حرية ـ (15/10/2024)
قال علماء إسبان إن المستكشف كريستوفر كولومبوس الذي عاش في القرن الـ15 كان من اليهود السفارديم من أوروبا الغربية، وذلك بعد استخدام تحليل الحمض النووي في حل لغز مستمر منذ قرون.
ودار الجدل بين بلدان عدة حول أصول وموقع دفن المستكشف المثير للجدل، الذي قاد حملات الاستكشاف التي مولتها إسبانيا بداية من تسعينيات القرن الـ15، مما فتح الطريق أمام الاستعمار الأوروبي للأميركتين.
وشكك كثير من المؤرخين في النظرية التقليدية القائلة بأن كولومبوس جاء من جنوة بإيطاليا، وتتباين النظريات الأخرى ما بين أنه كان يهودياً إسبانياً أو يونانياً أو ينحدر من إقليم الباسك أو البرتغال أو بريطانيا.
ولحل اللغز أجرى متخصصون أبحاثاً استمرت 22 عاماً بقيادة متخصص الطب الشرعي ميجيل لورينتي، من خلال فحص عينات صغيرة من رفات مدفونة في كاتدرائية إشبيلية، التي تقول السلطات هناك منذ فترة طويلة إنها المثوى الأخير لكولومبوس، لكن هناك من يطعن في تلك الرواية.
وقارن الباحثون هذه العينات بعينات من أقارب وأحفاد معروفين لكولومبوس، وأعلنوا ما توصلوا إليه في فيلم وثائقي بعنوان “حمض كولومبوس النووي: الأصول الحقيقية” أذيع أمس السبت على قناة “تي في إي” الإسبانية.
وقال لورينتي في البرنامج “لدينا الحمض النووي من كريستوفر كولومبوس، كمية صغيرة جداً ولكنها كافية، ولدينا الحمض النووي لهيرناندو كولون ابنه، هناك سمات متوافقة مع الأصل اليهودي”.
كان نحو 300 ألف يهودي يعيشون في إسبانيا قبل أن يأمر الملكان الكاثوليكيان إيزابيلا وفرديناند، اليهود والمسلمين بالتحول إلى العقيدة الكاثوليكية أو مغادرة البلاد، واستقر عديد منهم في جميع أنحاء العالم، وتأتي كلمة سفارديم من سيفاراد، أو إسبانيا بالعبرية.
وبعد تحليل 25 مكاناً محتملاً، قال لورينتي إنه من الممكن فقط القول إن كولومبوس ولد في أوروبا الغربية.
وقال لورينتي الخميس الماضي إن نتائجهم أكدت النظريات السابقة التي تفيد بأن الرفات الموجودة في كاتدرائية إشبيلية هي لكولومبوس.
توفي كولومبوس في بلد الوليد بإسبانيا عام 1506، لكنه أوصى بدفنه في جزيرة إسبانيولا التي تتقاسمها اليوم جمهورية الدومينيكان وهايتي، ونقلت رفاته إلى هناك في 1542، ثم إلى كوبا عام 1795، ثم إلى مثواه الأخير في إشبيلية عام 1898، كما يعتقد منذ فترة طويلة.