حرية ـ (19/9/2024)
أعلن “حزب الله” اللبناني مقتل 20 من عناصره، فيما أفاد مصدر مقرب منه وكالة الصحافة الفرنسية الخميس بأنهم قتلوا في تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكي نُسبت إلى إسرائيل.
ونعى الحزب المقرب من إيران كل عنصر من هؤلاء على حدة قائلاً إنه سقط “على طريق القدس”، وهي العبارة التي يستخدمها منذ بدء التصعيد لنعي مقاتليه الذين يقضون بنيران اسرائيلية. وقال المصدر المقرب من الحزب إن القتلى الـ 20 سقطوا “بانفجارات اللاسلكي يوم أمس” الأربعاء.
من جهته، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في حصيلة منفصلة، مقتل 32 شخصاً وإصابة الآلاف بجروح في انفجارات أجهزة لاسلكية أمس الأربعاء وأول من أمس الثلاثاء.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بدوي انفجارات عدة في دمشق ودير الزور في سوريا أمس ناجمة عن تفجير أجهزة لاسليكة، وذلك بالتزامن مع موجه التفجيرات الثانية في لبنان.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن ثلاثة مسؤولي استخبارات طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن شركة “B.A.C. Consulting” المصنعة لأجهزة الـ”بيجر” التي انفجرت في لبنان أول من أمس الثلاثاء، لم تكن سوى شركة إسرائيلية وهمية اتخذت من هنغاريا مقراً. وأضاف التقرير أنه فيما كانت الشركة تصنع أجهزة “بيجر” سليمة للزبائن العاديين، عمدت إلى تفخيخ الشحنة المخصصة لـ”حزب الله” بكميات صغيرة من المواد المتفجرة التي أضيفت إلى البطاريات.
وتوجه وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب إلى نيويورك للمشاركة في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي ستعقد بعد ظهر غد الجمعة، لبحث الوضع في لبنان بناء على طلب بيروت في ضوء التفجيرات الأخيرة.
ودان المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان اليوم الخميس “بأشد العبارات” تفجيرات أمس في لبنان، مجدداً التأكيد أن “الأسلوب العشوائي المستخدم غير مقبول بسبب الأضرار الجانبية الحتمية والفادحة في صفوف المدنيين”، مضيفاً أن “من يقف وراء هذه الهجمات يهدف إلى نشر الرعب في لبنان”، وداعياً إلى إجراء تحقيق مستقل.
وحذر بوريل من “خطر التصعيد العسكري، مع العواقب المدمرة على المنطقة بأكملها”، مما يتطلب “حشداً عاجلاً للجهود” لدعم السلام.
جهاز اتصال لاسلكي انفجر في منزل في البقاع
آيكوم تحقق
من جهتها قالت شركة “آيكوم” اليابانية التي قيل إن الأجهزة المنفجرة أمس الأربعاء تحمل علامتها، إنها أوقفت قبل نحو 10 سنوات تصنيع طراز أجهزة اللاسلكي التي انفجرت في لبنان.
وأوضحت الشركة في بيان وزعته اليوم الخميس أن “طراز آي سي-في82 هو جهاز لاسلكي محمول كان ينتج ويصدر إلى مناطق منها الشرق الأوسط من 2004 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وأوقف إنتاجه قبل 10 سنوات تقريباً، ومنذ ذلك الحين لم يشحن من جانب شركتنا”.
وأضافت “إنتاج البطاريات الضرورية لتشغيل الوحدة الرئيسة توقف أيضاً، ولم يحدد وجود الدمغة المجسمة المستخدمة لتمييزها عن تلك المزورة، لذا لا يمكن الجزم إن كان المنتج شحن من جانبنا”.
وتابعت أن المنتجات الموجهة إلى الأسواق الخارجية تباع حصراً من جانب موزعين معتمدين وأن برنامجها للتصدير يستند إلى الضوابط الأمنية التجارية في اليابان، وأفادت بأن “كل أجهزتنا اللاسلكية تصنع في فرعنا للإنتاج ’واكاياما آيكوم إنكوربورترايد‘ في منطقة واكاياما في ظل نظام إدارة صارم، لذا لا تستخدم في المنتج أية قطع أخرى غير تلك المحددة من جانب شركتنا”، وأضافت “كل أجهزتنا اللاسلكية تنتج في المصنع نفسه ولا نصنعها في الخارج”.
وذكرت “آيكوم” في بيان أنه “في وقت سابق من اليوم، زعمت وسائل إعلام حول العالم أن أجهزة إرسال تحمل شعار شركة Icom انفجرت في لبنان”، وأضافت “نحن نحقق حالياً في الوقائع المتعلقة بهذا الأمر، وسننشر المعلومات المحدثة، حال توفرها، على موقعنا الإلكتروني”.
اليابان وتايوان
في السياق قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، عندما سئل عن انفجارات أجهزة الاتصال التي وقعت خلال اليومين الماضيين في لبنان، إنه على علم بالتقارير المتعلقة بأجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لشركة “آيكوم”، وإن الحكومة تجمع المعلومات.
ومن ناحية ثانية قال وزير الدفاع التايواني ولنغتون كو إن فريق الأمن الوطني في البلاد “يولي اهتماماً كبيراً” لتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) الذي استهدف جماعة “حزب الله” في لبنان، وذلك بعد ربط اسم شركة “غولد أبولو” التايوانية بإنتاج تلك الأجهزة.
كما صرح المتحدث باسم الوزارة سون لي فانغ، الذي كان يجلس بجانب كو، بأن المعلومات المعلنة من الشركة هي أنها لم تصنع أجهزة الاتصال. وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بالتعاون الدولي، فإن تايبه تريد نوعاً من التعاون يساعد في الحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان، و”ليس النوع الذي ينطوي على أي أعمال استفزازية محتملة خارج المنطقة”.
وزارة الاتصالات اللبنانية دانت من جهتها في بيان تفجير أجهزة “آيكوم”، مؤكدة أن الأجهزة التي فجرت “لم تشتر عن طريق الوكيل، ولم ترخص من وزارة الاتصالات، علماً أن الترخيص يكون بعد أخذ موافقة الأجهزة الأمنية”.
تحذير أميركي
من جانبه حذر البيت الأبيض جميع الأطراف من أي تصعيد في الشرق الأوسط بعد انفجارات شهدها لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، وطاولت أجهزة اتصال لعناصر في “حزب الله” الموالي لإيران ونسبت إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين “ما زلنا لا نريد أن نرى أي تصعيد من أي نوع، لا نعتقد على الإطلاق أن الطريقة لحل الأزمة الحالية تكمن في عمليات عسكرية إضافية”.
وأضاف كيربي “ما زلنا نعتقد أن أفضل طريقة لمنع التصعيد ومنع فتح جبهة أخرى في لبنان هي من خلال الدبلوماسية”، وكانت إيران التي تدعم “حزب الله” امتنعت عن الرد بشكل واسع على إسرائيل بعد هجوم وقع في طهران، وأدى إلى مقتل الزعيم السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية ونسبته طهران إلى تل أبيب.
وتخوض إسرائيل مواجهات منتظمة مع “حزب الله”، منذ الهجوم الذي شنته “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وعندما سئل عما إذا كانت إسرائيل تلتزم بالقانون الإنساني الدولي في التفجيرات التي وقعت عبر أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان، أجاب كيربي “كما قلنا منذ البداية، فإن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.
وأضاف أن “الطريقة التي يقومون (الإسرائيليون) بها بذلك تهمنا، ونحن لا نتردد في إجراء مثل هذه المحادثات مع الإسرائيليين بالشكل المناسب”، من دون تأكيد تورط إسرائيل.
أما في ما يتعلق بالولايات المتحدة، فكرر كيربي تصريحات سابقة قائلاً “لم نكن متورطين في حوادث الأمس أو اليوم بأي شكل من الأشكال”.
اجتماع خماسي
يجتمع ممثلون للدبلوماسية الأميركية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبريطانية اليوم الخميس في باريس لمناقشة الوضع في لبنان ومصير المفاوضات من أجل هدنة بقطاع غزة، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية أمس الأربعاء.
ويأتي الاجتماع غداة زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة في محاولة لإحياء المفاوضات حول هدنة بين إسرائيل وحركة “حماس”، ومع موجة تفجيرات طاولت أجهزة اتصال يستخدمها عناصر “حزب الله” في لبنان.
من جانبها أعلنت إسرائيل مساء الأربعاء انتقال “مركز ثقل الحرب إلى الشمال”، وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني مشاركته في اجتماع باريس، موضحاً في بيان أن اللقاء سيبحث أيضاً التطورات في أوكرانيا.
وجاء في بيان الوزير الإيطالي أن “الاجتماع سيركز على الأزمة في الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بحال المفاوضات القائمة من أجل وقف لإطلاق النار في غزة، وبالوضع في لبنان. سيتطرق أيضاً إلى قضية تعزيز الدعم لأوكرانيا”.
وسيمثل دبلوماسي ألماني وزيرة الخارجية انالينا بيربوك، في حين لم تؤكد لندن مشاركتها إلى الآن.
وأكدت الخارجية الأميركية مشاركة أنتوني بلينكن، لافتة إلى أنه سيلتقي أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
8 جرحى في إسرائيل
ميدانياً أصيب ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بجروح جراء هجوم صاروخي شنه “حزب الله” من لبنان واستهدف مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
وأعلن “حزب الله” من جهته استهداف نقطة تموضع لجنود إسرائيليين في موقع المرج، مشيراً إلى أنه أوقع “عدداً من القتلى والجرحى”.
في المقابل ألقى الجيش الإسرائيلي اليوم قذائف فوسفورية ودخانية على أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية، مما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف على الحدود وفق ما أفادت به “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان.
وأضافت الوكالة أن الطائرات الإسرائيلية شنت فجراً أيضاً ضربات على دفعتين، مستهدفة بلدة كفركلا بأربعة صواريخ، بمعدل صاروخين في كل غارة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه هاجم “مباني عسكرية ومستودع أسلحة” لـ”حزب الله” في سبع مناطق جنوب لبنان خلال ساعات الليل الماضية، بما فيها مناطق شيحين والطيبة وبليدا وميس الجبل وعيترون وكفركلا والخيام.
وقالت “الوكالة الوطنية” من جهتها إن الجيش الإسرائيلي أغار أثناء الليل على المنطقة الواقعة بين بلدتي الجبين وشيحين بصاروخين بالتزامن مع قصف مدفعي على أطراف بلدتي ياطر وحداثا، كما طاول القصف مدينة الخيام وبلدات بيت ليف وعيتا الجبل ورامية وجبل بلاط والطيبة لغارة والصالحاني وميس الجبل وبليدا وعيترون، وفق “الوكالة الوطنية”.