حرية – (11/8/2024)
وسعت إسرائيل أوامر الإخلاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة خلال ساعات الليل، مما أجبر عشرات الآلاف من السكان والأسر النازحة الفلسطينية على المغادرة وسط الظلام، بينما كان دوي انفجارات ناجم عن قصف بالدبابات يتردد حولهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يهاجم مسلحين من حركة “حماس” استخدموا تلك المناطق لشن هجمات وإطلاق الصواريخ.
وأمس السبت أدت غارة جوية إسرائيلية على مدرسة في مدينة غزة لجأ إليها فلسطينيون نازحون إلى مقتل 90 شخصاً في الأقل، بحسب ما قال الدفاع المدني الفلسطيني، مما أثار غضباً دولياً.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مركز قيادة لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وهو ما وصفته الحركتان بأنه مجرد محاولة للتبرير، وقتل 19 مسلحاً.
وفي خان يونس بجنوب القطاع شملت تعليمات الإخلاء أحياء في الوسط والشرق والغرب، مما يجعلها من أوسع أوامر الإخلاء في الصراع المستمر منذ أكثر من 10 أشهر، وتأتي بعد يومين من عودة الدبابات إلى شرق المدينة.
فلسطينية وطفلتها يستعدان لنزوح جديد من منطقة حمد السكنية ومحيطها في خان يونس
ونشرت أوامر الإخلاء على منصة “إكس” وعبر رسائل نصية وصوتية على هواتف السكان تقول “من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بصورة فورية إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة. المنطقة التي توجدون فيها تعد منطقة قتال خطرة”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف نحو 30 هدفاً عسكرياً لـ”حماس” خلال الساعات الـ24 الماضية، بما في ذلك بنية عسكرية ومواقع لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومرافق لتخزين الأسلحة.
قلق ألماني
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الأحد في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه إزاء التصعيد الإقليمي لحرب غزة، بحسب ما قال المتحدث باسمه فولفغانغ بوخنر في بيان.
وأكد شولتز أن الوقت حان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مشدداً على أن “إنهاء الحرب في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد الإقليمي”.
نزوح عشرات الآلاف تحت جنح الليل
تقول الأمم المتحدة إن غالب سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا من منازلهم، في حين تحول القطاع الساحلي الصغير إلى خراب وأنقاض.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع، فقد قصفت القوات الإسرائيلية مرات عدة المناطق التي تم تصنيفها كمناطق إنسانية، مثل المواصي في غرب خان يونس والتي طلب من السكان التوجه إليها.
وغادر عشرات الآلاف منازلهم وملاجئهم في منتصف الليل، متجهين غرباً نحو المواصي وشمالاً نحو دير البلح، المكتظة بالفعل بمئات الآلاف من النازحين.
وقال زكي محمد (28 سنة)، الذي يعيش في مشروع إسكان حمد في غرب خان يونس، إذ تلقى سكان مبنيين متعددي الطوابق أمراً بالمغادرة “نحن تعبنا، هذه عاشر مرة أنا وعيلتي ننزح من مكان لجوئنا”. وأضاف لـ”رويترز” عبر تطبيق للتراسل “الناس يحملون أغراضهم وأطفالهم وأحلامهم وخوفهم ويجرون نحو المجهول لأنه ما في مكان آمن، يعني شاردين من موت لموت”.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة رداً على هجوم قادته “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
فلسطينيون يفرون من منطقة حمد والمناطق المحيطة بها في خان يونس
ومنذ ذلك الحين قتل ما يقارب 40 ألف فلسطيني في الحملة الإسرائيلية على غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن معظم القتلى من المدنيين، لكن إسرائيل تقول إن ثلثهم في الأقل من المقاتلين. وتقول إسرائيل إنها فقدت 329 جندياً في غزة.