حرية ـ (21/10/2024)
أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الاثنين، عن حزمة أسلحة جديدة بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا منها ذخائر إضافية ومدرعات وأسلحة مضادة للدبابات، وذلك خلال زيارته كييف قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تلقي بظلال من الشك على مستقبل الدعم الغربي.
وكان من المتوقع أن تركز رحلة أوستن، وهي زيارته الرابعة والأخيرة على الأرجح كوزير دفاع في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على الجهود الأميركية لمساعدة كييف في تعزيز دفاعاتها مع تحقيق القوات الروسية تقدماً في شرق أوكرانيا.
ولكن على الرغم من إظهار التضامن مع كييف، لم يكن من المتوقع أن يستجيب لبعض دعوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء تغييرات عميقة في السياسة الأميركية، مثل رفع القيود التي تفرضها واشنطن على استخدام الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
ومع اقتراب ولاية إدارة بايدن من نهايتها، شدد أوستن على استمرار الدعم الأميركي.
مخاوف من عودة ترمب
وقال أوستن، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع، إذ أعلن عن الحزمة الجديدة لتوفير ذخائر إضافية ومركبات مدرعة وأسلحة مضادة للدبابات: “الولايات المتحدة تدرك المخاطر هنا، يا سيدي الرئيس”.
وعندما نزل أوستن من القطار في كييف بعد رحلة ليلية من بولندا، أبلغ مسؤولون أوكرانيون عن هجمات روسية جديدة ليلاً على العاصمة الأوكرانية ألحقت أضراراً بالمباني السكنية، وأصابت مدنياً واحداً على الأقل.
وتأتي زيارة أوستن قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر، والتي يسعى فيها الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري، إلى إعادة انتخابه في سباق متقارب ضد نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية.
وألمح ترمب إلى أنه سيكون أكثر تردداً من بايدن في الاستمرار في دعم أوكرانيا، الأمر الذي قد يحرم كييف من أكبر داعم عسكري ومالي لها. لكن أوستن قلل من أهمية مثل هذه المخاوف.
وقال في هذا الصدد: “لقد رأيت دعماً ثنائي الحزب لأوكرانيا على مدى العامين ونصف العام الماضيين، وأتوقع تماماً أننا سنستمر في رؤية الدعم الثنائي الحزبي من الكونجرس”.
وكان الجنرال المتقاعد أحد أشد المؤيدين لأوكرانيا، حيث بنى تحالفاً من عشرات الدول التي زودت كييف بالأسلحة التي ساعدتها في توجيه ضربات قوية للقوات الروسية.
وقال مسؤول دفاعي أميركي تحدث لوكالة “رويترز” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن روسيا تكبدت 600 ألف قتيل وجريح من القوات في أوكرانيا حتى الآن، وكان شهر سبتمبر هو الشهر الأكثر ثقلاً من حيث حصيلة القتلى والجرحى.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو راضياً عن استثمار المزيد من القوات في تقدم مكلف في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، والتي تدّعي موسكو أنها أراضيها الخاصة.
وفي الأسابيع الأخيرة، حاصرت روسيا بلدات في منطقة دونيتسك، حتى أجبرت الوحدات الأوكرانية على الانسحاب. وقال أوستن: “إنها معركة صعبة للغاية وهي معركة شاقة”.
“خطة النصر”
وفي الوقت نفسه، تسعى كييف إلى إبقاء حربها في بؤرة الاهتمام في الغرب، حتى مع استيلاء الصراعات المتوسعة في الشرق الأوسط على الأضواء الدولية.
وكان زيلينسكي قد التقى أوستن آخر مرة الخميس الماضي في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، حيث طرح “خطة النصر”. وقد تلقى تعهدات بالدعم المستمر، ولكن لم يتلق أي تأييد من حلفاء رئيسيين لدعوته إلى عضوية “الناتو”.
وعندما سئل يوم الجمعة في بروكسل عن خطة النصر، قال أوستن: “ليست وظيفتي أن أقوم بتقييم خطته علناً”.
ويقول الخبراء إن كييف قد تحتاج إلى البدء في اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية استخدام قواتها القتالية، بما في ذلك ما إذا كانت ستحتفظ بالأراضي التي استولت عليها كييف في منطقة كورسك الروسية في هجوم مفاجئ هذا الصيف.
كانت كييف تأمل أن تنتزع زمام المبادرة من روسيا، بما في ذلك دفع موسكو لتحويل قواتها عن الجبهة الشرقية. لكن بوتين ظل يركز على الاستيلاء على مدينة بوكروفسك الرئيسية في شرق أوكرانيا، وهي مركز لوجستي مهم لجهود كييف الحربية.
ورغم الدعم العسكري الأميركي الذي يصل إلى مليارات الدولارات، بما في ذلك توفير طائرات مقاتلة من طراز “إف-16” ودبابات “أبرامز” وغير ذلك، فإن أوكرانيا تواجه معركة صعبة في المستقبل.
وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن روسيا “ليست مستعدة للاستسلام” رغم أن غزوها لأوكرانيا ألحق ضربات بالاقتصاد الروسي، وجعلها أكثر عزلة دبلوماسياً وألحق أضراراً جسيمة بجيشها.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “وهذا يفرض عبئاً ثقيلاً على الأوكرانيين”.