حرية ـ (17/10/2024)
أعلن الجيش الروسي اليوم الخميس السيطرة على بلدة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث يواصل تقدمه بوجه قوات أوكرانية أقل عدداً وقوة نار.
وأفادت وزارة الدفاع أن قوات الكرملين سيطرة على بلدة ماكسيميليانيفكا قرب مدينة كوراخوف الواقعة جنوب بوكروفسك، المركز اللوجيستي المهم للجيش الأوكراني.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم من بروكسل أن “خطة النصر” التي أعدها تهدف إلى وضع بلاده في موقع قوة في مواجهة روسيا لتكون جاهزة للمفاوضات، وأوضح لدى وصوله إلى قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي أن “خطتنا تقوم على تعزيز أوكرانيا لنكون أقوياء وجاهزين للدبلوماسية”.
وبعد أكثر من عامين ونصف العام على بدء الغزو الروسي تتراجع أوكرانيا في ميدان المعركة، خصوصاً على الجبهة الشرقية في دونباس حيث تعلن موسكو بصورة شبه يومية السيطرة على بلدات إضافية.
وبدعوة من الأمين العام الجديد لحلف الأطلسي مارك روته سيلتقي زيلينسكي وزراء دفاع الدول الـ32 الأعضاء في الحلف في بروكسل، كما دعي إلى حضور قمة مع قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
وقال الخميس قبل مغادرته كييف “نحن في طريقنا إلى بروكسل، وأريد عرض خطة النصر، فهي سيلتنا لإرغام روسيا على السلام، ويجب أن نوقف هذه الحرب بصورة عادلة”.
وبعد أن دافع عن خطته في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما، كشف الرئيس الأوكراني عن خطوطها العريضة أمس الأربعاء أمام البرلمان في كييف، وعرض مطالب مثل رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا ونشر أسلحة الردع غير النووية على الأراضي الأوكرانية، لكن أياً منها لم يحظ حتى الآن بدعم دول الحلف التي تعقد اجتماعاً على المستوى الوزاري على مدى يومين في العاصمة البلجيكية.
وتوصي الخطة التي عرضها زيلينسكي أيضاً بتوجيه دعوة فورية إلى كييف للانضمام إلى الحلف، وهي الضمانة الفعلية الوحيدة لأمن بلاده كما يقول الرئيس الأوكراني.
لكن هذه المسألة تحتاج أيضاً إلى التحلي بالصبر، فقد اكتفى روته الأربعاء بالتذكير بالطابع “الذي لا عودة عنه” لمسار أوكرانيا نحو حلف شمال الأطلسي.
وترفض الولايات المتحدة التي تشهد انتخابات رئاسية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل المضي أبعد من ذلك، وقالت السفيرة الأميركية لدى الحلف جوليان سميث أمس “لم نصل إلى النقطة التي يبحث فيها الحلف إطلاق دعوة على المدى القصير”.
لكن الخطة الأوكرانية ستكون مطروحة على طاولة الاجتماع مساء اليوم، كما أكد مارك روته، وقال إنها “تشكل بالطبع إشارة قوية من جانب زيلينسكي وفريقه، لكن هذا لا يعني أنه بإمكاني القول هنا إنني أؤيد الخطة بكاملها”.
وتبدي دول عدة تحفظاً وتتخوف من تصعيد مع روسيا، أو أنها تفعل ذلك لأسباب تتعلق بالموازنة، ففي حلف شمال الأطلسي لا يزال النهج الرسمي على حاله حتى مع وصول مارك روته إلى قيادة التكتل مطلع الشهر الجاري، وقال أمام الصحافيين أمس “نحن نعمل بجد لضمان أن الأوكرانيين سيفوزون”.
لكن مسؤولاً في الحلف قال إن “هناك طرقاً عدة لتحديد النصر أو تعريف الهزيمة”، كما شرح دبلوماسي آخر في حلف شمال الأطلسي أنه بالنسبة إلى بعض الدول الـ 32 الأعضاء في هذا التكتل، فإن النكسات التي منيت بها روسيا عند بدء عمليتها الخاصة عام 2022 تشكل بحد ذاتها انتصاراً يتيح التوصل إلى تسوية هي أفضل من حرب طويلة ومكلفة.
من جانب آخر دعا المستشار الألماني أولاف شولتز الأربعاء إلى “بذل كل الجهود” للحيلولة من دون استمرار النزاع في أوكرانيا بما يشمل إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن بالتشاور مع كييف.
وتقصف القوات الروسية يوماً بعد يوم المدن ومنشآت الطاقة في أوكرانيا التي تطالب بإصرار بمزيد من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات.
وفي هذا الإطار كانت التوقعات عالية قبل اجتماع كان مقرراً السبت الماضي لمجموعة رامشتاين التي تضم دولاً تساعد أوكرانيا والذي كان من المفترض أن يشارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لإعادة إطلاق دعم الحلفاء لهذا البلد، لكن الاجتماع ألغي.
إلا أن حال عدم اليقين لا تزال تحيط بمسألة استمرار المساعدات الأميركية في حال فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية، وتتجه كل الأنظار إلى واشنطن قبل الانتخابات، وقال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي “نحن في وضع ترقب”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أمس الأربعاء حزمة مساعدات عسكرية إضافية لكييف بقيمة 425 مليون دولار، وذلك خلال اتصال مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماع في برلين مع قادة أوروبيين يخصص لبحث الحرب في أوكرانيا.
وأفاد البيت الأبيض في بيان بشأن الاتصال، بأن الحزمة تتضمن دفاعات جوية وآليات مدرعة، مشيراً إلى أن بايدن أطلع نظيره الأوكراني على “جهوده لتعزيز المساعدة الأمنية لكييف خلال الفترة المتبقية من ولايته في البيت الأبيض”.
وأضاف البيان “ستسلم الولايات المتحدة أوكرانيا في الأشهر المقبلة مئات أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ وعشرات أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية وأنظمة مدفعية إضافية وكميات كبيرة من الذخيرة ومئات من ناقلات الجند المدرعة ومركبات المشاة القتالية وآلاف الآليات المدرعة الإضافية”.
وبحسب البيت الأبيض تطرق بايدن خلال الاتصال إلى “جهوده لزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا حتى نهاية فترة ولايته” في يناير (كانون الثاني) 2025، بينما أطلع زيلينسكي نظيره الأميركي على آخر تطورات “خطته لتحقيق النصر على روسيا” والتي أعلنها الأربعاء.
وكتب زيلينسكي على منصة “إكس” أنه تحادث مع بايدن وشكره على هذه المساعدة التي تشمل “أسلحة بعيدة المدى”.
وأضاف الرئيس الأوكراني، الذي من المقرر أن يلقي كلمة خلال قمة الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، “أنا ممتن للرئيس بايدن وللحزبين في الكونغرس والشعب الأميركي على المساعدة الدفاعية البالغة 425 مليون دولار التي أعلن عنها اليوم (الأربعاء)”.
منذ بداية الحرب عام 2022، وافقت الولايات المتحدة على تقديم مساعدات اقتصادية أو عسكرية لأوكرانيا بقيمة 175 مليار دولار.
ويحل بايدن في ألمانيا اعتباراً من الجمعة في إحدى زياراته الأخيرة قبل انتهاء ولايته الرئاسية والتي سيتم خلالها بحث الوضع في أوكرانيا.
وذكرت معلومات صحافية أنه قد ينضم إلى الرئيس بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.