حرية ـ (15/9/2024)
من خلال الإعلان عن نهاية علاجها الكيماوي في مقطع فيديو متقن يظهرها مع أفراد عائلتها، حررت الأميرة كيت نفسها من القواعد التقليدية الملكية في مجال التواصل، محاولة تكريس صورتها العصرية في خضم كفاح صعب ضد السرطان.
وقال المعلق الملكي ريتشارد فيتزويليامز لوكالة الصحافة الفرنسية “إنه ببساطة أمر غير مسبوق”، مشيداً بالفيديو “الاستثنائي الذي يستهدف جمهوراً شاباً ومتصلاً” بالشبكات الاجتماعية.
الخبر السعيد
وأعلنت كيت ميدلتون (42 سنة) مساء أول من أمس الإثنين انتهاء علاجها من السرطان بعد أشهر من كشفها عنه خلال مارس (آذار) الماضي. وكما الحال مع إعلان مرضها اختارت أميرة ويلز تصوير مقطع فيديو لتزف الخبر السعيد لمحبيها.
ومع ذلك، فإن أوجه التشابه بين الإعلانين تنتهي عند هذا الحد.
بدت مبتسمة وهي تتجول داخل ريف نورفوك الإنجليزي
خلال مارس الماضي، أسرت كيت أمام الكاميرا وحيدة على مقعد بملامح جدية للبريطانيين والعالم بأنها مصابة بمرض سرطاني، لم تحدد مرحلته ونوعه قط.
في الفيديو المنشور أول من أمس خاطبت أميرة ويلز العالم من خلال تعليق صوتي هادئ، بدت فيه مبتسمة وهي تتجول داخل ريف نورفوك الإنجليزي مع أطفالها الثلاثة وزوجها ولي العهد الأمير وليام.
وانتشر الفيديو على نطاق واسع عبر الإنترنت خلال ساعات من طرحه، إذ حقق أكثر من 7 ملايين مشاهدة على منصة “إكس” حتى صباح اليوم، أما على “إنستغرام” فتجاوز عدد الإعجابات المليونين.
لحظات عاطفية
وفي هذا الفيديو الملتقط بتقنيات سينمائية، بتوقيع المخرج المحترف في مجال الإعلانات ويل مار، قدمت كيت رؤية غير مسبوقة لحياتها العائلية ويومياتها.
ويتخطى المقطع المصور كونه مجرد دعوة لنزهة مع عائلة ولي العهد البريطاني، إذ يركز على لحظات عاطفية مشتركة بين الزوجين بما يشمل لقطة يتبادلان فيها قبلة ويتعانقان.
وكتب المصور آرثر إدواردز في صحيفة “ذي صن”، “خلال 40 عاماً من تغطية أخبار العائلة الملكية لم أر مطلقاً أمراً مماثلاً لفيديو كاثرين (الاسم الأول الرسمي لكايت)”.
وبالنسبة إلى ريتشارد فيتزويليامز يشكل الفيديو أيضاً وسيلة لوضع حد للتخمينات حول الحال الصحية للأميرة. فخلال مارس الماضي اضطرت كيت إلى الاعتذار بعد نشرها صورة معدلة، وسرت تكهنات كثيرة حول حالها الصحية.
وأثناء زيارة إلى ويلز أمس الثلاثاء أشار الأمير ويليام إلى أن “الطريق لا يزال طويلاً أمام” زوجته قبل التمكن من العودة إلى صدارة المشهد.
ومن خلال التواصل بهذه الطريقة يعتزم الزوجان الأميران “ضبط علاقاتهما بالكامل مع وسائل الإعلام”، وفق ما أوضح روب جوبسون مؤلف كتاب سيرة ذاتية للأميرة كايت.
وفي الأساس تبدو رسالة أميرة ويلز مبتكرة أيضاً، كقولها مثلاً إن المرض جعلها تواجه “نقاط ضعفها”.
نقاط الضعف
وتقول كيت في الفيديو “قبل كل شيء، هذه المرة ذكرتني أنا ووليام بالتفكير والامتنان للأشياء البسيطة ولكن المهمة في الحياة، والتي غالباً ما يعدها كثر منا أمراً مفروغاً منه، بكل بساطة”.
وبالنسبة إلى الأستاذة في كلية لندن للاقتصاد شاني أورغاد فإن طريقة التواصل التي تعتمدها أميرة ويلز لا تزال “غامضة”، إذ إنها تتحدث عن نقاط ضعفها باقتضاب من دون الغوص في التفاصيل.
يتخطى المقطع كونه مجرد دعوة لنزهة مع عائلة ولي العهد
وإلى ذلك تقول أورغاد لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الأجواء الخيالية في هذا الريف الإنجليزي الشاعري لا علاقة لها بالطريقة التي يتحدث بها مرضى السرطان عن مرضهم”.
لا شك أن الفيديو الذي نشرته أميرة ويلز يتباين مع الأسلوب التواصلي المعتمد عادة في أوساط الأسرة الملكية. ويؤكد ريتشارد فيتزويليامز أنه “ربما لم يكن من الممكن للأمير تشارلز أن يفعل ذلك لأنه لم ينشأ بهذه الطريقة”.
لكن هل هذا النمط سيستمر؟ “من الصعب الجزم بذلك” كما يجيب المعلق الملكي، مضيفاً “قد يقال إن هذا الأسلوب التواصلي اعتُمد خصيصاً للتطرق إلى إصابة الأميرة بالسرطان، وإنهم سيعودون إلى أساليب أكثر تقليدية. الجواب اليقين رهن بالتطورات المستقبلية”.