حرية ـ (12/10/2024)
أحمد عبد التواب
تتزايد المكاسب السياسية التى تحصل عليها روسيا مجانا نتيجة للأدوات التى يلجأ إليها المتنافسون بشراسة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية! فمنذ انتخابات 2016 التى فاز فيها دونالد ترامب ممثلاً للجمهوريين ضد هيلارى كلينتون ممثلة للديمقراطيين، ظهرت أول اتهامات واضحة لروسيا بأنها تدخلت بعدة أشكال، وبأنها نسَّقَت مع بعض معاونى ترامب، بما رَجَّحَ فرصَه فى الفوز. ثم توالت الأخبار عن أن سلطات التحقيق الأمريكية أجرت تحقيقات، كان أكبر أخطائها أنها استمرت لنحو 3 سنوات، مع تسريبات أبقت الاتهامات خلالها عالِقة دون حسم، مما رسَّخ لدى الرأى العام الأمريكى، ناهيك عن العالم كله، أن لروسيا القدرة على اختراق أشدّ التدابير الحمائية لنزاهة ديمقراطية الانتخابات فى أقوى دولة فى العالم، وهو ما يعود على سُمعة روسيا بمكاسب عن قدراتها الفائقة ضد أعدائها! وهو ما ألقى بظلال من الشك عن دقة تعبير النتائج عن الاختيارات الحقيقية للناخبين، بما يعنى أنه لولا هذا التدخل الروسى لما فاز مَن فاز ولما خسر مَن خسر! ثم جاءت نتيجة التحقيقات بعد طول انتظار لتؤكد أن روسيا فعلتها، ورغم أنها أبرأت ساحة ترامب ومعاونية من التنسيق مع روسيا، فإن هذه التبرئة انحصرت فى مسألة فرعية، وبقى فى الوعى العام، وفقا لتقرير (مولر) الذى كُلِّف بإجراء التحقيقات، أن روسيا، بنص التقرير، تدخلت بطريقة شاملة ومنتظمة بما ينتهك القانون الجنائى الأمريكى، وأن هدف روسيا تقويض ثقة الجمهور الأمريكى فى العملية الديمقراطية فى بلاده، وتشويه سمعة كلينتون، وإلحاق الضرر بقابليتها لأن تُنتَخَب وبرئاستها المحتملة. وذكر التقرير أن روسيا كانت تُفَضِّل أن يفوز ترامب بالرئاسة.
وتكرر الأمر ذاته فى انتخابات 2020 التى كان ينافس ترامب فيها جو بايدن، وتَشَكَّلت لجنة تحقيق أخرى لتؤكد أن روسيا كانت ضد فوز بايدن، ولكن لم تكن هناك أدلة كافية ضد ترامب وفريقه.
هذه المرة أيضا، وَجَّه مديرُ الاستخبارات الوطنية الأمريكية اتهاما لروسيا، الاثنين الماضى، قبل الانتخابات بأربعة أسابيع، بمحاولات التأثير على الناخبين الأمريكيين فى عموم البلاد، ولكنها تُرَكِّز أكثر على الولايات المُتأرْجِحَة التى تُؤثِّر كثيرا على نتائج الانتخابات.