حرية ـ (6/10/2024)
اتهم مسؤولون في الحشد الشعبي وقادة في فصائل “المقاومة العراقية”، إسرائيل بفبركة الهجوم الذي نسب لها باطلاق طائرات مسيرة مفخخة على هضبة الجولان والذي تسبب أحدها في مقتل واصابة 25 جندياً إسرائيلياً.
ونقل تقرير لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني، عن قادة فصائل مسلحة ومسؤولين عراقيين قولهم إن “ادعاءات اسرائيل حول مقتل اثنين من جنودها في هضبة الجولان بمسيرة عراقية، هو ادعاء تم تلفيقه”.
وذكر التقرير البريطاني، أن “القوى السياسية والفصائل المسلحة العراقية، قررت في الأسبوع الماضي النأي بنفسها عن المعارك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وتركيز جهودها على الدعم الانساني في لبنان وفلسطين.
وأشار التقرير، إلى أن كتائب حزب الله وحركة النجباء، واصلتا تنفيذ هجمات تستهدف مناطق مختلفة في عمق اسرائيل، وكذلك مرتفعات الجولان، مثلما يؤكد قادة في الفصائل، لكن كتائب سيد الشهداء، وهي فصيل اصغر حجما، تقدم الدعم اللازم للعمليات الهجومية كلما دعت الحاجة.
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن يوم الجمعة ان طائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات استهدفتا قواته في الجولان في وقت مبكر من صباح اليوم السابق، وان ضابطين من الكتيبة الثالثة عشرة في “لواء غولاني” قتلا، واصيب 24 جنديا اخرون، واتهمت اسرائيل فصيلا مسلحا عراقيا مدعوما من ايران بالمسؤولية عن ذلك.
لكن تقرير ميدل إيست آي، نقل عن قادة ثلاثة فصائل عراقية، تحديهم الرواية الاسرائيلية، مؤكدين انه لم تتم مهاجمة الجولان في ذلك اليوم.
ونقل التقرير عن كاظم الفرطوسي، وهو احد قادة كتائب سيد الشهداء، قوله: “منذ اكتوبر/تشرين الاول من العام الماضي، نفذت المقاومة الاسلامية في العراق اكثر من 160 عملية استهدفت الداخل الاسرائيلي والمناطق المحتلة في مرتفعات الجولان، ومعظمها لم تعترف بها اسرائيل لاسباب مختلفة”، مضيفا ان “المقاومة تعلن عن العمليات التي تنفذها بمجرد وقوعها، ولم تعلن المقاومة عن هذه العملية او تتبنى مسؤوليتها كما تردد”.
وبحسب الفرطوسي، فانه “لو كنا نفذناها لكنا اعلنا عنها”.
ونقل التقرير البريطاني كذلك، عن قيادي كبير في هيئة الحشد الشعبي إشارته الى ان اجتماعا عقد يوم الجمعة بعد المزاعم الاسرائيلية، حيث ضم الاجتماع ممثلين عن كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء، حيث حاول المجتمعون تحديد الحقيقة وراء ادعاء الهجوم على الجولان. وبحسب المسؤول الحشدي نفسه، فان الفصائل العراقية الثلاثة نفت تنفيذ العملية.
وأوضح المسؤول الذي شارك في الاجتماع ان “الفصيل المسلح الوحيد الذي بمقدوره تنفيذ مثل هذه العملية هو كتائب حزب الله، وقد قالوا صراحة بانهم لا علاقة لهم بالعملية ولم يكونوا وراءها”.
وتابع المسؤول العراقي قائلا ان “تحليلنا هو ان العملية اما انها مفبركة، وهو امر مرجح لعدة اسباب، او ان فصيلا مسلحا اخر، غير الفصائل الثلاثة المعروفة، نفذ العملية من خارج الاراضي العراقية”.
واشار التقرير الى ان مسؤولين عراقيين يعتقدون ان اسرائيل تروج لفكرة ان فصيلا عراقيا هو الذي قتل جنودها، من اجل تمهيد الطريق امام هجوم على اهداف مرتبطة بايران في العراق، مضيفا انهم يعتقدون ايضا هذا يقلل من شأن المقاومة القوية التي تواجهها القوات الاسرائيلية من حزب الله خلال غزوهاللبنان.
ولفت التقرير الى ان بينات”ميدل ايست آي” المستندة على عدة مصادر بما فيها الجيش الاسرائيلي، فان الفصائل العراقية المسلحة نفذت 45 هجوما منذ منتصف ايلول/سبتمبر باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ كروز، وغالبيتها استهدفت مناطق في “شمال الاراضي المحتلة” و”جنوب الاراضي المحتلة”، كما وصفتها الفصائل، بما في ذلك حيفا وغور الاردن ومرتفعات الجولان وايلات ووسط اسرائيل.
ومن هذه الهجمات هناك هجوم وحيد استهدف “قاعدة مراقبة تابعة للواء غولاني” في 23 سبتمبر/ايلول، الا ان الفصائل لم تحدد مكانه تماما.
وتابع التقرير انه من الواضح ان “المقاومة الاسلامية” تميز بين الجولان، وهو جزء محتل من سوريا في الشمال الاسرائيلي، وبين ما تصفه بـ”جنوب الاراضي المحتلة”، اي جنوب اسرائيل.
ولفت القرير الى ان بيان المقاومة في 3 اكتوبر/تشرين الاول الذي يحدد الهجمات التي نفذها، يشير الى ان العملية الوحيدة التي نفذها في ذلك اليوم كانت تستهدف موقعا “جنوب الاراضي المحتلة” وكان ذلك في المساء.
ونقل التقرير البريطاني، عن مستشار لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قوله انه لن يعلق على الانشطة التي جرت خارج العراق، الا انه لم ينكر ان الادعاء الاسرائيلي كان مثيرا للقلق، وبحسب المستشار نفسه، “لا نعرف اين وقعت العملية ولا كيف، ولا سيطرة لدينا على ما يحدث خارج العراق”.
وتابع مستشار السوداني قائلا ان “الاسرائيليين والجميع يدركون الموقف الرسمي للحكومة العراقية، فنحن ضد توسيع الصراع بين حزب الله واسرائيل، وتركز جهودنا على الجهود الدبلوماسية لمنع المنطقة من الانزلاق الى حرب شاملة”.