حرية ـ (4/9/2024)
قالت مجلة “جون أفريك” إنه بعد أربع سنوات من الهدوء النسبي، عادت الأوضاع في ليبيا إلى حالة من التوتر المتصاعد بين السلطات في طرابلس وبنغازي.
وبحسب المجلة، تتسم هذه التوترات الجديدة بتحركات عسكرية، وشائعات حول وجود روسي، وصراعات على مصرف ليبيا المركزي، وتعليق إنتاج النفط، مشيرة إلى أن أزمة مصرف ليبيا المركزي تعد في صميم التوترات الحالية؛ بسبب تقسيم البلاد بين سلطتين متنافستين: حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة الوطنية للاستقرار في بنغازي، بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
السيطرة على الموارد المالية
وأكدت المجلة أن الأزمة تفاقمت بشكل ملحوظ بعد قرار الدبيبة إقالة محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، الذي لجأ إلى تركيا، لافتة إلى أن هذه الخطوة اعتبرت محاولة من الدبيبة للسيطرة على الموارد المالية الحيوية؛ مما أثار رد فعل عدائيا من بنغازي.
وبحسب المجلة، يتطلب تغيير المحافظ موافقة المجلس الأعلى للدولة والبرلمان، وهو ما لم يحدث؛ مما أثار معارضة شديدة من السلطات التي تخشى تأثيرًا سلبيًا على الاقتصاد الليبي، لا سيما على قيمة الدينار الليبي.
تعليق إنتاج وتصدير النفط
في سياق متصل، قررت حكومة بنغازي تعليق إنتاج وتصدير النفط، ردًا على الأزمة المتعلقة بالمصرف المركزي، مشيرةً إلى أن الأمر يتعلق بـ”قوة قاهرة”، إذ أسفرت هذه الخطوة عن خسارة قدرها 120 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى.
ويهدف هذا الإجراء إلى إضعاف موقف طرابلس من خلال الضغط على الحكومة المركزية، بينما يحمي المصالح الاقتصادية للشرق، إذ تولد نسبة كبيرة من إيرادات النفط، وفق المجلة.
تجدر الإشارة إلى أن الاتهامات الموجهة إلى محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، تأتي في إطار الصراع بين الدبيبة وحفتر حول إدارة الموارد المالية، رغم أنهما يلتقيان حول رؤية مشتركة بشأن استقرار ليبيا.
واعتبرت إقالة الكبير محاولة من طرابلس لاستعادة توازن أكثر فائدة لمصالحها الخاصة، رغم فشل تعيين خليفة يتماشى مع خط الدبيبة.
ولفتت المجلة إلى أن تحرك القوات الليبية نحو الجنوب الغربي، لا سيما حول مطار غدامس، أثار المخاوف من تصعيد عسكري محتمل، موضحة أنه رغم عدم ارتباط هذه التحركات بشكل مباشر بالهجوم على طرابلس في عام 2019، فإنها تهدف إلى اختبار رد فعل القوات الموالية وتعزيز الوجود العسكري لحفتر في منطقة إستراتيجية.
أسابيع حاسمة
وأكدت أن وجود قوات الناتو، بما في ذلك قوة تركية، يحد من احتمالات مواجهة مباشرة.
وعلى الصعيد الدولي، بدأ المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا، ريتشارد نولاند، محادثات مع الأطراف المعنية، محاولًا تقييم الوضع من دون التدخل المباشر في النزاع بين الدبيبة وحفتر.
بدورها، تفضل الولايات المتحدة تبني نهج دبلوماسي، داعمةً المحافظ المخلوع من المصرف المركزي، مع متابعة التطورات من كثب.
وختمت جون أفريك بالقول: “تبقى الأوضاع في ليبيا معقدة وقابلة للتقلب، مع وجود قضايا جيوسياسية واقتصادية رئيسة”، لافتة إلى أنه نتيجة لذلك، ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كان يمكن العثور على توازن جديد، أو إذا كان البلد سيتعرض للفوضى مرة أخرى.