حرية – (18/8/2024)
يبدو أن الشرق الأوسط، قد “قاب قوسين أو أدنى”، من بزوغ تفجّر أزمة جديدة تلوح في الأفق، بين إيران وأذربيجان حليفة إسرائيل، ظهرت مؤشراتها أخيرًا، مع إجراء جيشي البلدين تدريبات عسكرية، كل على حدة.
وتساءل خبراء سياسيون عن احتماليات تطور تصعيد المناورات للبلدين، إلى حرب شاملة، في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات بين طهران وتل أبيب.
فالبحرية الإيرانية، أجرت تدريبات عسكرية في شمال البلاد في بحر “قزوين”، بالقرب من حدود جارتها أذربيجان، وبعد أيام، أجرت أذربيجان – حليفة إسرائيل الوثيقة – مناورات للدفاع الجوي، بالقرب من جارتها الجنوبية طهران.
وبعدها فعلت أذربيجان أنظمة الدفاع الجوي، وتحديدًا نظام إس-300 بعيد المدى، وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس السبت، على موقعها الإلكتروني.
وإجراء هذه التدريبات في هذا التوقيت، يطرح كثيرًا من التساؤلات، عن دلالة هذه التحركات المفاجئة، وتداعياتها على الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقة إسرائيل بما يحدث بين إيران وأذربيجان.
تعقيبًا على ذلك، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية لـ “إرم نيوز”: إن التدريبات العسكرية الإيرانية التي أجريت للمرة الثانية في أسبوع واحد، الأولى في إقليم “كرمانشاه الغربية”، الحدودي مع العراق، تستهدف تحذير القوات الأمريكية الموجودة في بغداد.
وأكمل: “والثانية في (بحر قزوين)، كانت تستهدف رسالة قوية موجهة لجارتها (باكو)، الحليف القوي لتل أبيب، وذلك للرد العسكري المحتمل على إسرائيل، في إثر اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس”.
وأشار فارس، إلى أن التدريبات الجوية التي أجرتها “باكو”، في الساعات الماضية، قد توتر علاقاتها مجددًا مع إيران، بعد أشهر من إعادة فتح سفارتها في طهران، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خاصةً أن هذه الخطوة، قد تكون إرضاء لحليفتها الوثيقة إسرائيل، التي قد تنوي استخدام “باكو”، في الهجوم على إيران، حال تنفيذ الأخيرة وعودها بضرب العمق الإسرائيلي ردًّا على اغتيال هنية، وفق قوله.
ورأى أستاذ العلاقات الدولية، أن المنطقة على “شفا انفجار الوضع”، تزامنًا مع إجراء التدريبات المتبادلة بين البلدين، والتي تنذر باتساع دائرة الصراع، فكل من الدولتين تحاول تعزيز الجاهزية القتالية واليقظة، تحسبًا لأي هجوم من الطرف الآخر.
وأضاف: يجب على القوى الدولية الفاعلة في المنطقة التدخل؛ لمنع تأزم الموقف بين طهران وباكو، والتي تأمله إسرائيل؛ لانشغال إيران عنها وسهولة هجومها جوًّا وبحرًا من أذربيجان.
واتساقًا مع هذه التصريحات، أكد الدكتور محمد أبو النور، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن انخراط أذربيجان في الصراع مع طهران، إستراتيجية غربية، قد تُفيد كلا من: الولايات المتحدة الأمريكية، لحماية قواعدها العسكرية، ومصالحها في العراق، التي تتعرض يوميًّا للقصف، وأيضًا إسرائيل التي قد تتدخل للدفاع عن حليفتها أذربيجان من الهجوم الإيراني المحتمل.
وأشار أبو النور في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إلى أن المناورات البحرية العسكرية التي أجرتها طهران في الأساس، هي لحماية أمنها القومي، وسيادة أراضيها من التهديدات الخارجية التي تتعرض لها في هذه الأيام، تزامنًا مع التحذيرات الإسرائيلية والأمريكية من الرد المحتمل على اغتيال إسماعيل هنية، وأنها في أعقاب هذه المناورات تلقت كثيرًا من الدعوات الدولية – الغربية – مفادها “ضرورة ضبط النفس مع جارتها أذربيجان”.
وأضاف الباحث في الشؤون الإيرانية: أن “إسرائيل هي المستفيد الأول من التوترات بين طهران وباكو، والتي قد تنجح، في اصطياد أهدافها من الحرس الثوري بسهولة حال اندلاع الصراع مع أذربيجان”.
وأوضح أن إيران لن تسكت على التحركات الأذربيجانية التي وصفتها بـ”الاستفزازية”، خاصة بعد تفعيل نظام صواريخ الدفاع الجوي S -300 بعيد المدى، وهي إسرائيلية وأمريكية الصنع، على الحدود مع إيران.