حرية ـ (28/10/2024)
يبدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة دولة الى المغرب تستمر ثلاثة ايام ، وتاتي بعد سنوات من توتر العلاقات بين البلدين.
ما هي أبرز محطات هذه الزيارة؟ وهل تعكس مسارا تاريخياً متراكماً بين البلدين؟
محطات عديدة لهذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب. أولى هذه المحطات هي اللقاء مع العاهل المغربي محمد السادس. وأفادنا قصر الإليزيه أن اتفاقيات عديدة ستوقع في مجال التعليم العالي والمناخ والطاقة المتجددة، إضافة إلى حيثيات حول هذه العقود سيتم الكشف عنها مساء هذا اليوم.
بعد هذا اللقاء، ماكرون سيلتقي أيضا رئيسي البرلمان والحكومة ورئيس مجلس المستشارين، عدا عن لقاءات مع الجالية الفرنسية في المغرب التي تعد الأكبر من بين دول المغرب العربي وتضم ثلاثة وخمسين ألف فرنسي.
كما سيتوجه بخطاب إلى البرلمان غدا. ولا بد من الإشارة إلى أن الوفد الذي يترأسه ماكرون هو وفد سياسي واقتصادي وثقافي بروتوكولي مهم جدا يضم مائة وعشرين شخصاً. بالنسبة للعلاقات بين البلدين، صحيح أن هذه العلاقات الدبلوماسية اليوم تفتح الباب أمام تعاون جديد تاريخي مشترك، لكن هو تعاون متجدد نظرا لأن العلاقات المغربية الفرنسية ليست وليدة اليوم. نشير في هذا الإطار إلى أن الملك محمد السادس اختار فرنسا كأول زيارة دولة يقوم بها عام 2000 إلى الخارج. هذا المنعطف من العلاقات يعكس تراكماً تاريخيا. فمنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، الحوار السياسي تعزز بين المغرب وفرنسا عبر لقاءات متبادلة لرؤساء حكومات البلدين، وهذه اللقاءات المتراكمة نتج عنها عدد من الشراكات في قطاعات عدة منها الاقتصاد والمناخ والبيئة وأيضا الانفتاح المشترك على إفريقيا.
لماذا يشكل الاقتصاد أحد أهم جوانب هذه الزيارة؟
يمكن القول أن الشراكات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا هي العمود الفقري لهذه المرحلة المتجددة من العلاقات. لأن المغرب هو الشريك التجاري الأول لفرنسا في شمال إفريقيا والشريك التجاري التاسع عشر عالميا. في المقابل، فرنسا هي الشريك التجاري الأول للمغرب في العالم، وفرنسا هي المستثمر الأول في المغرب، والمملكة المغربية أيضا هي المستثمرة الأولى الأفريقية في فرنسا.
هناك ألف شركة فرنسية حاضرة على الأراضي المغربية، ما يخلق 150 ألف وظيفة. وبالنسبة لعقود اليوم، نشير إلى أن شركة إيرباص لصناعة الطائرات تعول كثيرا على هذه الزيارة، وهناك عقود موعودة من الأن حتى عام 2037 . مما يعني هذه الشركة المتنافسة اليوم مع شركة بوينغ، وهي الممول الأساسي للخطوط الجوية الملكية المغربية تاريخيا، عدا عن العقود الموعودة في مجال الدفاع.
وصول العلاقات إلى هذه المرحلة من التقدم، كان هناك خلفه دعم فرنسي للمغرب في قضية الصحراء الغربية. ما هي محددات هذا الموقف بالنسبة لفرنسا؟
المفترق الأساسي لدخول العلاقات في هذه المرحلة من التحول، كان موقف الرئيس الفرنسي الصيف الماضي والذي جدد فيه تأييد مقترح المغرب الذي قدمه عام 2007 للحكم الذاتي. هذا المقترح كانت فرنسا من أول الداعمين له عام 2007، ولكن فيما بعد، الموقف المتشدد، كان اعتبار ذلك الحل هو الوحيد لقضية الصحراء الغربية.
ويشدد الإليزيه على أن هذا القرار يأتي في إطار توافقات دولية اتسعت في الفترة الماضية. فرنسا تريد التقدم على المستوى الدبلوماسي، ولكنها أيضا تريد دعم جهود الأمم المتحدة، وجهود التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمنطقة الصحراء الغربية.
و يشدد الإليزيه في هذا الإطار على مصطلح القانون الدولي. يعني ذلك أن يكون القانون الدولي هو المظلة الأساسية، أي أن تكون أي مشاريع في منطقة الصحراء الغربية لا تتنافى مع إرادة السكان المحليين. وهذه نقطة مهمة جدا بالنسبة للجانب الفرنسي وهي من محددات هذا الموقف.