حرية ـ (27/10/2024)
جون هيلي
نحن نواجه حقبة من عدم الاستقرار المتزايد والمد العدواني المتصاعد. وللدفاع عن قيمنا المشتركة، نحتاج إلى تعاون أوثق في أوروبا وداخل حلف “الناتو”. ولردع خصومنا، نحتاج إلى قدرات مشتركة قوية وقوات مسلحة متكاملة.
واليوم، ستتخذ بريطانيا وألمانيا خطوة كبيرة إلى الأمام في تعزيز تعاوننا الدفاعي. سنوقع على اتفاق “ترينيتي هاوس” Trinity House Agreement الذي سيربط بلدينا ببعضهما بعضاً بصورة أوثق، ويعزز التعاون الأوروبي، ويدعم أمننا الجماعي.
إنها لحظة فارقة تأتي في وقت حرج بالنسبة إلى الأمن الأوروبي والأمن عبر الأطلسي. فمع الحرب العدوانية الروسية المستمرة ضد أوكرانيا وتصاعد التهديدات على جبهات متعددة، لا يمكننا أن نعتبر أمننا أمراً مسلماً به. يجب أن نتحرك، وأن نعمل معاً.
لهذا السبب فإن هذا الاتفاق التاريخي باعتباره الركيزة الأولى في معاهدة أوسع بين المملكة المتحدة وألمانيا، سيساعد في بناء علاقات أقوى بين قواتنا المسلحة وتعزيز قدراتنا المشتركة وتعزيز اقتصاداتنا.
إن هذه الشراكة بين اثنين من أكبر المنفقين على الدفاع في أوروبا هي تتويج لأشهر من العمل الدؤوب وتلزمنا بتعاون عسكري وصناعي واستراتيجي طويل المدى. من الناحية العملية، ستطلق سلسلة من المشاريع الرائدة في المجالات الجوية والبرية والبحرية والأسلحة بعيدة المدى. مشاريعنا مفتوحة للحلفاء والشركاء. فنحن أقوى معاً.
وهذا يشمل التزامناً بالعمل معاً على دفاعاتنا الجوية لحماية المجال الجوي الأوروبي بصورة أفضل، والتطوير السريع لأنظمة ضرب جديدة بعيدة المدى، ستكون أكثر دقة وستصل إلى أبعد من أي خيار متاح حالياً. وهذا يعني تطوير برنامج “بوكسر” Boxer للمركبات المدرعة. ويعني استكشاف وتطوير الطائرات المسيرة وغيرها من أنظمة المستقبل.
وسيطلق الاتفاق العنان لتعزيز التعاون بين قواتنا المسلحة، من خلال التدريبات والمناورات المشتركة لتعزيز الجناح الشرقي لحلف “الناتو”، والطائرات الألمانية التي تعمل بصورة دورية من لوسيماوث للمساعدة في حماية شمال الأطلسي.
إن اتفاق اليوم لن تجعل أوروبا أكثر أماناً ويعزز أمننا الجماعي فحسب، بل ستعزز أيضاً صناعاتنا الدفاعية – مما يعزز الاقتصادات والوظائف والنمو. بالنسبة إلى الصناعة الألمانية، ستكون الفوائد كبيرة، مثل الأسواق الأوسع للتقنيات المستقبلية والأنظمة المتقدمة. وفي المملكة المتحدة، يمهد الاتفاق الطريق أمام بناء مصنع جديد لفوهات المدفعية، مما يدعم مئات الوظائف وينعش التصنيع المحلي.
يؤكد الاتفاق الالتزام الثابت لبلدينا بدعم أوكرانيا ومواجهة العدوان الروسي – وهو التحدي الأكثر حسماً في أوروبا اليوم. وهو يتضمن أحكاماً لتسليح مروحيات “سي كنغ” Sea King الألمانية بصواريخ حديثة لتزويد أوكرانيا بقدرة جديدة قوية.
وبصفتنا أعضاء مخلصين في حلف “الناتو” وشركاء أوروبيين، فإن هذا الاتفاق يؤكد التزامناً بالتحالف الأوسع عبر الأطلسي، وبدور “الناتو” الأساس في حماية السلام في أوروبا. وسيعود ذلك بالنفع المباشر على الوحدات البريطانية والألمانية الملتزمة حلف “الناتو” في إستونيا وليتوانيا. ستضمن التدريبات والعمل معاً بصورة أكبر، أن تكون القوات البرية على الجناح الشرقي لحلف “الناتو” رادعاً قوياً وبأنها مستعدة للقتال إذا لزم الأمر. نحن متحدون في عزمنا على ردع خصومنا والدفاع عن حرياتنا. وهذا الاتفاق يعني تعاوناً أوثق في حماية البنية التحتية الحيوية، مثل الكابلات البحرية.
ويظهر اتفاق “ترينيتي هاوس” أن بلدينا يدركان أن هذه الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ إجراءات في هذه الأوقات الخطرة. وهي تظهر أن بريطانيا وألمانيا عازمتان على العمل معاً لتأمين مستقبل أوروبا وتحقيق منافع متبادلة لاقتصاداتنا وقدراتنا العسكرية وتحالف “الناتو” الأوسع.
هذه لحظة فارقة في الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الأوروبي وضمان استعداد دولتينا لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية. ومن المقرر أن تعمل قواتنا المسلحة وصناعاتنا الدفاعية معاً بصورة أوثق من أي وقت مضى.
وقد بعثنا برسالة مدوية إلى أولئك الذين يهددوننا: بريطانيا وألمانيا، إلى جانب حلفائنا وشركائنا الدوليين والأوروبيين، متحدون في عزمنا على حماية أوروبا ومنطقة الأوروبية الأطلسية والدفاع عنهما.