حرية ـ (24/10/2024)
سالم الساعدي
ها هي عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) عادت من جديد وثورة المظلوم على الظالم تجسدت برجال الله أبناء جنوب لبنان وغزة الصمود، رغم الجغرافية التي رسمها الاستعمار بين كربلاء من جهة وجنوب لبنان وغزة من جهة أخرى مع الاختلاف المذهبي الحاصل بين غزة من ناحية وجنوب لبنان وكربلاء من ناحية أخرى فظن العدو أن غزة ستترك وحيدة بسبب الاختلاف المذهبي ، لكن ما حصل هو العكس توحدت غزة وجنوب لبنان وساندها العراق وإيران واليمن وشكلوا معسكر الحق ليقفوا بوجه الظالم ،
إذا ما قرأنا ما حصل في كربلاء الحسين عليه السلام وما يحصل من أحداث اليوم نرى الأحداث نفسها التي حصلت في كربلاء مع الفارق الكبير طبعاً لأن القائد هو الحسين ابن فاطمة- عليه السلام- يوم عاشوراء ولا يمكن القياس بين المعصوم وباقي البشر ولأن رسول الله صل الله عليه وآله قال (لا يوم كيومك يا ابا عبد الله) بالتأكيد يكون الفارق كبير…
لكننا ننظر تشابه الأحداث وما يجري الآن ، إذاما قارنا بين طرفي القتال نجد الفارق الكبير بين المعسكرين عدد وعدة، عالم بأسره وكل دول العالم العظمى بكل ما أوتيت من قوة مال وسلاح وتكنلوجيا، تقاتل فئة مؤمنة قليلة، سلاحها الإيمان بالله والتوكل عليه وهذا ما حصل في كربلاء سبعون قبالة ثلاثون الف ،
شعار القادة لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد هو ذات الشعار الذي أطلقه الإمام الحسين يوم عاشوراء وكان يعلم نتائج هذه الكلمة وهي (الشهادة) لكنه قالها وكلهُ توكل على الله وهذا ما حصل لقادة جنوب لبنان وغزة الصمود،
المظلومية وقلة الناصر تطابقت كثيراً مع ما جرى في كربلاء سبعون صحابي أو يزيدون قليل من ثبت مع الحسين عليه السلام أمام ثلاثون ألف مدججون بالرماح والسهام والخيول وهي الآلة العسكرية العظمى في ذلك الزمان ، واليوم جزء بسيط من هذه الأمة تقف وتدافع عن جنوب لبنان وغزة، وهم شيعة العراق وايران واليمن، وقرابة الملياري مسلم باكثر من عشرين دولة بامكانيات هائلة يتفرجون على ذبح اخوتهم في جنوب لبنان وغزة بل بعضهم ذهب َليدعم الاعداء بالمال والسلاح والرجال وكل الامكانيات!!!
الخذلان تطابق كثيراً ايضاً على جنوب لبنان وسيده الشهيد واخوتهم في غزة هو ذات الخذلان تماما في يوم عاشوراء حينما قالو لأبي عبد الله الحسين بايع يا ابن رسول الله وذهب بسلام، فانطبق قول الله تعالى على أمة الملياري مسلم (لا طاقَةَ لَنَا اليوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) حينما تقاعسوا عن نصرة إخوتهم،
جرائم التجويع والتعطيش والتنكيل والنهب والحرق ذاتها التي حصلت في كربلاء قتل سيد الشهداء وأصحابه جميعا عطاشا واحرقت خيام الحسين وسبيت عياله وجوعت نساؤه وأهل بيته وهذا ما يحصل اليوم لمسلمي جنوب لبنان وغزة قتل وحرق وتجويع وتشريد وتهجير والأمة تنظر على ما يحصل وبعضهم راضي بل شامت وفرح!!!
كل هذه الاحداث جعلت من جنوب لبنان وغزة الصمود تشبه عاشوراء…
عاشوراء العصر مع الفارق
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.