حرية ـ (27/10/2024)
شرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا عن أجواء الاستعدادات للانتخابات الأمريكية المقبلة، إذ بدأت مقاطعة لوزيرن في ولاية بنسلفانيا تنفيذ إجراءات أمنية غير عادية وسط مخاوف متصاعدة من العنف السياسي.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر، قامت السلطات في مدينة ويلكس باري، التي تقع في قلب المقاطعة، بوضع صخور ضخمة حول المباني الحكومية لتحصينها، في خطوة تعكس القلق المتزايد حيال الأمان يوم الانتخابات.
أجواء الشك والغضب
تواجه مقاطعة لوزيرن، على غرار مقاطعات أمريكية أخرى، اضطرابات ناتجة عن مزاعم الرئيس السابق دونالد ترامب حول تزوير الانتخابات، والتي زرعت الشك في النظام الانتخابي.
ومع اقتراب موعد التصويت، تقدم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية المشورة لمئات المجتمعات حول كيفية تأمين الانتخابات.
وقالت مديرة المقاطعة، روميلدا كروكامو، والتي تلقت تهديدات شخصية، إن العنف المحتمل يثير قلقًا عميقًا لديها، مضيفةً: “نحن هنا مجرد كائنات صغيرة”.
كما أشارت إلى أن التهديدات باتت تأتي بطرق غير مباشرة، مما يزيد من تعقيد مهمة تأمين الانتخابات.
تحول سياسي
شهدت المقاطعة تحولات سياسية كبيرة؛ إذ لأول مرة منذ العام 1968، يفوق عدد الناخبين الجمهوريين المسجلين عدد الديمقراطيين.
ومنذ دعمها الكبير لترامب، خلال عامي 2016 و2020، باتت مقاطعة لوزيرن رمزًا لانعدام الثقة، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتعزيز الأمن في مراكز الاقتراع.
مخاوف حول أمن الصناديق
أوصت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي بتقليص عدد صناديق الاقتراع البريدية في المقاطعة.
ومع ذلك، أثار ذلك استياء مناصري الديمقراطيين الذين وصفوه بمحاولة لقمع التصويت، ما دفع كروكامو إلى إعادة صناديق الاقتراع بعد اتفاق مع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
وقالت كروكامو: “نواجه هنا انقسامًا كبيرًا، والناس غاضبون للغاية، وهذا الأمر يخرج عن السيطرة”.
تدابير غير مسبوقة
تحسبًا لأي طارئ، جهّزت مقاطعة لوزيرن مبنى الانتخابات بزجاج مضاد للرصاص وأزرار ذعر، وأجرت تدريبات حول كيفية التعامل مع تهديدات العنف.
كما انضمت السيدة كوك، مديرة مكتب الانتخابات البالغة من العمر 27 عامًا، إلى فريقها لتأمين العملية الانتخابية، مؤكدةً على ضرورة حماية حرية التعبير في ظل الحدود القانونية.
ومع حلول يوم الثلاثاء الكبير، سيتوجه المواطنون في مقاطعة لوزيرن للإدلاء بأصواتهم في ظل حراسة مشددة، وإجراءات أمنية غير مسبوقة.