حرية – (6/8/2024)
فيما حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء إيران وإسرائيل على عدم تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، بعيد تعيينه رئيساً للمكتب السياسي لحركة “حماس” خلفاً لإسماعيل هنية الذي قتل في طهران الأسبوع الماضي.
وقال بلينكن في تصريح لصحافيين، إن “أحداً يجب ألا يصعد هذا النزاع. نحن منخرطون في (جهود) دبلوماسية مكثفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. لقد نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل”.
أما كاتس فكتب على منصة “إكس” أن “تعيين الإرهابي يحيى السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة (…) من الخريطة”.
ويتهم الجيش والسلطات الإسرائيلية السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسين لهجوم “حماس” غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما يجعله أحد أبز المطلوبين لدى الدولة العبرية.
ولد السنوار (61 سنة) في مخيم للاجئين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وانتخب زعيماً لحركة “حماس” في غزة في 2017 بعد أن ذاع صيته بوصفه قيادياً قوياً وعدواً عتيداً لإسرائيل.
وكان يشغل في السابق منصب رئيس جهاز الأمن والدعوة “مجد” الذي تعقب وقتل فلسطينيين متهمين بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية قبل الزج به في السجن.
وحمل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري السنوار مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر 2023، وقال إن إسرائيل ستواصل ملاحقته. وأضاف، “لا يوجد سوى مكان واحد ليحيى السنوار، وهو بجوار محمد الضيف وبقية إرهابيي السابع من أكتوبر، هذا هو المكان الوحيد الذي نعده له”.
اتحاد
وفي دلالة على اتحاد الحركة حول اختيار السنوار، قال خالد مشعل الذي كان ينظر إليه على أنه خليفة محتمل لهنية، من مصادر رفيعة المستوى في الحركة، إنه دعم السنوار، “وفاء لغزة وشعبها التي تخوض معركة طوفان الأقصى، والتي قدمت قوافل الشهداء، ولا تزال تخوض معركة الأمة”.
وبالنسبة لإسرائيل، يؤكد هذا الاختيار أن “حماس” هي العدو الذي يهدف إلى تدميرها، وقد يشد هذا من عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن تواصل إسرائيل حملتها في غزة حتى النهاية.
خرج يحيى السنوار الذي عين أمس رئيساً للمكتب السياسي لـ”حماس” خلفاً لإسماعيل هنية، من ظل المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في “حماس” حتى أصبح “الرجل الحي الميت” بالنسبة لإسرائيل التي تتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر.
أمضى السنوار 23 سنة في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل “حماس”، وهو متهم بالوقوف وراء الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنته الحركة على أراض إسرائيلية ويعد الأسوأ ضد المدنيين في تاريخها.
تقول ليلى سورات من المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس، إن التخطيط للهجوم استغرق ربما ما بين عام أو عامين، مضيفة “هذه استراتيجيته، هو من خطط له” قبل أن “يفاجئ الجميع” ويحاول، “تغيير ميزان القوى على الأرض”.
في عام 2017، وبعد انتخابه زعيماً للحركة في قطاع غزة، التقت “وكالة الصحافة الفرنسية” أبوعبد الله المنتمي إلى “حماس” الذي أمضى بضع سنوات مع السنوار في المعتقلات الإسرائيلية. وقال، إن السنوار معروف بتكتمه لا سيما أنه رجل أمني “بامتياز”.
وأضاف أن السنوار “يتخذ قراراته بهدوء تام لكنه صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح حماس”.