حرية ـ (16/10/2024)
دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الأربعاء، إلى توسيع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، لتعزيز التعاون الإقليمي، وذلك بالتزامن مع إعلان البلدين الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب.
وكان شريف يتحدث خلال اجتماع رؤساء حكومات “منظمة شنغهاي للتعاون”، (وهي مجموعة أمنية وسياسية أوراسية تشكلت في عام 2001)، الذي تستضيفه إسلام أباد، وحضره مسؤولون من 11 دولة، بما في ذلك باكستان المضيفة والصين وروسيا والهند.
وقال شريف في كلمته بصفته رئيس الاجتماع: “يجب توسيع المشاريع الرائدة مثل مبادرة الحزام والطريق للرئيس (الصيني) شي جين بينج.. مع التركيز على تطوير الطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية الرقمية التي تعزز التكامل والتعاون في جميع أنحاء منطقتنا”.
وأضاف أن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، من شأنه أن يساعد أيضاً في تعزيز التعاون، مشيراً إلى أن 40% من سكان العالم يعيشون في الدول العشرة كاملة العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون.
ويعد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني جزءاً من مبادرة “الحزام والطريق”، وشهد ضخ بكين لمليارات الدولارات في الدولة الواقعة في جنوب آسيا لشبكات الطرق وميناء استراتيجي ومطار.
ويعد اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون الحدث الأبرز، الذي تستضيفه الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ سنوات. ويحضر الاجتماع 7 رؤساء وزراء، بما في ذلك رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج.
كما حضر اللقاء وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، وهو أول وزير خارجية هندي يزور باكستان منذ ما يقرب من عقد في ظل استمرار فتور العلاقات بين الجارتين المتنافستين المسلحتين نووياً.
وشدد شريف خلال كلمته على أن الاستقرار في أفغانستان المجاورة، التي تقع بين جنوب ووسط آسيا، أمر ضروري لتحقيق الفرص التجارية بشكل كامل للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
ودعا أيضاً إلى إرساء الاستقرار في أفغانستان، قائلاً إنه أمر ضروري لتحقيق الفرص التجارية الكاملة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
ومبادرة “الحزام والطريق”، هي خطة بقيمة تريليون دولار للبنية التحتية العالمية وشبكات الطاقة، أطلقتها الصين قبل عقد لربط آسيا بإفريقيا وأوروبا من خلال الطرق البرية والبحرية، فيما يعتبر منافسو بكين أن المبادرة “أداة لنشر نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي”.
والعام الماضي، أعلنت دول غربية، في إطار منصة مجموعة السبع، خططاً بقيمة 600 مليار دولار لإطلاق خطة منافسة لتطوير البنية الأساسية للاتصال. كما تعرضت مبادرة “الحزام والطريق” لانتقادات؛ بسبب زيادة الديون غير المستدامة في البلدان النامية.
اتفاقيات تعاون
وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت الصين وباكستان، الاتفاق على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، ورفع مستوى التدريبات المشتركة وتبادل وجهات النظر في مجال التعاون العسكري والتقني.
وقالت الخارجية الصينية في بيان مشترك، أصدرته مع الخارجية الباكستانية، على هامش زيارة رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، إلى إسلام أباد، إن بكين وإسلام أباد أعربتا عن استعدادهما للترويج للشركات الصينية لتنفيذ التعاون الاستثماري في مجالات التعدين في باكستان، وتعزيز التعاون الزراعي بين منطقة شينجيانج الصينية وباكستان.
وشهدت اجتماعات تشيانج مع نظيره الباكستاني ومسؤولين آخرين، توقيع 13 وثيقة تغطي التعاون في برنامج الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، بما في ذلك مقايضات العملات، ومتطلبات الحجر الصحي للمنتجات الباكستانية، والعلوم والتكنولوجيا، والإنتاج المشترك للبرامج التلفزيونية.
ودخلت الدولتان المرحلة الثانية من البرنامج، الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، والذي تتوقع إسلام أباد أن يؤدي إلى نقل الصناعات الصينية الموجهة للتصدير إلى باكستان.
وأكدت الصين دعمها للشركات للاستثمار وبدء الأعمال في المناطق الاقتصادية الخاصة في باكستان وفقاً للمبادئ “التجارية”.
وقالت الصين وباكستان، إنهما ستواصلان تسريع بناء المرافق الداعمة لميناء “جوادر”، وحل المشكلات اللوجستية مثل المياه وإمدادات الطاقة.
“تدابير أمنية مستهدفة”
وبعد أسبوع من مصرع اثنين من مواطنيها في باكستان، أكدت الصين، ضرورة اتخاذ “تدابير أمنية مستهدفة” لحماية الصينيين العاملين في الدولة الواقعة في جنوب آسيا، وفق البيان.
وأعربت الخارجية الصينية عن الحاجة الملحة إلى خلق “بيئة آمنة للتعاون بين البلدين”.
وقالت باكستان، إنها ملتزمة بتعزيز الأمن والتنسيق وبذل جهود شاملة لضمان سلامة وأمن الموظفين والمشاريع والمؤسسات الصينية في البلاد، فيما أقرت الصين بالجهود التي تبذلها باكستان، وفق بيان وزارة الخارجية.
وفي غضون ذلك، كانت السلطات الباكستانية، تحاول حماية نحو 2500 صيني يعملون في مشاريع مختلفة، تشمل الطرق والطاقة، وفق “بلومبرغ”.
لكن خمسة مواطنين صينيين يعملون في مشروع للطاقة في منطقة شمال غرب باكستان لقوا حتفهم في هجوم في مارس ألقت إسلام أباد باللائمة فيه على حركة “طالبان” الباكستانية، وهي فرع من حركة “طالبان” الأفغانية.
وذكرت صحيفة DAWN الباكستانية، أن “جيش تحرير بلوشستان”، وهي جماعة مسلحة أخرى، أعلن مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي.
وفي خطوة ذات صلة، دعا البلدان الحكومة الأفغانية التي تقودها حركة طالبان، إلى “اتخاذ إجراءات واضحة، يمكن التحقق منها لتفكيك والقضاء على جميع الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان”.