حرية ـ (23/9/2024)
تتلقى جمعية “ستيل ووريورز” كل شهر طناً من السكاكين والآلات الحادة التي صادرتها الشرطة في شوارع لندن، فتبادر إلى صهرها لتصبح منشآت رياضية لتمارين العضلات، سعياً منها إلى مكافحة ظاهرة الاعتداءات بهذا النوع من الأسلحة.
ولهذه المنشآت التي تقام في الهواء الطلق رمزية قوية في نظر بن وينتور الذي شارك في تأسيس “ستيل ووريورز” (محاربو الفولاذ) عام 2017، إذ تظهر أن “السلبي يمكن أن يتحول إلى إيجابي”.
ويسعى وينتور إلى مساعدة الشباب على تجنب التورط في جرائم بالآلات الحادة، إذ سجلت الشرطة أكثر من 15 ألف جريمة اُستخدمت فيها أسلحة من هذا النوع بين مارس (آذار) 2023 والشهر نفسه عام 2024، بعدما كان عددها 12786 في العام السابق.
وزادت جرائم الآلات الحادة 80 في المئة منذ عام 2015، وقتل جراءها نحو 250 شخصاً بين يوليو (تموز) 2022 ويونيو (حزيران) 2023 في إنجلترا وويلز، وفقاً للهيئة الوطنية للإحصاءات.
ويدخل الحظر على السواطير وسكاكين الزومبي ذات الحدين والمنحنية الشفرات حيز التنفيذ الثلاثاء المقبل في المملكة المتحدة، وقد طُلب من أصحابها تسليمها قبل هذا الموعد إلى الشرطة أو إلى الجمعيات من دون أن تترتب عليهم أي تبعات إذا فعلوا.
وأقامت “ستيل ووريورز” مرافق رياضية اخل أربع حدائق في لندن عبر تذويب سكاكين وآلات حادة صادرتها الشرطة أو سلّمها إياها أصحابها طوعاً.
وقال بن وينتور لوكالة الصحافة الفرنسية من داخل حديقة قرب بريكستون جنوب العاصمة البريطانية بينما كان نحو 12 شخصاً يمارسون الرياضة بالتجهيزات التي صنعتها جمعيته، “أردنا أن نفهم الأسباب التي تدفع الشباب إلى حمل السكاكين وإيجاد طريقة لاتخاذ خطوة استباقية في هذا الصدد”.
وأضاف، “علمنا أن الشرطة تضبط طناً من السكاكين في شوارع لندن كل شهر، وأردنا أن نرى ما إذا كان بإمكاننا استخدام الفولاذ لمساعدة الشباب”.
وباتت “ستيل ووريورز” تخزّن في مستودعاتها نحو 10 أطنان من نصال السكاكين وآلات الحادة تعتزم صهرها، وتوقفت راهناً عن تسلم كميات جديدة منها، إذ يمكن الحصول إلى السواطير والسكاكين على الإنترنت ببضع نقرات وحسب.
ونجحت حملات التوعية في التنبيه لكنها لم تتمكن بالقدر نفسه من تغيير سلوك الشباب وتوفير حلول حقيقية لهم، على ما لاحظ بن وينتور بأسف.
ورأى وينتور أن أسباباً عدة تدفع الشباب إلى حمل السكاكين، ومنها الشعور بالخطر في الشوارع والرغبة في حماية النفس وكذلك التباهي، ورأى أن عدم توافر مرافق رياضية في متناول هؤلاء يفاقم هذه العوامل.
وقال، “من المهم ألا نركز فقط على المشكلات والجوانب السلبية بل أن يكون لدينا بعض الأمل أيضاً”، ولاحظ أن “كثيراً من الشباب يمرون بمراحل صعبة، ويمكن فعل شيء حيال ذلك”.
ولا تكتفي “ستيل ووريورز” بتوفير الأجهزة الرياضية بل تتيح للشباب من الفئات المعرضة للخطر دروساً تساعدهم في أن يصبحوا مدربين رياضيين، وأقامت الجمعية أول مرفق رياضي لها في بوبلار شرق لندن، وتعتزم إنشاء الخامس في ستراتفورد القريبة.
ويرغب بن وينتور في توسيع أنشطة الجمعية لتشمل المملكة المتحدة بأكملها ويأمل حتى في إمكان التوسّع إلى الخارج.
وتحظى الجمعية بدعم وجوه بارزة من بينها الملاكم أنتوني جوشوا، وتحصل على مساعدات مالية منها تلك التي تقدمها شركة “باراماونت بيكتشرز”.
وفيما أعلنت “ستيل ووريورز” أخيراً عن تعاون مع شركة “جيم شارك” البريطانية المتخصصة في بيع الملابس الرياضية، أمِل وينتور في أن يسهم ذلك في تقدم الجمعية، لكن المفارقة تتمثل في أن لديه أيضاً طموحاً آخر هو “الفشل”، وقال موضحاً “سيكون نجاحنا كبيراً إذا لم يعد لدينا فولاذ” لتذويبه.