حرية – (31/7/2024)
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ولد عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بعدما فر والداه من مدينة عسقلان خلال حرب 1948، وانخرط في العمل السياسي الممنهج عندما كان يدرس الأدب العربي في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث انضم إلى “الكتلة الإسلامية” وهي الذراع بمثابة الذراع الطلابي للإخوان المسلمين.
وشغل هنية منصب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة لفترة وجيزة، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، لكن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أقال هنية عام 2007، واستمر هنية الذي لم يعترف بقرار عباس في إدارة قطاع غزة حتى عام 2017، حين خلفه في إدارة القطاع يحيى السنوار، وأصبح هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لخالد مشعل.
تخرج هنية عام 1987 من الجامعة الإسلامية بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة، وسجنته إسرائيل عام 1989 لثلاث سنوات، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع عدد من قادة حماس و400 ناشط آخر، حيث قضى عاما كاملا في الإبعاد عام 1992، ثم عاد إلى قطاع غزة، قبل أن ينتقل للعيش في قطر، ولم يزر غزة منذ فترة طويلة.
وخلال نفيه في مرج الزهور، نشط هنية ومعه في المنفي عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار، وأصبح للحركة نشاط بارز وأصبحت حماس معروفة بسبب التغطية إعلامية لأعضائها ونشاطاتهم، لكن هنية ترك مرج الزهور وعاد إلى غزة ليشغل منصب عميدا للجامعة الإسلامية عام 1993.
وبعد أن أطلقت إسرائيل سراح أحمد ياسين من السجن عام 1997، تم تعيين هنية مساعدا له، وبسبب العلاقة الوثيقة التي ربطته بياسين، اكتسب هنية أهمية داخل الحركة، وأصبح ممثل حماس لدى السلطة الفلسطينية.
وبسبب تقاربه من ياسين، تعرض هنية لعدة محاولات اغتيال، كان منها عام 2003 حين استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى كان فيه الرجلان، وخرجا قبل لحظات من سقوط المبنى بجروح طفيفة، لكن بعدها بستة أشهر قتل ياسين بنيران طائرات هليكوبتر إسرائيلية.
وخلال إدارته لقطاع غزة رغما عن السلطة الفلسطينية، شدد هنية على أنه يحق للفلسطينيين مواصلة نضالهم من أجل الاستقلال، كما كان في الوقت ذاته منفتح على إجراء محادثات من خلال وسطاء دوليين قائلا “إن حكومتنا لن تدخر جهدا من أجل التوصل إلى السلام العادل في المنطقة وإنهاء الاحتلال واستعادة حقوقنا”.
وفي عام 2018 صنفت الولايات المتحدة الزعيم السياسي لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية على أنه إرهابي وفرضت عليه عقوبات، وقالت حينها وزارة الخارجية إن هنية له “صلات وثيقة بالجناح العسكري لحماس” وكان “مؤيدا للكفاح المسلح، بما في ذلك ضد المدنيين”.
فور إطلاق حماس لعملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ظهر هنية في فيديو بثته وسائل إعلام مبتهجا برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة، فيما كان يتابع تقريرا عبر إحدى القنوات العربية لمقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، يستولون على آليات عسكرية إسرائيلية، قبل أن يؤم صلاة قائلا “لشكر الله على هذا النصر”.
تزوج إسماعيل هنية من ابنة عمه آمال هنية عندما كانت تبلغ من العمر ما يقارب ستة عشر عاماً، وأنجب منها 13 من الأبناء، ثمانية ذكور وخمس إناث، قتل منهم ثلاث في غارة إسرائيلية خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة.