حرية ـ (1/9/2024)
سادت حالة من الغضب في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال استعادة جثث ستة محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة، وذلك يوم الأحد 1 سبتمبر/ أيلول 2024.
وطالبت “هيئة عائلات المختطفين” نقابة العمال والمؤسسات بالإضراب والتظاهر وشلّ الحركة في إسرائيل اليوم.
في حين دعا رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت) إلى إضراب عام يوم الاثنين 2 سبتمبر/ أيلول 2024، للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
إضراب داخل إسرائيل
ناشد أرنون بار دافيد، رئيس “الهستدروت” (الاتحاد العام لنقابات العمال)، جميع العمال المدنيين بالانضمام إلى الإضراب وقال إن مطار بن غوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءًا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش).
في حين أعلن مطار بن غوريون في تل أبيب أنه سوف يتوقف عن العمل يوم الاثنين ابتداءً من الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي بسبب إضراب نقابة العمال في إسرائيل تضامنًا مع عائلات الأسرى في غزة (يسرائيل هيوم)
بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن على المجلس الوزاري الأمني أن يجتمع فورًا ويتراجع عن القرار الذي اتُخذ يوم الخميس.
واندلعت مواجهة حادة واشتباك غير مسبوق بين غالانت ونتنياهو يوم الخميس بعد مناقشة الكابينت إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا في غزة ومعارضة غالانت الشديدة لهذا القرار كونه يعيق التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى.
استعادة جثث أسرى إسرائيليين
تعليقا على استعادة جثث الأسرى قال غالانت “لقد فات الأوان بالنسبة للمحتجزين الذين قُتلوا ويجب إعادة المختطفين الباقين في الأسر”، وأكد أن إسرائيل ستحاسب كل قادة حماس، وفق تعبيره.
من جهته، دعا زعيم معسكر الدولة بيني غانتس من وصفهم بالجمهور للخروج إلى الشارع “فالوقت حان لاستبدال حكومة الفشل المطلق”، في إشارة لحكومة نتنياهو.
وقال غانتس إن نتنياهو “خائف ومتردد ويلعب على الوقت لاعتبارات سياسية بدلا من إنقاذ المختطفين”.
وأكد أن على نتنياهو “حماية المحتجزين لا ائتلافه الذي يسيطر عليه المتطرفون”، وأضاف أن “المختطفين يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار”، وفق تعبيره.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن زعيم المعارضة يائير لابيد قوله إن نتنياهو وما وصفها بحكومة الموت قد قررا عدم إنقاذ المحتجزين، ودعا نقابات العمال والسلطات المحلية إلى إغلاق الاقتصاد.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة.
وأضاف المسؤول أنه في غضون شهر “لن يبقى أي رهينة على قيد الحياة في غزة”.
إعادة أسرى إسرائيل
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، حليف نتنياهو، فقال تعليقًا على العثور على جثث الأسرى بغزة “سنواصل ضرب حماس حتى تدميرها بالكامل وإعادة أبنائنا”، وفق تعبيره.
وأضاف “أدين بشدة محاولات الأحزاب السياسية الرقص على دماء أبنائنا واستخدامها لأغراض سياسية”.
وردا على الاتهامات ضده، قال نتنياهو في بيان إن “الجهود لتحرير المخطوفين متواصلة منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، وحماس ترفض إجراء مفاوضات حقيقية”، وفق تعبيره. وأضاف أن إسرائيل “لن تهدأ حتى تصل إلى قتلة الرهائن في حماس”.
وأفاد مراسل الجزيرة بإلغاء اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي والإعلان عن اجتماع للطاقم الوزاري الأمني المصغر عصرًا.
ودعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة إلى الخروج بمظاهرة ضخمة لإغلاق البلاد بشكل كامل حتى إبرام صفقة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن متظاهرين أغلقوا تقاطع معهد وايزمان في رحوفوت قرب تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 3 من المختطفين الذين قتلوا وأعاد الجيش جثامينهم كانوا ضمن قائمة وافقت عليها حماس في الثاني من يوليو/تموز الماضي.
فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين أنه كان من الممكن إعادة 4 من المختطفين القتلى في صفقة تبادل، وفق قولهم.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، استعادة جثث ستة محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة مؤكدًا تحديد هوياتهم، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزنه على وفاة أحدهم.
حماس تعلق على استعادة الأسرى
من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وحمّلت حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم من الأسرى.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ-بولين، معبرًا عن حزنه وغضبه لوفاته.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة “حماس”- نشرت في أبريل/نيسان الماضي تسجيلاً مصوراً للأسير بولين هاجم فيه حكومة بنيامين نتنياهو واتهمه بالإهمال والتقاعس في العمل على الإفراج عنه وعن بقية المحتجزين.
وقبل العثور على الجثث الست كانت إسرائيل تقول إنه ما زال هناك 107 أسرى في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وقالت حماس في بيانات سابقة إن عشرات الأسرى قتلوا جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء القطاع خلال الحرب المستمرة منذ 11 شهراً.
ومع كل إعلان عن استعادة الجيش الإسرائيلي جثث أسرى من غزة، تتصاعد الاحتجاجات في إسرائيل والاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.