حرية – (25/8/2024)
يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الصين الأسبوع المقبل، وفق ما أعلن البيت الأبيض الجمعة، في إطار الجهود التي تبذلها القوتان لإدارة الخلافات بينهما.
وتستضيف بكين سوليفان بين الـ27 من أغسطس (آب) والـ29 منه، وسيصبح بذلك أول مستشار للأمن القومي الأميركي يزور الصين منذ عام 2016، علماً بأن مسؤولين آخرين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أبرزهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، زاروها خلال العامين الماضيين.
وتأتي الزيارة قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويتوقع أن تواصل مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة بايدن الحالية كامالا هاريس، سياسة التحاور المرفقة بضغوط على الصين. من جهته، تعهد منافسها الجمهوري دونالد ترمب باعتماد سياسة أكثر صرامة حيال بكين.
“علاقة شديدة التنافس”
وأبلغت مسؤولة أميركية بارزة الصحافيين بأن تعامل إدارة بايدن مع الصين لا يؤشر إلى تليين النهج المعتمد حيالها، وأنها لا تزال مقتنعة بأن “هذه علاقة شديدة التنافس”. وأضافت “نحن ملتزمون القيام بالاستثمارات، وتعزيز تحالفاتنا، واتخاذ الخطوة المشتركة التي يجب اتخاذها في شأن التكنولوجيا والأمن القومي”، في إشارة إلى القيود الصارمة التي فرضتها إدارة بايدن على الصادرات التقنية إلى الصين. وتابعت “لكن في المقابل نحن ملتزمون إدارة هذا التنافس بمسؤولية والحؤول دون أن ينحو نحو النزاع”.
قضية تايوان
وتعد تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي إحدى نقاط الخلاف الأساسية بين بكين وواشنطن. وفي حين توفر لها الولايات المتحدة دعماً سياسياً وعسكرياً، تؤكد الصين أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت إعادتها إلى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر.
وتعتبر الصين الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي “انفصالياً خطراً”، وهي شددت من لهجتها حيال الجزيرة وأجرت مناورات عسكرية في محيطها منذ توليه منصبه الجديد في وقت سابق هذا العام.
وقالت المسؤولة الأميركية إن سوليفان “سيثير المخاوف في شأن تزايد ضغط جمهورية الصين الشعبية العسكري والدبلوماسي والاقتصادي في تايوان”، مشددة على أن “هذه الخطوات تزعزع الاستقرار، وتزيد (خطر) التصعيد، ونحن سنواصل حض بكين على الانخراط في حوار هادف مع تايبيه”.
وسيطرح سوليفان خلال زيارته مسألة بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بسيادة شبه كاملة عليه، ويشهد توترات متزايدة بينها وبين الفيليبين الحليفة للولايات المتحدة.
ولم تحدد المسؤولة ما إذا كانت واشنطن تتوقع حصول أي اختراق في العلاقة بين البلدين خلال الزيارة التي سيتخللها لقاء بين سوليفان ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.
نقاط خلاف
وأشارت إلى أن مسؤول الأمن القومي الأميركي سيذكر بكين بالمخاوف الأميركية في شأن دعم الصين روسيا في توسيع صناعاتها العسكرية منذ بدء الهجوم على أوكرانيا. من جهتها تشدد بكين على أنها لا تقدم دعماً عسكرياً مباشراً لموسكو، على عكس ما توفره الولايات المتحدة ودول غربية عدة لكييف.
ويتوقع أن يتطرق سوليفان خلال زيارته كذلك إلى كوريا الشمالية والأوضاع في الشرق الأوسط لجهة الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”، والتوتر بين الدولة العبرية من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
وغالباً ما آثرت الصين العمل مع مستشاري الأمن القومي الأميركيين، وتنظر إليهم على أنهم صانعو قرار مقربون من الرئيس ويجرون المفاوضات بعيداً من دائرة الضوء الإعلامية التي غالباً ما ترافق وزراء الخارجية.
تاريخ العلاقات
ويعود التاريخ الحديث للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين إلى عام 1971 حين زار وزير الخارجية في عهد ريتشارد نيكسون، هنري كيسنجر، بكين سراً، لتمهيد الأرضية للعلاقات بين واشنطن والدولة الشيوعية الآسيوية.
والتقى سوليفان ووانغ يي أربع مرات على مدى العام ونصف العام الماضي، في واشنطن وفيينا ومالطا وبانكوك. كما كانا حاضرين على هامش القمة التي جمعت بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا في نوفمبر الماضي.
وفي بعض الأحيان، لم يتم الإعلان عن لقاء وانغ وسوليفان سوى بعد انتهائه. وأمضى المسؤولان ساعات طويلة خلف الأبواب الموصدة بعيداً من العدسات.