حرية – (6/8/2024)
ينظم أحد المتاحف في مدريد معرضًا لمجسمات تمثل معالم أثرية من مختلف أنحاء العالم، في خطوة تتيح للمكفوفين الاطلاع عليها باللمس.
مجسمات تمثل معالم أثرية من مختلف أنحاء العالم
وباستخدام أطراف أصابعهما، يبحث خوسيه بيدرو ومارينا عن مدخل كنيسة ساجرادا فاميليا المعروضة ضمن مجسم قبل أن يستكشفا واجهتها وأبراجها.
ووفق وكالة “فرانس برس”، يقول خوسيه بيدرو بحماسة أمام نسخة خشبية من كاتدرائية برشلونة الشهيرة التي صمّمها غاودي، وهي أصغر بحوالي 137 مرة من الكنيسة الفعلية، ويبلغ طولها نحو متر واحد، “ثمة الكثير من التفاصيل الصغيرة، الكثيرة، السقف مثلًا غريب جدًا!”.
وتقول مارينا روخاس: “لم أتخيل كنيسة ساغرادا فاميليا على هذا النحو.. إنها مفاجأة كبيرة، فهذا المعرض يوفر فكرة عامة عن شكل الكاتدرائية وحجمها”.
وفي عام 1992، أسست منظمة أونسه Once الوطنية للمكفوفين الإسبان، التي ينتسب إليها 71 ألف عضو، متحف مدريد للمكفوفين الذي يضمّ 37 مجسّمًا من معالم أثرية معظمها مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
تيح الأعمال المصنوعة من الخشب والمعدن والصمغ والحجر، للزوار سواء كانوا يعانون من مشاكل في البصر أم لا، استكشاف المجسمات باللمس، في تجربة حسية مصممة للمكفوفين.
وتقول روخاس إنّها تجربة “مذهلة”، مضيفةً: “لا يمكن لأي مرشد شرح كل التفاصيل لشخص كفيف، وجعله يكوّن صورة شاملة عن المعلم السياحي، وهو ما يولّد شعورًا بالإحباط…، أما في المتحف فيمكن لمس قطع صغيرة لمجسمات من أماكن كثيرة في العالم”.
ولا تستطيع الشابة البالغة من العمر 32 عامًا سوى رؤية القليل من الضوء.
وتقول محاطةً بمجسمات لكنيسة سانتياجو دي كومبوستيلا، وكاتدرائية بورغوس، وقصر مدريد الملكي، وقصر الحمراء إنّ “اللمس يمنحك معلومات كثيرة، حتى لو أنّ معظمها يأتي من خلال البصر”، مضيفة أنّ القدرة على الاستمتاع بمعالم كهذه هي فرصة لنقرب من الثقافة والفن”.
وفي قاعة خأخرى، تُعرض معالم ببلاد أخرى، كجسر لندن، وتمثال الحرية، ومبنى الكرملين، ومعبد البارثينون.
ويبقي خوسيه بيدرو جونزاليس يديه طويلًا فوق قبة تاج محل، المصنوعة من رخام ماكرانا، وهو نفس الرخام الأبيض المبهر للمعلم الهندي الشهير في أغرا.
ويقول باسمًا بينما يمرر يديه على أسطح المجسّم وواجهاته: “كنت أعلم أنه مبنى رخامي، لكنني لم أتوقع أنني سألمسه وسأشعر أنه بارد”.
ويضيف الرجل الستيني الكفيف منذ ولادته: “أحب كل عمل مرتبط بالنحت الرخامي والتفاصيل الصغيرة. إنه عمل بنائي لا مصاغ بالذهب، لكنّه يبدو وكأنه كذلك”.