حرية – (21/8/2024)
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء 20 أغسطس/آب 2024 أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق في مارس آذار على خطة استراتيجية نووية شديدة السرية تعيد لأول مرة توجيه استراتيجية الردع الأمريكية نحو جهود الصين لتوسيع ترسانتها النووية.
وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض لم يعلن قط أن بايدن وافق على النسخة المنقحة من الاستراتيجية التي تحمل اسم “إرشادات التوظيف النووي”، مشيرة إلى أنه من المتوقع إرسال إشعار غير سري إلى الكونجرس بشأن النسخة المنقحة قبل مغادرة بايدن لمنصبه.
ما أسباب هذا التحول الاستراتيجي؟
يأتي هذا التحول المهم والاستراتيجي، في الوقت الذي يعتقد فيه البنتاغون أن مخزونات الصين سوف تنافس حجم وتنوع مخزونات الولايات المتحدة وروسيا على مدى العقد المقبل، بحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.
ووفقا لدفتر الملاحظات النووي لعام 2024 الذي يصدره علماء الذرة، فإن الصين تمتلك نحو 500 رأس حربي، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2030.
وقالت الصحيفة أنه سُمح لاثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بالتلميح إلى مراجعة الإستراتيجية خلال خطاباتهما في الآونة الأخيرة.
ويعكس هذا التغيير في الاستراتيجية لدى واشنطن، المخاوف من أن الدول المعادية للولايات المتحدة قد تقوم بتنسيق النشاط النووي، بحسب ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية.
وكان الرئيس الروسي بوتن هدد مرارا وتكرارا باستخدام الأسلحة النووية منذ غزو أوكرانيا. وقال في اليوم الأول من الصراع في عام 2022: “كل من يحاول عرقلتنا، ناهيك عن خلق تهديدات لبلدنا وشعبه، يجب أن يعلم أن الرد الروسي سيكون فوريا وسيؤدي إلى عواقب لم نرها في التاريخ من قبل”.
وفي أعقاب الغزو، أصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والصين والهند بيانًا مشتركًا يؤكد عدم وجود دور للأسلحة النووية في أوكرانيا.
يذكر أن العديد من الدول المسلحة نووياً، كانت قد أعلنت تخفيض مخزوناتها من الأسلحة النووية خلال السنوات الأخيرة، بما فيهم الولايات المتحدة.
تفاصيل الوثيقة الأمريكية السرية
وعن تفاصيل هذه الوثيقة الذي تم تحديثها، أشارت الصحيفة إلى أنه يتم تحديثها كل أربع سنوات أو نحو ذلك، وتصنف على أنها شديدة السرية لدرجة أنه لا توجد نسخ إلكترونية منها، بل عدد صغير فقط من النسخ الورقية التي يتم توزيعها على عدد قليل من مسؤولي الأمن القومي وقادة البنتاغون.
وكانت نهاية الحرب الباردة والتخفيضات اللاحقة في ميزانيات الدفاع، أدت إلى انخفاض عدد الرؤوس الحربية القابلة للاستخدام في مختلف أنحاء العالم من نحو 70 ألف رأس في عام 1986 إلى 12 ألف رأس في العام الماضي.
وقال ريتشارد هاس، المسؤول السابق في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، لصحيفة نيويورك تايمز: “كانت لحظة مهمة. نحن نتعامل مع روسيا متطرفة؛ ولم تعد فكرة عدم استخدام الأسلحة النووية في صراع تقليدي افتراضًا آمنًا”.