حرية – (3/8/2024)
تؤكد تقارير نشرتها صحف أميركية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يتجاهل الدعوات بالتهدئة في الشرق الأوسط، حيث تتوسع إسرائيل في هجمات في غزة، وفي دول في المنطقة.
ويكشف ما يجري في الشرق الأوسط عن “شهية مفتوحة للمخاطرة” لإسرائيل، إذ أنها تحاول استعادة “قوة الردع” لجيشها، فيما تقترب المنطقة من “حرب إقليمية” على ما أكد تحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
خلال الأيام القليلة الماضية، نفذت إسرائيل سلسلة من “العمليات الجريئة” والتي كانت في بعض دول المنطقة، أو بغارات في داخل غزة، بينما تتنامى المخاوف من “دوامة تصعيد” جديدة.
ويشير التحليل إلى أن إسرائيل، تريد التعويض عن “الفشل الأمني” الذي وقع في السابع من أكتوبر، ولهذا يسعى إلى “ردود” قابلة للتحكم.
إسرائيل أعلنت، الثلاثاء، مقتل، قائد عسكري كبير في حزب الله، فؤاد شكر في العاصمة اللبنانية، بيروت.
وبعدها بساعات قتل الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال زيارته العاصمة الإيرانية، طهران، فيما لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها، رغم اتهامات إيران وحماس لها.
وزاد مقتل هنية، فجر الأربعاء، من مخاوف اتساع الصراع في المنطقة.
وشهدت قطر مراسم تشييع هنية ودفنه، وتستضيف الدولة الخليجية المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، بعدما أغلقت الحركة مكتبها في العاصمة السورية، دمشق.
وشاركت حشود ضخمة في مراسم شعبية لتشييع هنية في العاصمة الإيرانية، الخميس. وأمّ المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي المصلين في جامعة طهران، متوعدا إسرائيل بـ “الثأر”.
وكان هنية في طهران للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليمين الدستورية، الثلاثاء.
وسبق هذه الضربات، هجوم تسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين في غزة، حيث تزعم إسرائيل أنها نفذت ضربات أسفرت عن مقتل القائد العسكري لحماس، محمد ضيف، في يوليو، فيما قالت السلطات الصحية في القطاع إن هذه الهجمات تسببت في مقتل 90 فلسطينيا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربة الوحيدة في الشرق الأوسط هي تلك التي استهدفت فؤاد شكر.
وتوعد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الخميس، إسرائيل بأن عليها انتظار “الرد الآتي حتما”.
الضربات ضد قادة كبار في حماس وحزب الله، وكلاهما جماعتان إرهابيتان بحسب تصنيف واشطن، أدت إلى خطاب ناري وتحذيرات من “أعمال انتقامية قاسية” وسط مخاوف وتوتر كان أصلا قائما من اتساع الأزمة التي تشهدها الحرب بين إسرائيل وحماس ليشمل المنطقة بأسرها.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أن نتانياهو يعمل “على تسريع وتيرة الحرب، وتغذية ثورة اليمين المتطرف”.
وبينما تحاول الإدارة الأميركية، وحلفاء تأمين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، يبدو أن إسرائيل “انحرفت عن المسار”، ليصبح الاتفاق هدفا بعيد المنال.
وأعلن مكتب نتانياهو الجمعة، إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة في اليومين المقبلين لإجراء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد زيارته إلى واشنطن، والتي تعهد فيها الاستمرار بالحرب ضد حماس، حيث تقتل إسرائيل وتسجن الآلاف من الفلسطينيين، من دون “أي فكرة واضحة لنهاية” الحرب.
وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن حوالي ثلثي المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بدء الحرب.
وذكرت وكالة تحليل الأقمار الاصطناعية التابعة للأمم المتحدة “يونوسات” في بيان أن “آخر تقييم للأضرار… يكشف تضرر 151 ألفا و265 مبنى في قطاع غزة”.
ويعتمد التقدير على صور جمعت، في 6 يوليو الماضي، جرت مقارنتها بصور سابقة ملتقطة، في مايو من عام 2023.
ونقلت نيويورك تايمز عن محللين أن “اغتيال شخصيات بارزة في حزب الله وحماس، أدى إلى زيادة حادة في أخطار نشوب حرب إقليمية، حيث تستعد إيران وحماس وحزب الله للانتقام”.
ودعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، “جميع الأطراف” في الشرق الأوسط إلى وقف “الأعمال التصعيدية” والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مقتل هنية.
وفي تحليل لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، قالت إن عملية قتل مسؤول المكتب السياسي لحماس، هنية تؤكد أن مشكلة احتجاز الرهائن الإسرائيليين ليست على رأس أجندة نتانياهو.
وأدى هنية دورا رئيسيا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة عبر الوسطاء في قطر التي قادت شهورا من الاتصالات خلف الكواليس إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
وترى الصحيفة أن رئيس الوزراء مهتم بمواصلة الحرب في غزة دون أي تغيير في تخصيص القوات العاملة هناك ضد حماس ودون سحب القوات من نتساريم وفيلادلفيا، الممران في الجيب الذي تحتله الآن القوات الإسرائيلية.
وأوضحت أنه رغم خطر التصعيد، فإن مقتل هنية قد أدى إلى تحسين موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد يستخدم ذلك لإقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، الذي يدعم صفقة تتضمن وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.
وأكد المتحدثون باسم الجماعات المختلفة التي تنتمي إلى ما يعرف باسم “محور المقاومة” في الأيام الأخيرة أنهم لا يرغبون في حرب شاملة.
وتشهد حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان تبادلا للقصف بصورة شبه يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلين لمجموعات موالية لطهران، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران، الأربعاء، في سيناريوهات الرد المحتملة على إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب اللبناني مطلع على مضمون المباحثات لوكالة فرانس برس.
وناقش المجتمعون، وفق المصدر، “إمكانية أن يحصل الرد بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كل طرف بمفرده، إنما بشكل منسق”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، إن إسرائيل سترد “بقوة شديدة” على أي هجوم، بحسب بيان للجيش.
والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي، غالانت، نظيره البريطاني، جون هيلي، الجمعة، حيث دعا إلى تشكيل تحالف دولي لدعم “دفاع إسرائيل ضد إيران ووكلائها”، وفق مكتب غالانت.
وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، إن الولايات المتحدة تخطط لتعزيز الدفاعات في المنطقة و”توفير مزيد من الدعم للدفاع عن إسرائيل”.
وفي بيان لاحق أكدت سينغ أن الولايات المتحدة ستنشر أنظمة صواريخ ومقاتلات وسفنا تابعة للبحرية الأميركية في الشرق الأوسط من أجل حماية القوات الأميركية المتواجدة في المنطة ولضمان أمن إسرائيل.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعد اتصال هاتفي أجراه الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتانياهو، للصحفيين: “لدينا الأسس لوقف إطلاق النار.. عليهم التحرك نحوه الآن”.
كما أعرب بايدن للصحفيين عن “قلقه الشديد” إزاء التصعيد في المنطقة، مضيفا أن عمليتي الاغتيال “لم تساعدا” في خفض التوتر.
ودعت فرنسا، الجمعة، رعاياها “الذين لا يزالون في إيران” إلى مغادرة البلد “في أقرب وقت” بسبب “تزايد” خطر حدوث تصعيد عسكري. كما عززت الأمن في المناطق التي يقطنها يهود فرنسيون.