة لذلك.
وكانت إحدى أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي التأثير المركب للخسائر المتعددة. فقد أظهر الأفراد الذين عانوا من فقدان شخص عزيز مرتين أو أكثر في مرحلة البلوغ تسارعاً أكثر وضوحاً في الشيخوخة البيولوجية مقارنة بأولئك الذين عانوا فقدان شخص عزيز مرة واحدة فقط، ما يؤكد الضرر العميق الذي يمكن أن يخلفه الحزن المطول والخسائر المتعددة على جسم الإنسان.
كما لفتت الدراسة إلى أن تأثير فقدان الأحباء يكون شديدًا بشكل خاص في مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ المبكرة. ويمكن أن يؤدي الحزن خلال هذه السنوات التكوينية إلى مشاكل طويلة الأمد في الصحة العقلية، ومشاكل في الإدراك، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وزيادة احتمال الوفاة المبكرة.