حرية ـ (11/9/2024)
يخرج من هذا التصنيف أباطرة العصور الغابِرة عندما كان الواحد منهم يمتلك بلداً بما عليه، بالحرب، أو بالميراث عن امبراطور سابق، وكان من المحتمل أن يفقد كل ما يملك فى انقلاب ضده قد يُنهِى حياتَه. وإنما المقصود هنا من يمتلكون، فى أيامنا، ثروات عن طريق استثمارات معروفة بداياتها وتطوراتها، وتَتَجَلَّى مظاهرها للمتابعين، وتخضع لرصد أجهزة الدولة، وحتى لو استطاع أصحابُها إخفاءَ شيء، فهم مُعَرَّضون لمساءلات رسمية عن شبهات الخروج على القانون! وقد أصبح (إيلون ماسك) أول مرشح للحصول على لقب (تريليونير) فى 2027، ولكن بشرط أن تزيد ثروته، التى تبلغ الآن نحو 251 مليار دولار، بالمعدل السنوى الحالى نفسه الذى يبلغ 110 بالمائة. وهى أموال تُستَثمَر فى مجالات شتى، صار أشهرها منصة تويتر التى اشتراها بـ44 مليار دولار منذ عامين، وغَيَّر اسمها إلى (إكس)، وكان يملك قبلها، ولا يزال، شركة (تسلا) صاحبة واحد من أكبر الأسماء فى عالم السيارات الكهربائية، وله مشروعات عملاقة لتوليد الطاقة النظيفة.
أما دليل عبقريته فى عالم الأعمال، فهو أنه هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى عمر الـ17، ولم يكن يملك سوى ألفى دولار فقط لا غير، ولكنه لم يبحث عن وظيفة وإنما دخل مجال الاستثمار وتعلَّم سريعاً وطوَّر خطواته فى عدة مشروعات. أما طفرته فقد بدأت عام 2008، فى عزّ أزمة الرهن العقارى التى ضربت أمريكا ومنها إلى العالم أجمع، وبينما كان رجال الأعمال غارقين فى التفكير النمطى الذى سقفه البرمجة الإلكترونية والصناعات الثقيلة، كانت أفكاره تتجاوز حدود الوطن والقارة والكرة الأرضية، وكان يحلق فى الفضاء، بمشروع بناء نحو ألفى قمر صناعى لتوفير الإنترنت فائق السرعة لكل البشر دون أى رقابة أو إمكانية اختراق، مع حلم الطائرات الرهيبة التى تدور حول الكوكب فى ساعات قليلة، وأسس شركة لبناء الصواريخ الفضائية..إلخ. وقد جذبت هذه الأفكار والمشروعات لمؤسسته استثمارات تَحَمَّست لرؤاه التى جَلَبَت إبداعاً وتجديداً على مستوى العالم، وكان أهمها أنه أنقذ أعماله من أن تتعرض لأزمات خانقة، لأنه أوجد لها آلية تبتكر حلولاً سريعة لأى مشكلة.