حرية ـ (26/9/2024)
إذا لديك ظنون في أن أسلافك عاشوا قبلاً في إحدى الدول الأوروبية، فربما ينبغي عليك البحث جدياً وراء هذا الأمر الذي قد يكسبك جنسية أوروبية، إذ تعترف العديد من الدول الأوروبية بما يسمى بـ”حق الدم”. فالأميركية ليزا واكسون واحدة من الأشخاص الذين يسعون للحصول على جنسية كرواتيا من خلال جدها الأكبر لأمها، الذي وصل إلى الولايات المتحدة في عام 1906 من ريكا في غرب كرواتيا.
ووفق شبكة “سي أن أن” الأميركية، فإن كرواتيا واحدة من العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي التي تعترف بحق الدم، والذي يمكن استخدامه للحصول على الجنسية عن طريق النسب، على عكس حق الأرض الذي يمنح الجنسية فقط بناء على مكان ميلاد الشخص.
وتقول مشرفة العملاء لدى إحدى شركات المحاماة المتخصصة في قضايا الهجرة في لندن صوفي واسون: “ستسمح معظم دول الاتحاد الأوروبي بالحصول على الجنسية من خلال النسب، لكن متطلبات الأهلية الدقيقة تختلف بشكل كبير من دولة إلى أخرى”. وأوضحت “في تجربتنا، فإن أكثر الطرق ازدحاماً هي إيطاليا وإسبانيا والنمسا وبولندا وإيرلندا ورومانيا”، مشيرة إلى أن جمهورية التشيك والمجر وكرواتيا من بين الدول الأخرى التي تقدم مسارات للحصول على الجنسية من خلال حق الدم. لكن لكل دولة معايير أهلية خاصة بها للحصول على الجنسية من خلال النسب، فيما قد يستغرق التعامل مع الطلبات عاماً أو عامين أو أكثر.
في كرواتيا، بينما لا توجد حدود للأجيال في ما يتعلق بمدى تتبعك لأصولك حتى يتم النظر في طلبك للحصول على الجنسية الكرواتية، توضح واسون أنه إذا هاجر أحد أسلاف مقدم الطلب من كرواتيا بعد الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 1991، أو انتقل إلى البلدان التي تشكلت بعد تفكك يوغوسلافيا، فلن يكون مؤهلاً للحصول على الجنسية الكرواتية.
تسمح إيرلندا أيضاً بالحصول على الجنسية عن طريق النسب من خلال أحد الوالدين أو الأجداد المولودين في جزيرة إيرلندا. وقالت واسون: “يشمل هذا إيرلندا الشمالية، حتى لو لم يحمل أسلافك الجنسية الإيرلندية مطلقاً”. وأضافت أن أطفال الوالدين المولودين في إيرلندا مؤهلون تلقائياً للتقدم بطلب للحصول على جواز سفر إيرلندي ويمكنهم ببساطة التقدم عبر الإنترنت. يحتاج أحفاد الأشخاص المولودين في إيرلندا إلى التقدم بطلب للحصول على الجنسية الإيرلندية من خلال عملية تسمى تسجيل المواليد الأجانب، من خلال تقديم الطلبات مباشرة إلى وزارة الخارجية ويمكن أن يستغرق الأمر ما يصل إلى 8 أشهر.
ضحايا الاضطهاد
تعوض بعض البلدان عن الفظائع التي ارتكبها ساستهم مسبقاً من خلال برامج المواطنة، وربما تكون ألمانيا هي الأكثر وضوحاً من بين هذه الدول. إذ توفر ألمانيا الجنسية للأشخاص الذين يستطيعون إثبات أن أسلافهم كانوا مواطنين ألماناً سابقين تعرضوا للاضطهاد من قبل النازيين بين 30 يناير (كانون الثاني) 1933 و8 مايو (أيار) 1945، وبالتالي حرموا من جنسيتهم. كما توفر النمسا طريقاً أسهل للحصول على الجنسية لأحفاد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار أثناء النظام النازي.
ووفق واسون، لا يشترط أن يكون السلف المعني نمساوياً بنفسه، بل يجب أن يكون مقيماً في النمسا قبل الفرار وأن يكون مواطناً للإمبراطورية النمساوية المجرية السابقة. وقالت إن رومانيا تقدم طريقين للحصول على الجنسية، سواء “لأولئك الذين هم أبناء أو أحفاد ضحايا النظام النازي، أو أطفال أو أحفاد أو أحفاد أحفاد الرومانيين الذين ولدوا في رومانيا الحديثة أو أراضيها السابقة”.
كما حصل بعض الأشخاص على الجنسية في إسبانيا من خلال قانون الذاكرة الديمقراطية في البلاد، الذي يسمح بالحصول على الجنسية من خلال أحد الوالدين أو الأجداد الإسبان وكذلك لأطفال أو أحفاد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من إسبانيا لأسباب سياسية أو أيديولوجية أو عقائدية أثناء الحرب الأهلية الإسبانية في أواخر الثلاثينيات، عندما أجبر نظام فرانكو الدكتاتوري المنفيين على الفرار من البلاد.
توفر المجر الجنسية على أساس حق الدم مع بعض التعقيدات أيضاً. تم تبسيط قانون حق الدم في المجر في عام 2011 بهدف توسيع أهلية الحصول على الجنسية للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي كانت في السابق جزءاً من المجر وأحفاد المجريين الذين يتحدثون اللغة المجرية والذين يمكنهم تقديم دليل على أصولهم المجرية.
إيطاليا الأكثر طلباً
ووفق ماركو بيرمونيان من إحدى الشركات التي تساعد في ترتيب أوراق الجنسية الإيطالية، فإن الإيطالية تعد واحدة من أكثر الجنسيات المطلوبة في أوروبا بالنسبة للأشخاص ذوي الأصول الإيطالية لأن البلاد لا تضع حداً للأجيال عندما يتعلق الأمر بمدى قدرتك على تتبع أقاربك في خط مباشر. وقال إن الشركة، التي تضم فريقاً يتألف من نحو 300 شخص في مكاتب في الولايات المتحدة وإيطاليا، عملت مع أكثر من 20 ألف عميل حتى الآن.
الشرط الوحيد للتقدم بطلب الحصول على الجنسية الإيطالية هو أن يكون أحد أسلافك قد ولد أو كان يعيش في إيطاليا بعد 17 مارس (آذار) 1861، عندما ظهرت الدولة الإيطالية الحديثة. كما يجب أن يكون هذا القريب لا يزال مواطناً إيطالياً قبل ولادة القريب التالي في خط العائلة. كما لا يمكن أن يكون قد تجنس بأي جنسية أخرى قبل ولادة القريب التالي في خط العائلة حتى يكون مسار الحصول على الجنسية صحيح. وتضم مجموعة خاصة على “فيسبوك” تسمى الجنسية المزدوجة الأميركية الإيطالية أكثر من 70 ألف عضو وهي من بين العديد من الموارد الأخرى المتاحة للأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد يكون لديهم مسار صحيح للحصول على الجنسية الإيطالية.