حرية ـ (28/9/2024)
حذرت الصين والبرازيل و10 دول أخرى من التهديد باستخدام الأسلحة النووية، في بيان مشترك صدر بعد اجتماع وزاري حول أوكرانيا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء في البيان “ندعو إلى الامتناع عن استخدام والتهديد (باستخدام) أسلحة الدمار الشامل، وبخاصة الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية”. ووقعت على النص الجزائر وبوليفيا والبرازيل والصين وكولومبيا ومصر وإندونيسيا وكازاخستان وكينيا وجنوب أفريقيا وتركيا وزامبيا.
ويأتي البيان بعدما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده قد تستخدم الأسلحة النووية في حال تعرضت لهجوم جوي “مكثف” وأن أي هجوم تدعمه قوة نووية يمكن اعتباره عدواناً “مشتركاً”.
لقاء بين وزيري الخارجية الأميركي (يسار) والصيني
وفي الإعلان المشترك الذي تم تبنيه في ختام اجتماع شارك فيه وزيرا خارجية الصين والبرازيل، أعربت الدول الموقعة على الاتفاق عن “قلقها العميق” إزاء خطر “التصعيد” في أوكرانيا. وأضافت “لا ينبغي أن تكون البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنشآت النووية السلمية وغيرها من منشآت الطاقة، هدفاً للعمليات العسكرية”.
ومن على منبر الأمم المتحدة، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالرغبة في ضرب محطات الطاقة النووية الأوكرانية للتسبب في “كارثة”.
لقاء بين وزيري الخارجية الأميركي والصيني
في الأثناء، عقد وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن لقاء مع نظيره الصيني وانغ يي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع تراجع حدة التوتر بين القوتين العظميين على رغم مجموعة من الخلافات.
وبينما أشاد بلينكن بالدبلوماسية التي تساعد على إحراز تقدم، حذر من أن بلاده لن تتراجع عن مخاوفها في شأن صادرات الصين إلى روسيا، مشيراً إلى أن واشنطن قد تفرض المزيد من العقوبات. وقال بلينكن إن الصين تغذي “آلة الحرب” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف في مؤتمر صحافي “عندما تقول بكين من ناحية إنها تريد السلام وتريد أن ترى نهاية للنزاع، ومن ناحية أخرى تسمح لشركاتها باتخاذ إجراءات تساعد بوتين فعلياً على مواصلة العدوان، فهذا غير منطقي”، وتابع “هدفنا ليس فصل روسيا عن الصين. فالعلاقة بينهما هي شأن خاص بهما”، واعتبر بلينكن أنه بقدر ما تتضمن هذه العلاقة “تزويد روسيا بما تحتاج إليه لمواصلة هذه الحرب، فهذه مشكلة بالنسبة إلينا، ومشكلة لعديد من البلدان الأخرى، ولا سيما في أوروبا”.
وقال وانغ لبلينكن، خلال الاجتماع، إن موقف الصين في شأن النزاع في أوكرانيا “مكشوف وواضح، ويدعو دائماً إلى السلام والحوار، ويعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي”، وفق بيان لوزارة الخارجية الصينية السبت.
أضاف وانغ أن “الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن تشويه سمعة الصين وفرض عقوبات عليها، وأن تمتنع عن استخدام هذه القضية لخلق الانقسامات وإثارة المواجهات”.
وتنفي الصين أن تكون قد زودت روسيا بالأسلحة بصورة مباشرة، وتقارن ذلك بالولايات المتحدة التي شحنت أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا منذ الهجوم الروسي عام 2022.
كما حذر بلينكن نظيره وانغ من “الإجراءات الخطرة والمزعزعة للاستقرار” التي تقوم بها بكين في بحر الصين الجنوبي، حيث يتصاعد التوتر بصورة حادة بين الصين والفيليبين حليفة الولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بالممر المائي المتنازع عليه، حض وانغ الولايات المتحدة على “التوقف عن إثارة المشكلات، وتقويض جهود الدول الإقليمية للحفاظ على السلام والاستقرار”، وانتقد وانغ أيضاً “قمع” الولايات المتحدة للاقتصاد والتكنولوجيا الصينيين، قائلاً لبلينكن إن واشنطن يجب أن تسعى إلى “المحاورة باحترام”.
ضربات روسية في جنوب ووسط أوكرانيا
ميدانياً، قتل ثلاثة أشخاص أمس الجمعة، بضربات روسية في مدينة ساحلية في أقصى جنوب غربي أوكرانيا قرب رومانيا، وشخص آخر في وسط البلاد، حسبما أفادت السلطات المحلية. وأعلن حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر على “تيليغرام” مقتل سيدتين مسنتين ورجل سبعيني في هجوم بمسيرات في إزماييل. وأضاف أن 11 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح، بينهم طفل. وعلى رغم أنها بعيدة جداً من خط الجبهة، فإن القوات الروسية تستهدفها أحياناً إذ تضم منشآت مرفئية تعد ضرورية لعبور البضائع.
وقال كيبر إن حرائق اندلعت بسبب الهجوم، وأخمدها عناصر الإطفاء. ونشر الحاكم صوراً تظهر مبنى اشتعلت فيه النيران دُمر جزئياً ونوافذه محطمة.
وفي رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، رصدت الرادارات توغل إحدى المسيرات التي يُشتبه في أنها شاركت في الهجوم.
وفي وسط أوكرانيا، قُتل شخص وأصيب خمسة آخرون في هجوم على مبنى إداري في كريفي ريغ، وفقاً لحاكم المنطقة سيرغي ليساك. وأكد ليساك العثور على جثة الضحية وهي امرأة “تحت الأنقاض”، وقال المسؤول المحلي يفغيني سيتنيشينكو، إن هذا الهجوم الصاروخي استهدف مبنى للشرطة، مضيفاً أن عمليات البحث مستمرة تحت الأنقاض.
كذلك، استهدف هجوم صاروخي ليلي مدينة دنيبرو في شرق وسط أوكرانيا. وقال سيرغي ليساك إن “منشأة صناعية تضررت” لكن لم يصب أحد بجروح، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.