حرية ـ (28/9/2024)
في تطور خطير ومفاجئ، شهدت المنطقة حدثًا غير مسبوق اعلن فيه الجيش الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في عملية تم تنفيذها بنجاح وفقًا للتقارير الأولية فيما أكد ذلك حزب الله اللبناني.
هذه العملية تأتي في ظل التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، وفي سياق نزاعات إقليمية متعددة تشمل سوريا، لبنان، وإيران.
استهداف نصر الله يُعد ضربة قوية للمقاومة اللبنانية، ويثير تساؤلات عديدة حول تداعيات هذا الحدث على الساحة اللبنانية والإقليمية.
العملية وتفاصيلها:
وفقًا للتقارير الواردة من مصادر موثوقة، العملية التي استهدفت نصر الله تم تنفيذها باستخدام تقنيات عسكرية متطورة. إسرائيل كانت وراء هذه العملية، نظرًا للعداء التاريخي بين الطرفين والتصريحات الإسرائيلية المتكررة حول نصر الله كهدف رئيسي. الضربة، التي استهدفت مكان تواجد نصر الله، نُفذت بدقة عالية، مما أدى إلى مقتله حسب المعلومات المتاحة حتى اللحظة.
التداعيات الفورية:
- تصعيد عسكري محتمل: من المتوقع أن يكون رد حزب الله على اغتيال نصر الله قويًا وسريعًا. قد يُستخدم الرد لضرب أهداف إسرائيلية سواء في لبنان أو في الخارج. حزب الله لطالما أكد أن استهداف قادته سيُواجه بردٍ غير متوقع، وقد نكون أمام تصعيد كبير بين الطرفين.
- زعزعة الاستقرار في لبنان: نصر الله كان يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار حزب الله ووحدته، وبالتالي فإن غيابه قد يؤدي إلى خلافات داخلية حول القيادة الجديدة. هذا الوضع قد يزيد من التوتر السياسي والأمني في لبنان، الذي يواجه أصلاً تحديات كبيرة بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية.
- انقسام داخلي في حزب الله: عملية اغتيال نصر الله قد تفتح الباب أمام انقسامات داخل الحزب، حيث قد تنشأ تنافسات داخلية بين القادة حول من سيخلفه. هذه الانقسامات قد تؤدي إلى إضعاف الحزب، على الأقل في المدى القصير، بينما يحاول إعادة تنظيم نفسه بعد خسارة قائده الرئيسي.
الرد الإقليمي والدولي:
- إيران: إيران، التي تُعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله، قد تسعى للرد بشكل مباشر أو غير مباشر. اغتيال نصر الله يُعد ضربة كبيرة لنفوذ إيران في لبنان والمنطقة، وبالتالي فإن طهران قد تستخدم وكلاءها في المنطقة للرد على العملية.
- إسرائيل: رغم أن العملية قد تُعتبر نجاحًا لإسرائيل من الناحية العسكرية، إلا أن التحديات المستقبلية قد تكون خطيرة. إسرائيل قد تواجه ردودًا انتقامية سواء من حزب الله أو من حلفائه الإقليميين، مما يزيد من احتمالية تصعيد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة.
- المجتمع الدولي: من المتوقع أن تشهد الساحة الدولية ردود فعل متباينة. بعض الدول قد تدعو إلى ضبط النفس لتجنب اندلاع حرب شاملة، بينما قد تُعبر دول أخرى عن مخاوفها من تداعيات التصعيد على استقرار المنطقة بأكملها.
التوقعات المستقبلية:
- حرب شاملة أو تصعيد محدود: اغتيال نصر الله قد يدفع حزب الله إلى شن عمليات انتقامية واسعة النطاق ضد إسرائيل. هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب شاملة بين الطرفين، وخاصة مع تزايد التوترات الإقليمية. على الجانب الآخر، قد يُفضل الحزب الانتقام بشكل محدود من خلال عمليات نوعية تستهدف مصالح إسرائيلية في الخارج أو هجمات على مواقع عسكرية في الداخل.
- تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة: من المتوقع أن تسعى إيران إلى استغلال هذا الحدث لتعزيز وجودها في لبنان والمنطقة. طهران قد تستغل الفراغ القيادي في حزب الله لدعم قادة جدد أكثر ولاءً، مما يعزز موقفها الاستراتيجي في المنطقة.
- عدم الاستقرار الداخلي في لبنان: في ظل غياب نصر الله، قد يشهد لبنان فترة من عدم الاستقرار السياسي، خاصة إذا تفاقمت الخلافات داخل حزب الله. هذا الوضع قد ينعكس سلبًا على الأوضاع الداخلية في لبنان، بما في ذلك الوضع الاقتصادي المتدهور أصلًا.
السيناريوهات المستقبلية:
- استمرار التصعيد العسكري: إذا قرر حزب الله الرد بشكل واسع، قد نشهد تصعيدًا عسكريًا يمتد ليشمل سوريا وحتى إيران. هذا السيناريو يزيد من احتمالية تدخل قوى دولية أو إقليمية أخرى في الصراع.
- استراتيجية الانتقام التدريجي: قد يفضل حزب الله الانتقام بشكل تدريجي ومنسق، عبر استهداف مصالح إسرائيلية وحلفائها في المنطقة، مع الحرص على عدم دفع الأمور نحو حرب شاملة. هذا النهج قد يضمن للحزب الحفاظ على قاعدته الشعبية وتقليل الخسائر.
- انهيار سياسي داخلي في لبنان: فقدان شخصية مؤثرة مثل نصر الله قد يؤدي إلى فراغ في القيادة، وهو ما قد يُضعف قدرة حزب الله على التحكم في الأوضاع السياسية والعسكرية. هذا قد يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات داخلية تؤثر على المشهد السياسي اللبناني بشكل عام.
يعد اغتيال السيد حسن نصر الله يُعد تطورًا محوريًا في تاريخ الصراع بين حزب الله وإسرائيل، ومن المتوقع أن تكون له تداعيات واسعة على الساحة اللبنانية والإقليمية. في ظل التصعيد المتوقع، يبقى السؤال الأكبر هو كيف سترد الأطراف المختلفة على هذا الحدث، وما إذا كان هذا سيؤدي إلى حرب شاملة أو تصعيد محدود. بينما تستمر التوترات في التزايد، يبقى المستقبل غير واضح، مع وجود احتمالية كبيرة لحدوث تغييرات جذرية في موازين القوى في المنطقة.