حرية – (19/8/2024)
في ظل تزايد التحديات الصحية التي تواجه القارة الأفريقية، تتصاعد أصوات الإنذار حيال تفشي الأمراض والأوبئة التي تهدد حياة الملايين. من بين هذه الأوبئة، برزت أخيراً أزمة الكوليرا في السودان كواحدة من أكثر الأزمات فتكاً، حيث أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، عن وفاة 22 شخصًا وإصابة 354 بالوباء في لقاء خصص لبحث الوضع الصحي الراهن مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار.
أوضاع الرعاية الصحية في السودان تدهورت بشكل ملحوظ جراء النزاع المسلح الذي اندلع منذ أبريل / أيار 2023، ما أدى إلى توقف نحو 70 من المستشفيات في 13 ولاية من أصل 18. ويأتي هذا في وقت حرج حيث أسفر النزاع عن وفاة قرابة 18 ألف شخص وتشريد نحو 10 ملايين آخرين، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
في السياق الأوسع للقارة الأفريقية، تُظهر البيانات تفشي أوبئة أخرى مثل جذري القردة والملاريا والإيبولا في دول مجاورة، مما يضع الصحة العامة تحت ضغوط متزايدة. الجهود الدولية والإقليمية مستمرة لكنها تحتاج إلى تعزيز لمواجهة هذه التحديات بشكل فعال.
هذه الأزمات تؤكد على أهمية التضامن الدولي والاستجابة السريعة لتجنب وقوع كوارث إنسانية أكبر. ويظل السؤال مطروحًا: هل ستنجح الجهود الحالية في تحويل دفة الأزمات، أم أن الوقت قد تأخر لحماية ملايين الأفارقة من خطر هذه الأوبئة الفتاكة؟
أكثر الأوبئة انتشاراً في أفريقيا خلال 2024
خلال عام 2024، تواجه القارة الأفريقية تحديات صحية جسيمة مع استمرار تفشي عدة أمراض فتاكة، أخرها جدري القردة الذي أودى بحياة الآلاف من استدعى منظمة الصحة العالمية من إعلان حالة طوارئ عالمية، لهذا سنذكر قائمة بأبرز هذه الأمراض التي لها تأثير كبير على الصحة العامة في أفريقيا:
- جدري القردة:
مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات ويمكن أن ينتشر بين البشر أيضًا. يتميز هذا المرض بظهور طفح جلدي يتطور إلى بثور مؤلمة ويعد من الأمراض الناشئة التي تثير قلق الصحة العالمية.
- الكوليرا:
مع انتشار الكوليرا في بعض البلدان مثل السودان، تؤدي ظروف النظافة السيئة ونقص مياه الشرب الصالحة للإستهلاك البشري إلى تفشي هذا المرض الذي يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه سريعًا.
- الملاريا:
تظل الملاريا من الأمراض الأكثر فتكًا في أفريقيا، خاصة في المناطق الاستوائية حيث تزداد حدة انتشار البعوض الناقل للمرض. تسهم الملاريا في عدد كبير من الوفيات سنويًا، لا سيما بين الأطفال الصغار.
- الإيدز/الفيروس النقص المناعي البشري (HIV):
على الرغم من التقدم في العلاجات والوقاية، لا يزال الإيدز يمثل تحديًا كبيرًا في العديد من الدول الأفريقية، ويؤدي إلى وفاة الآلاف كل عام.
- السل (الدرن):
يستمر السل في التأثير على عدد كبير من السكان، مع تزايد مقاومة الأدوية، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة ويزيد من خطورة الوفيات.
- الإيبولا:
على الرغم من عدم تفشيه بشكل واسع كما في الماضي، لا يزال فيروس الإيبولا يظهر في تفشيات محلية، مما يسبب وفيات عالية بين المصابين.