حرية ـ (19/9/2024)
حالة من الفزع والرعب انتابت الملايين في كل من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، بعد موجة أولى من الانفجارات الغامضة والمفاجئة التي طالت آلاف أجهزة النداء المعروفة بـ”البيجر” في لبنان، والتي تلتها الموجة الثانية من انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية، أمس الأربعاء، التي استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية صوتية “ووكي توكي” (walkie-talkies)، كان يستخدمها عناصر حزب الله وخلفت آلاف الإصابات وعددا من الضحايا.
وأعلنت السلطات اللبنانية، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله خلال اليومين الماضيين إلى 37 قتيلا و3539 جريحا. وأوضحت أن 12 شخصا قتلوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة “البيجر” الثلاثاء و25 شخصا في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي “ووكي توكي” الأربعاء.
هل تمثل الأجهزة الشخصية خطرا علينا؟
وبعد هذه الاستهدافات والتي تعد الأولى من نوعها على نطاق واسع بهذا الحجم، تساءل الملايين حول مدى إمكانية استهداف أجهزتهم المختلفة من هواتف ذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمول “لابتوب”، والتلفزيونات الذكية في هجمات دامية مماثلة ضدهم.
وفي هذا الصدد، وفي تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، قال خبير أمن المعلومات وعضو الهيئة الاستشارية العليا للتكنولوجيا والأمن السيبراني بمؤسسة القادة الدكتور وليد حجاج، إن عملية استهداف الهواتف الذكية في سيناريو مماثل صعبة واصفا إياها بـ”السيناريو غير العملي”.
تعبيرية – أجهزة اللاب توب
تفخيخ مسبق للأجهزة
وأكد الخبير التقني أن تفجيرات أجهزة البيجر و اللاسلكي التي شهدتها لبنان، تمت بتفخيخ مسبق للأجهزة، وهو ما أدى إلى هذا المشهد الدموي والانفجارات الكبيرة التي خلفت إصابات دقيقة وبالغة، إلا أن استهداف الهواتف الذكية بدون تفخيخ مسبق، قد يؤدي لسخونة أو تفجير بسيط في بطارية الهاتف، والتي بدورها قد تؤدي إلى “لسع الجلد” أو إصابات سطحية طفيفة، تختلف تماما عما حدث في عملية استهداف الأجهزة في لبنان.
وأكد خبير أمن المعلومات والتكنولوجيا، أن وجود البطاريات في حد ذاتها داخل الجهاز لا تعني بالضرورة إمكانية تفجيره عن بعد، وأن ما ساعد على إحداث التفجيرات بأجهزة البيجر واللاسلكي هو التفخيخ المسبق في الشحنات قبل استخدامها، واستخدام الأجهزة لشبكات الراديو، وهما عاملين غير متوفرين في الأجهزة المنزلية العادية، أو الهواتف الذكية أو اللاب توب أو التليفزيون.
استخدام “مايكروشيب”
وأضاف الدكتور وليد حجاج، أنه يعتقد بشدة أن الأجهزة المتفجرة، تم تزويدها بشرائح دقيقة “مايكروشيب”، قبل إرسال الشحنات إلى لبنان، بحيث تكون الشريحة دقيقة وغير ظاهرة ولا تأخذ حيزا داخل الجهاز، وتساعد الجهة التي تنوي التفجير عن بعد في التواصل مع هذه الشريحة لإتمام التفجير في الوقت الذي تحدده مسبقا.
كما اعتبر الدكتور حجاج أن عملية التفجيرات الدقيقة واسعة النطاق التي أثارت الرعب في لبنان، ماهي إلا عملية تطوير لأسلوب قديم، حيث أقدمت إسرائيل على عمليات “فردية” مماثلة منذ عام 1996، كان أشهرها عملية تفخيخ وتفجير هاتف يحيى عياش، القيادي بكتائب عز الدين القسام وقتها، إلا أن الفكرة تم تطويرها بشكل جيد واستغلالها لإحداث تفجيرات على نطاق واسع لم نشهده من قبل.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب
وقال الخبير التقني إأنه لا يستبعد أبدا أن تكون هذه العمليات بمثابة مقدمة لعمليات أكبر في الحرب، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي فيها لتدخل بالحرب في فصل جديد ومرعب، خصوصا وأن الحروب تعتبر أرضا خصبة لتجربة كل ماهو جديد في عالم التكنولوجيا الحديثة، وفي ظل غياب التشريعات اللازمة لإدارة استخدام هذه التكنولوجيا بشكل أخلاقي ومنظم.
كما أكد أن إسرائيل تستخدم بالفعل الذكاء الصناعي على نطاق واسع في كثير من المجالات، كما يستخدم في منظومة “القبة الحديدية” للمساعدة في تحديد أولويات صد الصواريخ المعادية المختلفة بشكل دقيق.
الهاتف الذكي