حرية ـ (29/9/2024)
خالد منتصر
لا تزال كوكب الشرق أم كلثوم حية بيننا بفنها، وقادرة على بسط سيطرتها الفنية وتأثيرها الإبداعى حتى فى غيابها، وما زالت هى كوكب الشرق فى العالم العربى وليس فى مصر فقط، ففى الأردن قرروا تدريس موضوع عن «أم كلثوم» فى منهج اللغة الإنجليزية بالمدارس هناك، ولكن لأن الإخوان يعتبرون الفن شيطاناً رجيماً، ولهم مع أم كلثوم ثأر قديم منذ أيام الشيخ كشك، فقد قادوا حملة شعواء فى الأردن مثلما قادوا نفس الحملة ضد الفنانة سميحة أيوب وتدريس موضوع عنها فى الصف السادس الابتدائى.
الحملة الإخوانية اشتعلت وضمت إلى جانب أم كلثوم المطربة سميرة توفيق التى يعشقها جمهور الأردن، بالرغم من أن سميرة توفيق تدرس هناك ضمن منهج الموسيقى الذى قررته الأردن فى المرحلة الابتدائية كخطوة فى منتهى التحضر والرقى، كدراسة تهذب الوجدان وترتقى بالشعور منذ سن البراءة الأول.
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى فى الأردن صوراً من منهاج التربية الفنية والموسيقية والمسرحية للصف الرابع الابتدائى تظهر فيه الفنانة اللبنانية سميرة توفيق، وبدأت الهستيريا التى لم تهدأ حتى الآن، وكانت قد سبقتها هستيريا أم كلثوم التى تدرس فى الصف الثامن هناك، لكن ما يدعو للتفاؤل أنه فى مقابل الهجمة الإخوانية هناك آراء مستنيرة، فقد استهجن الكثير من الناشطين الهجمة التى يقودها متشددون وتحمل آراء إخوانية بدت متناقضة مع الواقع، حيث يحظى العديد من الفنانين بالاحترام والتقدير من بينهم سميرة توفيق التى تربى الأردنيون على أغانيها الحاضرة فى بيوتهم، وتساءلوا لماذا تتم مهاجمة حضورها فى المنهج التربوى بمادة مختصة بالموسيقى والفنون؟!
وأعرب معلقون فى السوشيال ميديا عن فخرهم وإشادتهم بأيقونة مثل سميرة توفيق التى لا تغيب عن أفراحهم ومناسباتهم ولها العديد من الأغانى الوطنية التى تؤكد محبتها للشعب الأردنى، وكتب ناشط: «سميرة توفيق لم يسجل التاريخ عليها أنها تكلمت بسوء على الأردن وشعبه وقيادته، فسميرة توفيق أردنية الهوى دون أن تحمل جنسيتنا، لبست فى أحلك ظروف الوطن ثوب الوطنية وغنت للوطن وجيشه وقيادته لتشعل فينا الحماس، ومن ينكر ذلك فهو ليس أردنياً حتى لو امتلك ألف رقم وطنى. فلقد قدمت سميرة توفيق للوطن ما لم يقدمه شيوخ الدين الذين أرهقوا اقتصادنا بمسيراتهم الكاذبة وأغلقوا الشوارع بشعاراتهم الثورية الرنانة، دون أن يسجل التاريخ لهم حالة مقاومة واحدة لإسرائيل».
وهكذا دافع عن الفن كله ضد هجمة التتار الإخوانى، وهذه فرصة لكى نؤيد تلك الخطوة المهمة هناك لتدريس الموسيقى بشكل أساسى، وهو ما نتمناه عندنا، فبحسب المركز الوطنى لتطوير المناهج فى الأردن، فإن منهاج التربية الموسيقية أُدرج فى الصفوف الابتدائية من الأول وحتى الخامس، حيث تضمن المنهاج للصفين الأول والثانى أن يتعرف الطالب على تطابق الأشكال والخطوط وبعض مهام الرسم وبعض أشكال الموسيقى كالبيانو والطبول والفوكس والفالس وغيرها.
الإخوان يهاجمون أم كلثوم وسميرة توفيق وسميحة أيوب لأنهن فنانات ولأنهن أيضاً نساء، وتيار الإسلام السياسى لا يكره شيئاً مثلما يكره المرأة والفن.